صلاح الساير يكتب: أضحى التشاؤم سيد الموقف وأمست نظرات الريبة والشك تحيط بكل عمل بالبلاد بعد تكاثر أخبار الفساد والمفسدين

زاوية الكتاب

كتب صلاح الساير 502 مشاهدات 0


الأنباء:

أصبح الناس ـ يا كافي ـ يهربون من الإيجابية ويميلون إلى التفاسير السيئة، وأضحى التشاؤم سيد الموقف وأمست نظرات الريبة والشك تحيط بكل عمل يقوم في البلاد بعد تكاثر أخبار الفساد والمفسدين.

حدثت هذه السلبية عندما دب القنوط في أرواح العباد وتجاهلوا أهمية التفاؤل، وضرورة الحديث عن «الجزء المملوء» من الكأس عوضا عن التركيز على «الجزء الفارغ»، وفي حال عدم توافر الجزء المملوء كان عليهم أن يتخيلوه في العالم الافتراضي (!) أو يسكبوا فيه ما يسيل من عيونهم ليصبح الفارغ مليئا بالدمع!

****

نشر التفكير الإيجابي بين الناس يتطلب من المواطنين الذين يعانون من تطاير الحصى في الشوارع بعد الأمطار الأخيرة أن يدركوا أن تطاير الحصى يعني وجود شارع تمت تغطيته بالأسفلت وذلك أفضل من الطرق الترابية! كما أن أخطار الحصى تضر بزجاج السيارة وتعرضه للكسر وذلك أمر بسيط ويمكن إصلاحه.

أما أخطار الأتربة المتطايرة فقد ينجم عنها انهاك الجهاز التنفسي وتعريض المواطن للأمراض في وقت تسعى الحكومة الرشيدة «مشكورة» إلى حمايته من الأتربة والاكتفاء بالحصى المتطاير وتطبيق نظرية «أهون الشرين» وذلك أمر إيجابي يتطلب الدعاء بالشكر للحكومة التي جنبت البلاد والعباد شرور التراب والأمراض الصدرية.

****

المبالغة في الحديث عن خطر الفساد زاد من صورته الشيطانية وأزعج الناس وأشعرهم بالضيق، وكان يفترض أن يتم التطبيع بين الفساد والمجتمع طالما استمر الفساد في البقاء.

فالمثل يقول: «اليد التي لا تستطيع قطعها قبلها»، ولهذا كان ينبغي اطلاق ألقاب جميلة على الفساد، مثل «عمو فسدان» أو «فسودة أم عيون سوده» أو «الأخ فسفوس المحروس» واعتبار يوم الأول من شهر «فسداير» يوم الفساد الوطني.

وان يتم تكريم كوكبة من السادة الفاسدين الكرام وتكليف «مؤسسة حجي شربت لاعمال التمديدات الصحية والإنتاج الفني» بإنتاج أوبريت غنائي يقول مطلعه: «ما اجمل الرقاد.. في حضنك يا فساد.. والعسل والحلاوة.. والسكر والبقلاوة.. والمجد للفساد»!

تعليقات

اكتب تعليقك