هند الشومر تكتب عن تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات

الأنباء:

بينما كنت أتجول في الفضاء الإلكتروني فقد عثرت على تقرير مهم صادر عن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات لعام 2017 وهذه الهيئة تتبع منظمة الأمم المتحدة ومقرها في فيينا، وهذا التقرير يقدم تقييما شاملا عن مشكلات المخدرات العالمية ويوفر معلومات مفصلة عن وضع تجارة المخدرات غير المشروعة ويوفر تقييما ومعلومات عن التوجهات الجديدة المتبعة في إنتاج ونقل وتوزيع وتجارة استخدام الأفيون والهيروين والكوكا والكوكايين وحشيشة القنب والمنشطات الأمفيتامينية، ويعد هذا التقرير من البيانات والتقديرات المقدمة من قبل الحكومات.

وأتمنى أن يكون التقرير قد خضع لدراسة مستفيضة ووافية من جانب الجهات المختلفة ذات العلاقة سواء في وزارة الداخلية أو في المنافذ والجمارك أو في وزارة الصحة وكذلك من جانب المتخصصين في مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال.

ويتناول التقرير بالأرقام تجارة ومصادر ومعابر المخدرات على مستوى العالم، ويشير التقرير بالإحصائيات إلى ازدهار تجارة المخدرات في المناطق التي تشهد حروبا ونزاعات.

وقد ذكر التقرير في الصفحة رقم 97 على سبيل المثال أرقاما مخيفة عن زيادة مساحات زراعة خشخاش الأفيون وإنتاجه في أفغانستان، حيث بلغ إنتاج الأفيون رقما قياسيا وهو تسعة آلاف طن في عام 2017 وهذا يمثل زيادة بنسبة 87% عنه في العام السابق، وفي صفحة 98 من نفس التقرير فإن حوالي 90% من إنتاج المخدرات في أفغانستان يقع في المناطق التي تسيطر عليها حركة طالبان وفي نفس الصفحة يسجل التقرير دواعي قلق متنامية بشأن الاتجار في المخدرات في العراق.

كما يستعرض التقرير الأسواق غير المشروعة لتجارة الأمفيتامينات حيث جاء في الصفحة رقم 100 أنه «لاتزال الأسواق غير المشروعة للأمفيتامينات تعمل في بلدان الخليج وخصوصا الإمارات العربية المتحدة والكويت والسعودية».

وهناك العديد من الرسائل المهمة بالسطور وما بين السطور للتقرير الذي أرجو أن يكون قد تم تمحيصه من جانب جميع الوزارات والجهات الحكومية والمجتمع المدني الذين يقومون بمسئولية حماية البلاد من هذا الخطر متعدد الأبعاد والذي يعصف بدول ومجتمعات.

وندعو الله عز وجل أن يحمي أبناءنا من شرور المخدرات، وتحية تقدير للعيون الساهرة لحماية الوطن من هذا الخطر الشيطاني ومن نتائجه على الشباب والمجتمعات.