حسن العيسى يقول المفزع أن وعي الجميع لم يعد يفزع من الأوضاع المتخلفة في البلد
زاوية الكتابلا جدوى من التكرار والإعادة، لكن لا بأس أن نعيد لملء فراغ الزاوية، فالناشط السياسي خالد الفضالة يستغرب متسائلاً عن تصريح رئيس المشروعات السياحية للقبس بأن "المدينة الترفيهية تعود في غضون عشر سنوات" ليعقب خالد بتغريدة هي في الصميم لبؤس حال الإدارة بالدولة، يقول فيها: "... تخيل أن العقلية التي تحتاج 10 سنوات لإنجاز المدينة الترفيهية هي ذات الجهة التي تدير اقتصاد الدولة ومشروعاتها الكبرى! فعلا الموضوع مفزع"... أبداً الموضوع غير مفزع مثلما يقول خالد، هو موضوع عادي في ثقافة التيبس السياسي والإداري الذي تعاني منه الدولة منذ منتصف الستينيات وحتى اليوم.
أين الجديد والغريب في "السنوات العشر لعودة المدينة الترفيهية" أو إعادة بناء وكالة "ناسا" الكويتية بكل العبقريات الفذة التي تدير أحوال الدولة...؟ أين الغريب والمفزع عندما تفتح مستشفيات بأبنية ضخمة ومعدات وميزانيات هائلة (ويا بخت الجماعات الذين رست عليهم مناقصاتها)، ثم لا تجد إدارة لتدير هذه الغيلان الأسمنتية؟ أين المفزع في شوارع تلفظ الحصى المتطاير بعد الأمطار؟ أين المفزع في الشوارع ذاتها التي لا تتحرك فيها السيارات بسبب الزحام في كل الأوقات، وليس في ساعات العمل فقط؟ أين المفزع في "... هيئات حكومية أسست لتحفيز الاقتصاد... فتحولت إلى عبء"، مثل هيئة الطرق وصندوق المشروعات الصغيرة، مثلما كتب الزميل محمد البغلي في الجريدة؟!
أين المفزع في أوضاع الدولة الثقافية حين يترأسها شخص مثل وزير الإعلام كل هم قواته الخاصة حرق الفكر وقبر الكتب ووضع الأغلال في ثقافة التجديد؟ أين المفزع في أوضاع التعليم، حين نطالع مخرجاته وكيف أصبحت الدولة في أسفل السلم؟ أين المفزع في كل ما يجري في إدارة الدولة، من أصغر الأمور إلى أكبرها في عالم فساد "... إذا حبتك عيني ما ضامك الدهر"؟!
القضية ليس هناك ما يفزع في هذه الإدارة، وليس فيها غريب وما يثير الدهشة، فهي باقية، وفوق المساءلة بحكم التأبيد المتوارث، باقية مستمرة إلى آخر نقطة نفط تصدرها الدولة رغماً عن أنوف "الجميع"، المفزع حقيقة هو حال وعي "الجميع" الذين لم يعد يفزعهم كل ما سبق.
تعليقات