صالح الشايجي يكتب: البيت المرهون!
زاوية الكتابكتب صالح الشايجي ديسمبر 9, 2018, 10:43 م 578 مشاهدات 0
الأنباء:
ساءني - كما أساء آخرين - ظهور إحدى الشخصيات الكويتية المحبوبة والتي تجاوزت جماهيريتها حدود الكويت لتبرق وتشرق في دول الخليج ودول الجوار، على شاشة إحدى الفضائيات العربية غير الكويتية، وهو أشبه ما يكون بالمستجدي والمستعطي.
قال في ذلك اللقاء المحزن إنه مدين وإن بيته مرهون وبدا حزينا شاكيا وهو على وشك البكاء وذرف الدمع!
لا أدري لماذا ظهر هذا الشخص المحبوب والذي احتل قلوب الكويتيين وأحبوه عقودا من زمن وما زالوا رغم احتجابه أو شبه احتجابه، لماذا ظهر في هذه الصورة المقززة المنفرة؟! فكونه مدينا فجل أهل الأرض مدينون وبالذات في الكويت فمعظمنا مدينون وحكاية إسقاط القروض تكاد تتحول إلى نشيد وطني على ألسنة بعض النواب النهازين القناصين، وحال أخينا هذا من حال بقية المدينين وليس هو الكويتي الوحيد المدين.
أما أن بيته مرهون، فإن الرهن لا يكون بالجبر والقوة بل بالتراضي والاتفاق ويتم بناء على مقابل مادي لا مقابل فراغ أو حفنة هواء.
وما أعلمه أن القانون في الكويت يمنع رهن البيت الخاص، ولا أدري ما هي الحالة القانونية التي أتاحت له رهن بيته ووقوعه في هذا المأزق المالي الذي نرجو أن يخرج منه وأن تتعافى أوضاعه المالية ويعود مبتسما مبتهجا كما تعودنا عليه.
ثم ما هو القصد من ظهوره على شاشة قناة خارجية ليشكو الحال ويشرح وضعه المالي السيئ الذي فاجأ المذيع؟ فقال له: ولكن الكويت بلد خير!! وهي فعلا بلد خير وأخونا المشتكي انتفع أيضا بخيرها ولم تبخل عليه ولم تغمطه حقا من حقوق المواطنة ولم تبخسه مستحقا يستحقه، بل ربما حصل على امتيازات كثيرة لم تتحقق لغيره.
ليته بيّن للمشاهدين حقيقة ما جرى له وما هي الظروف والأسباب التي جعلته في مثل هذا الوضع، وهل هي بسبب سوء تدبير منه أو نتيجة تعرضه لعملية خداع، أم أن أمورا أخرى أدت به إلى ما صار إليه؟ ويجنب الكويت مسؤولية ما حل به، ولكن الانطباع الذي خلفه عند المشاهدين هو أن الكويت ظلمته وجحدته.
كم أنا حزين على شخص أحببناه وجعلنا قلوبنا بيوتا مفتوحة له يدخلها ساعة يشاء وما زالت.
تعليقات