يوسف عبدالرحمن يكتب: كيف تزيل همك؟
زاوية الكتابكتب يوسف عبد الرحمن ديسمبر 21, 2018, 10:52 م 804 مشاهدات 0
الأنباء:
«كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل»..
هل هناك إنسان بلا هم؟!
صعب أن تجد إنسانا على كوكب الأرض لا يحمل هما!
الدنيا مليئة بالهموم، لهذا «تميزت» الآخرة بالجنة الخالية من الهم والغم والحزن!
قال تعالى: (لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين) (الحجر: 48).
تعالوا معي في سياحة تثقيفية لوصف «دواء» لهذا الهم.
أليس الله سبحانه وتعالى جعل لكل داء دواء؟
إذا أردت العيش بلا هموم فعليك باتباع ما يلي:
التزود بالإيمان بالله وبيقين صادق ورضا بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
الله عز وجل قال في محكم تنزيله (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه) (التغابن :11).
ليس أمامك إلا العمل الصالح فهو منقذك من الهم، مسليك وحاصد لك الأجر والمثوبة من الله.
قال تبارك وتعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) (النحل: 97).
الابتلاءات
ثقافتنا الإسلامية علمتنا أن «الهموم» كفارة وسبب لمغفرة الذنوب؛ ولهذا تجد كثيرا من «المهمومين» عندما تحدثه عن ذلك ينشرح صدره.
هذه الدنيا
يجب أن يعلم كل مؤمن أن الدنيا فانية ومتاعها قليل.
قال تعالى: (قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى) (النساء: 77).
فإن أضحكت قليلا أبكت طويلا!
وفي هذا يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه
وإن بناها بشر خاب بانيها
التأسي بالقدوات
في حياتنا يجب أن نتأسى بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين والمؤمنين والموحدين.
الله سبحانه يبتلينا بالأمراض والأوجاع مثلما ابتلى الرسل والأنبياء والصالحين.
مواقف كثيرة في حياتك تتطلب منك أن تعتبر بالقدوات، وحسن أولئك رفيقا.
الآخرة همي
اجعل الآخرة همك، واعتبر الدنيا دار عبور وزرع للآخرة (حصاد دنياك)، فالله سبحانه يبتليك، فلا تغرنك هذه الدنيا الفانية، فالله ضمن لك أجلك ورزقك.
قال تعالى: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير) (الشورى: 27).
لقد خلقنا الله عز وجل في هذه الدنيا في تعب ومشقة، فهو القائل في محكم التنزيل: (لقد خلقنا الإنسان في كبد) (البلد: 4)، أي في معاناة ومشقة وتعب.
قال الشاعر المتنبي:
ومن تفكر في الدنيا ومهجته
أقامهُ الفكر بين العجز والتعب
٭ ومضة: توكل على الله عز وجل في كل صغيرة وكبيرة في حياتك، وخذ بالأسباب المشروعة، واترك الأحزان، وأكثر من ذكر الله واستغفره إنه كان غفارا. كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يكثر من الذكر والاستغفار عند نزول الكرب والبلايا والكوارث.
وتحدث دائما بنعمة الله واعمل بالعلم النافع والعمل الصالح.
٭ آخر الكلام: المؤمن الحقيقي من يستعد في حياته لأسوأ الأحوال ويكون دائما إيجابيا طاردا للسلبيات.
٭ زبدة الحچي: هموم الدنيا لا تنتهي وهي كثيرة ومنوعة، ولقد تعلمنا من «عقيدتنا وشريعتنا» انها طاردة للهموم جالبة للفرح.
قالها علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «خذ من دنياك لآخرتك، ومن شبابك لهرمك، ومن صحتك لسقمك».
الدنيا ممر إلى دار مقر، والناس فيها رجلان: رجل باع فيها نفسه فأوبقها، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها.
من صارع الدنيا صرعته، وأفضل الطاعات الزهد في الدنيا.
يا الله.. أعطيكم الخلاصة: الدنيا أولها رجاء ثم سراب وآخرها رداء أبيض تتوسد به الأرض!
قال الشاعر:
على أنها الدنيا: اجتماع وفرقة
وتخلف دار البين دار التجمع
سر الحياة اننا نجهل كنه هذه الدنيا، وعندما ننضج يكون القطار قد فات!
وتبقى الحياة لغز الألغاز.. فيالحظ من فاز!
في أمان الله.. ربي يزيل عنكم الهموم.
تعليقات