يوسف عبدالرحمن يكتب: المعاهدات العسكرية..ضرورة آنية!
زاوية الكتابكتب يوسف عبد الرحمن ديسمبر 12, 2018, 10:45 م 730 مشاهدات 0
الأنباء:
بعد هزيمة العدوان العراقي الصدامي واندحار الاحتلال بات كل مواطن كويتي يفكر بطريقة (مسموعة وواقعية) بعيدا عن القومية العربية والدعوات الحزبية (فقط التفكير)، ما نوعية المعاهدات العسكرية التي تخدمني كدولة وتؤمِّن لي الحماية من (غدر الغادرين)؟
في ضوء تدهور العلاقات العربية الخليجية أتصور أن «اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون» صارت حبرا على ورق مغبر!
رغم قناعتي بأهمية «الجيش العربي الخليجي الواحد» لكن ما باليد حيلة في ظل هذه الخلافات التي تزيد ولا تنقص!
واضح في المرحلة الحالية ان كل دولة تبحث بطريقتها الخاصة عن اتفاقيات وتسهيلات عسكرية ودفاعية، وهذا حقها خاصة في ظل تزايد عدوانية «المشروع الإيراني» التوسعي نحو الخليج العربي!
وأنا شخصيا وغيري من العقلاء بدأنا نتفهم ما تُقدم عليه كثير من الدول لـ«حماية نفسها» بإعطاء التسهيلات العسكرية لمختلف القوات أو القيام بعمل مشترك من المناورات البرية والبحرية، والواضح أن «الأميركان» هم الحاصد الأكبر لمثل هذه الاتفاقيات العسكرية الثنائية!
اليوم (زعل من زعل ورضي من رضي) بدأت الدول تدخل التحالفات الرسمية مع الدول الكبيرة لحماية نفسها من استهداف أو غزو أو احتلال!
أصبح اليوم من حق أي دولة أن تتحالف حتى مع «الشيطان» حتى تؤمِّن نفسها من «شر» يستهدفها على حين غفلة، كما فعل صدام حسين في أغسطس 1990!
هناك في العالم اليوم تحالفات رهيبة لا تقتصر على الدول الصغيرة أو الكبيرة، وإنما أيضا صارت تضم «أحلافا عسكرية وتحالفات»!
على سبيل المثال لا الحصر:
- حلف شمال الأطلسي.
- التحالف الدولي ضد «داعش».
- معاهدة القوى الخمس بين أستراليا - ماليزيا - سنغافورة - نيوزيلندا والمملكة المتحدة.
- درع الجزيرة.
- التحالف العربي في اليمن.
- اتحاد المغرب العربي.
- محاور المقاومة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل ويضم كلا من إيران - سورية - حركة حزب الله في لبنان - أنصار الله الحوثية.
- محور روسيا والصين.
وللتذكير بالتاريخ.. هناك تحالفات عسكرية بائدة، منها:
- حلف وارسو وهو حلف ضم معظم الحكومات الشيوعية في أوروبا الشرقية بإشراف الاتحاد السوفييتي ضد الرأسمالية الغربية.
- حلف بغداد وهو تعاون أسس لمواجهة (المد الشيوعي) ويضم المملكة المتحدة - تركيا - إيران.
٭ ومضة: أتذكر أن الشعب الكويتي فرح عقب التحرير بتوقيع اتفاقيات أمنية وعسكرية ودفاعية بين الكويت والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي:
الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا والصين بهدف حماية وأمن وسلامة البلاد وتأمين استقرارها منعا لتكرار أي (عدوان) يستهدف الكويت والكويتيين ومدتها عشر سنوات وإن كانت قد انتهت نأمل تجديدها لتعزيز الروابط والتعاون مع هذه البلدان الصديقة.
٭ آخر الكلام: في شهر أغسطس سرّنا كمواطنين ما كشفه وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون عن عزم بلاده توقيع اتفاقية عسكرية جديدة مع الكويت، وعبر التاريخ كانت (بريطانيا) حليفة للكويت ـ ولا تزال ـ وقالوها: من ساب قديمه تاه!
٭ زبدة الحچي: اليوم المواطن الكويتي غير ما قبل الاحتلال العراقي الغاشم، صار (يرحب) بالاتفاقيات العسكرية والأحلاف ولم تعد (ثقافة المستعمر تهمه)! لأنه وجد أن «العربي المحتل هو أقبح جدا من الغريب»! لهذا صار كل مواطن «يفرح صچ» بتوقيع أي معاهدة مع أستراليا، أو مع تركيا!
نحن نقول: إللي ايده في النار مو مثل إللي ايده في الماي!
بمعنى: خُدعنا وانقهرنا وتم احتلالنا وتشريدنا في كل دول العالم وفقدنا مئات من الشهداء ودفعنا «دم قلوبنا» ومن استثماراتنا وحرقوا آبارنا وأخّرونا «عشرين عاما»، كنا في المقدمة في كل شيء!
لهذا لا أحد يزايد أو يتكلم عن هذا «البند السيادي الكويتي» فكل اتفاقية عسكرية وحلف.. مرحب به!
وكما يقولون: حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه، وليس لنا كدولة صغيرة إلا تطبيق «التجنيد الإلزامي» والاتفاقيات العسكرية!
تعليقات