يوسف عبدالرحمن يتساءل: من يكتب التاريخ؟ وهل تاريخنا الذي كُتب صحيح؟ ومن يضمن الحيادية؟
زاوية الكتابكتب يوسف عبد الرحمن ديسمبر 19, 2018, 10:37 م 491 مشاهدات 0
الأنباء:
وأنا أتصفح التاريخ أحياناً أتوقف لأسأل نفسي سؤالا «صعبا»: من يكتب التاريخ؟ وأقصد «تاريخنا العربي»؟
هل تاريخنا الذي كُتب صحيح؟ ومن يضمن الحيادية؟
من قيّمه؟ ومن أشرف عليه وصححه؟
قالوا: الأمة التي تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها!
التاريخ كما أراه (حقاً) هو ذكريات ومواقف وإنجازات محفوظة وذكريات مطوية مروية، لهذا ربما نجد (الخلود) في التاريخ لا في العمر والشخصية فكلاهما يمضي ولا يعود!
أحيانا (أضحك) وأنا أقرأ صفحات التاريخ وأقول: ما أحوج البشر لأن يعطوا (التاريخ) مزيدا من الاهتمام وأخذ العبرة وإلا فما الفائدة من كتابة التاريخ؟ أليس هو مرجعنا؟
وهنا يجب ألا تضحك فلو كان الأموات (يتكلمون) لما عدنا بحاجة الى هذا التاريخ المكتوب لأن الخوف أن نجده عبارة عن مجموعة من الأكاذيب المرويات!
في صفحات التاريخ هناك صفحات (بيضاء) وأخرى سوداء!
واضح وأنت تقلّب التاريخ تجد أن الأمم القوية لا تكون عادلة في إبان قوتها وسطوتها وعندما ترغب في أن تكون عادلة تكون قد فقدت قوتها!
ومضة: التاريخ الذي كُتب بمداد الصدق والشفافية يعلّم (ابن آدم) الدروس والعبر، ويعطيه الدافع لأن يكون أكثر وعيا لاتخاذ الخطوات المناسبة حيال كثير من أموره المصيرية!
التاريخ عبر المجلدات والصفحات (يعيد) نفسه في معظم الأحداث المدونة، لكن السؤال الذي يبقى على مر العصور والأزمان: ما مدى قدرة الإنسان على التعلم من التجربة، وتلافي أخطاء الماضي؟ أليس التاريخ هو (الحصيلة الإنسانية) لأشياء كثيرة ومواقف مشابهة يمكن تلافيها وتفاديها وهي اليوم تتكرر وبصورة قبيحة؟
آخر الكلام: الجغرافيا أقوى من التاريخ، لماذا؟ لأن الجغرافيا تحكم التاريخ وتصنع التاريخ!
ووقفة عدل حقيقية يتضح أن التاريخ شيء آخر غير صورة جرائم الإنسان إما تبريرا أو إدانة أو تناسيا وحذفا للحقيقة!
وكما يقولون: لا يبدو التاريخ كتاريخ عندما تعيش فيه!
زبدة الحچي: لقد وجدت أن الصراع الإنساني هو (محرك) التاريخ والإنسان (ابن التاريخ وأبو التاريخ) في وقت واحد وحيثما تجد الإنسان يكون (تغير)، وهذا يعني ان ثمة تاريخا ومؤرخا وأحداثا تُكتب!
أحيانا وأنا أقرأ هذا التاريخ.. نعم أجد فيه العبرة والاستشهاد المنوع، غير أنني أحيانا أتوقف طويلا أمام صفحاته، واضح أنها كُتبت لغرض وهوى وهدف!
لهذا أعيب على كثير من المؤرخين (غير الدقيقين) أنهم كانوا غير أمناء ومتحيزين إما لمصلحة أو خوف!
لا أعتقد أن (العاطفة) قادتهم الى طريق معوج أوصلهم الى غير الحقيقة!
ختاما: إلى كل من يؤرخ ويكتب (لتتق الله في كتابتك للتاريخ)!
اعرف أن التاريخ يشرح الماضي ويفسّر الحاضر وينير المستقبل، وقبل هذا وذاك انك (مؤتمن) على كتابة التاريخ وتذكر أن قلمك وفكرك (اتحاد الاثنين) يصنع التاريخ!
ليس في مدادي ما يدون أكثر من هذا.. صعب جدا أن تكتب بالحيادية والحرية وأخاف أن أقول إن معظمه مزوَّر!
تعليقات