مجلس التعاون وتحدي الاهتزاز - يكتب د .عبدالهادي الصالح

زاوية الكتاب

كتب د. عبد الهادي الصالح 1456 مشاهدات 0


الأنباء:

بعد تنقلاته المكوكية بين دوله في شهر رمضان، والرسائل والجهود، ومع استمرار الخلافات والتلاسن الإعلامي التي «زرعت بذور الفتنة والشقاق»، لم يجد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بدا من مصارحة اجتماع مجلس التعاون الخليجي في الرياض يوم 9/12/2018 بهواجس سموه في خطابه على انه «.. كيان بدأ يعاني الاهتزاز، وأن مصالحه لم تعد تحظى بالضمانات..»، تنبيها وسعيا لتدارك الأمر في وضع حد للتدهور الذي نشهده بين دوله.

هكذا نفهم من كلمة سموه أنه يحمل هموم هذا الكيان الخليجي! كما أننا نستشعر القلق من انهيار المجلس في حال استمرار الخلافات بين دوله، ونتطلع إلى التركيز على الحلول السياسية في فض المنازعات الإقليمية، في ظل تسلل العدو الإسرائيلي لتوسيع دائرة التطبيع الصهيونية المؤسفة، ولتحويل الضفة الخليجية في مواجهة إسرائيلية ـ إيرانية، لتعيد إلى الأذهان مآسي الحرب الإيرانية ـ العراقية لمدة ثماني سنوات!

نرى أن مجلس التعاون الخليجي لابد أن يتحول ويعود كما كان في السابق حمامة سلام للعالم، تطفئ نيران الصراعات الإقليمية، وتعمل بوتيرة متسارعة نحو التنمية الداخلية وتخليص مجتمعاتها من مشاكلها المزمنة كالتركيبات السكانية، وتعدد مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، والسوق المشتركة، وإعادة النظر في الحريات العامة، ثم العمل الإقليمي لتنمية الدول الفقيرة ومساعدتها لتخطي محنها الاقتصادية، والإصرار على استقلالية الموقف السياسي والمالي، وقبل كل ذلك وضع آلية عادلة ومتوازنة لخل الخلافات البينية الطارئة، فوجود مجلس التعاون العربي الخليجي حاجة ملحة لتكامل شعوبها، وموجب لاحترام العالم.

والأهم هو إعادة الشعوب الخليجية للثقة في منظومتهم.

تعليقات

اكتب تعليقك