محطات الطرب العربي الأصيل وينها؟! - يتساءل محمد الصقر

زاوية الكتاب

كتب محمد الصقر 499 مشاهدات 0


الأنباء:

في تسعينيات القرن الماضي وعبر إحدى الفضائيات الثقافية الراقية، دار حوار شيق مع الفنان الغنائي المبدع محمد رشدي «بلبل الكنانة» أيام زمانه. وبسؤال مقدم المقابلة للفنان الراحل: ماهو تقييمك ومقارنتك للغناء العربي حديثا مقارنة بالقديم أداء وطربا؟، فكان الجواب بعد تنهيدة عميقة، وحسرة مطبوعة على جبينه: أعتقد المقارنة صعبة ومستحيلة وغير منصفة للفن العريق أداء وأصالة، والوجبات الغنائية السريعة الحالية بصخبها الشامل وبعدها الكامل عن المسمى المطلوب، فهي بالضبط شعور السميعة للأداء ما بين الجيلين وكأنها حاليا للكثرة التسويقية والرتم التجاري التسويقي تؤكد لكل مواطن عربي مستمع لمطرب ولحن واداء بلا لون ولا طعم او رائحة فنية، ولأول وهلة بلا معرفة المطرب او الملحن او المؤلف كشاعر أو شبه شاعر لكلماتها وصخب أنغامها الدخيلة علينا أجيالا قديمة وسميعة حاليين، كما يرددها جماهيرها «الناس عايزة كدا» فن بلا عنوان عكس السابق تماما.

ومن خلال هذه الملاحظة والتصريح الفني الغنائي الاصيل لأحد فرسانه العمالقة المخضرمين، سيطرت على ساحتنا الفنية الغنائية أجواء الصخب العالي التجاري بنشره عبر وسائل الاعلام المختلفة أهمها المرئي المسموع وكذلك المسموع في غياب محطات سابقة وسماع كبار العمالقة للفن الغنائي المحلي والخليجي العربي، لولا بعض التراث البحري والبري لجماهير محبيه، اما عمالقته فهم في طور النسيان لماذا؟!، فحنين الناس كل خميس وجمعة وسبت حيث الراحة الأسبوعية كانت حضورا كاملا لكوكب الشرق أم كلثوم والعملاق عبدالوهاب وجيل ذلك العهد مثل كارم محمود، محمد قنديل، محمد رشدي، صباح فخري، فيروز، وأمثالهم في مشرق الوطن العربي ومغربه، تاهو مع زحمة الشارع الغنائي الصاخب وصمتت «محطة الغناء العربي» عبر اذاعة الكويت كما عهدناها زمنا طويلا.

وللحديث كذلك جماهير غنائية بمستواها المرغوب، فهل هناك من يرتقي بالمستوى الغنائي العربي والخليجي المطلوب من أصحاب القرار بديرتنا الوفية لكل قلاع الفن الغنائي الراقي، يا سامعين الصوت بأحلى أنغامه للبغبغان والكناري واليمامة والحمامة والبلابل وغيرهم هدية وهبة ربانية تؤديها بانتظام مع فجر كل صباح مشرق بنظام رباني بديع لو تابعتم باهتمام كل ذلك فإنه راحة للبال وتعريفة للعيال.

تعليقات

اكتب تعليقك