د .عبدالهادي الصالح يكتب عن تجويع البدون

زاوية الكتاب

كتب د. عبدالهادي الصالح 900 مشاهدات 0


الأنباء:

وعدت الحكومات المتعاقبة مرارا وتكرارا بحل مشكلة (البدون) المزمنة، حتى توفي الأجداد واستمرت الآن مع الأولاد والأحفاد إلى ما شاء الله! ومعها نواب مجالس الأمة المتعاقبة، والتي وصفت فيها بالقنبلة الموقوتة، وتعج المصادر المعلوماتية بعشرات الدراسات والتوصيات، مثلما هي الخطط والقرارات التي اعتمدها «الجهاز المركزي لمعالجة المقيمين بصورة غير قانونية»، وينشط رئيسها السيد صالح الفضالة للتوضيح بالبيانات للدفاع عن خطط «الجهاز»، ولا يتردد في أن يجول بالمنتديات الإعلامية والاجتماعية لهذا الغرض.

ومن المؤكد والذي لا جدال فيه أن التركيبة السكانية لأي بلد تعد الخط الأحمر والأول لكيان الدولة، وأي تغيير ديموغرافي في هذه التركيبة يشكل خطورة اجتماعية وأمنية، وكذلك تعتبر احدى الوسائل المثالية التي تلجأ إليها أحيانا بعض الأنظمة السياسية لمحاصرة معارضة السكان الأصليين لها، ولتعديل ميزان القوى في المؤسسات النيابية، مما يسبب إشكالات أممية مستقبلية جمة.

لكن ينبغي ان تكون المحافظة على حماية التركيبة السكانية بوسائل لا تعرض البلاد لمشاكل أخرى وتحت اتهامات بانتهاكات إنسانية..

والواقع ان «البدون» عندنا عموما - وبغض النظر عن مدى استحقاقهم للتجنيس - يواجهون ضغوطات عبر فترات متفاوتة وعبر حرمانهم من خدمات تعتبر لصيقة بالنفس البشرية، كالتطبيب والتعليم وتوثيق الأحوال الشخصية، ورخصة القيادة للسيارة.

نعم يشترط «الجهاز المركزي» حصول هذا «البدون» على البطاقة الخاصة التي يصدرها، إقرارا مذعنا بجنسيته من البلاد الفلانية! وهذا مما يرفضه الكثيرون منهم. وقد نمى إلى علمنا قرار جديد بحرمان البدون المتقاعدين من إحدى الوزارات المهمة، من معاشاتهم لدى التأمينات الاجتماعية، الذي يعتبر حقهم بعد سنوات عملهم وفق قانون التأمينات الاجتماعية!

فبربكم كيف تتصرف عوائل هؤلاء في قوتهم اليومي ومصاريفهم المعيشية الملحة. ونحن نعلم أن المواطن العادي ينتظر معاشه الشهري على أحر من الجمر.

ألا يشكل ذلك تهديدا للأمن الوطني والاجتماعي، عندما يحاصر المرء في زاوية وعياله يئنون من الجوع ! كيف يكون ذلك، ونحن للتو نقيم مهرجان مبادرة «إطعام مليار جائع» في العالم، والجوعى من حولنا! وما آمن شبعان وجاره جائع!

تعليقات

اكتب تعليقك