أيها الخليج... «هذولا عيالي» - يكتب فالح بن حجري

زاوية الكتاب

كتب فالح بن حجري 588 مشاهدات 0


الجريدة:

وجدت جملة "هذولا عيالي" في كلمة الأمير ترقد ما بين السطور تنظر للسنوات المديدة التي شكلت عمر المجلس بنظرة الأب المؤسس، وتصرخ عاليا في وجه الأزمات والفرقة التي تريد اختطافها لعل وعسى أن يتم إنقاذ الحلم، ويتابع التعاون مسيرته كما أراد له "العود".

صدق نائب رئيس الوزراء العماني السيد فهد آل سعيد حينما وصف كلمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، بأنها "معبرة" ويُقتدى بها في عمل مجلس التعاون، ولو أُعطيت حينها للملايين من شعوب الخليج الفرصة لما تعدت معاني حروفهم ما جاء على لسان الوزير الأزدي الكريم، فكلمة سموه مثلت ما يجول في خاطر كل محب لهذا الكيان التاريخي الذي وحد أبناء الخليج، وجمعهم ضمن منظومة صمدت طوال سنوات وسنوات، حتى جاءت الأزمة الأخيرة، وأرخت بظلالها القاتمة على صباح تاريخ مشرق لم يجد سوى "سميه" صاحب السمو ليحامي ويدفع عنه ظلام التفرق والشتات!

في كلمة سموه في القمة وجدنا السياسة حاضرة، وهذا ليس مستغرباً عن عميد السياسة العربية، وجاء هذا واضحاً في تذكير سموه لإخوته بالأوضاع التي تعيشها منطقتنا، والتحديات الخطيرة التي تواجهها، ودعوته لتجسيد وحدة كيان الخليج، وتعزيز عمله المشترك، ونبذ الخلافات، وتركيز سموه وفي بعد نظر واضح على نقطة نظر العالم الدولي لنا على أننا كيان بدأ يعاني الاهتزاز، وأن مصالحه لم تعد تحظى بالضمانات التي كنا نوفرها له في وحدة موقفنا وتماسك كياننا، هنا السياسة كانت حاضرة وبقوة، ولكن ما جعل كلمة سموه تمس مشاعر أبناء الخليج هو حديثه عن مجلس التعاون ذاته.

سموه هنا كان يتحدث بمشاعر أبويه لا تخطئ عين المتابع شعاع صدقها، ولا يغيب صوت حرصها عن أذنه، فمجلس التعاون ومنذ البداية ولد على يد سمو الأمير صباح الأحمد وبمعية إخوانه الآباء العظام من قادة الخليج الأحياء منهم والراحلين، وكل عام مر منذ إنشائه كان بمثابة ابن للأمير، حفظه الله ورعاه، رآه وهو يكبر أمام عينيه حتى أصبح محط أنظار العالم، وكما هي حال الآباء مع الأبناء يحدو كل أب أن يرى لأبنائه أحفاداً كالإنجازات التي يحلم بها كل خليجي، كالسوق المشتركة والعملة الواحدة وغيرها.

هذه الأحلام كانت حلما مشروعا أوقفت مسيرته الأزمة الأخيرة مع الأسف الشديد، وهنا في كلمة الأمير وجدت جملة "هذولا عيالي" ترقد ما بين السطور تنظر للسنوات المديدة التي شكلت عمر المجلس بنظرة الأب المؤسس، وتصرخ عاليا في وجه الأزمات والفرقة التي تريد اختطافها لعل وعسى أن يتم إنقاذ الحلم، ويتابع التعاون مسيرته كما أراد له "العود" ابتداء من فكرته لإنشاء المجلس وانتهاء بمحاولاته الحثيثة لإنقاذه وإرجاع مسيرته إلى سكة التعاون والأخوة الصحيحة.

كما دعا سموه، رعاه الله، إلى إيقاف الحملات الإعلامية المتناحرة كبداية لحل هذه الأزمة المؤرقة، ولو أطاعوه لرشدوا، فكل ما حصل خلال الشهور الماضية مس كياننا الأسري والاجتماعي بصورة غير مسبوقة، وتسبب في زلزال غير أخلاقي مدمر وجُرح علاقات غائر، علينا أن نعالجه سريعا قبل أن يتحول إلى غرغرينا كراهية تهلك حرث الأجداد ونسل الروابط الجامعة، وتدمر كل تاريخ الخليج الواحد وعادات أهله وتقاليده العربية والإسلامية والإنسانية.

حفظكم الله يا سيدي وسدد خطاكم لكل ما هو خير.

تعليقات

اكتب تعليقك