زايد الزيد يطلب معالجة اسباب تسول عمال النظافة بدلاً من إبعادهم

النهار

تطالعنا الصحف بين الحين والآخر بأخبار حول اعتقال مجموعة من عمال النظافة المتسولين وإحالتهم للابعاد بعد اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
ونحن هنا لا نستنكر قيام الدولة بواجباتها في ضبط الأمور وحفظ الأمن، لكن يحق لنا أن نتساءل حول سبب لجوء الكثير من عمال النظافة إلى التسول في الشوارع والطرق؟ نحن نرى أن السبب الذي يدفعهم للتسول هو تدني رواتب هؤلاء العمال والتي لا تتلاءم مع مقدار ما يبذلونه من جهد، ولا تكفي أصلاً لسداد التزاماتهم داخل الكويت فضلاً عن تحويلاتهم المفترضة لأهاليهم في بلدانهم الأصلية.

علاوة على ذلك، فإن بعض شركات التنظيف الكبيرة التي تحصل على عقود مليونية من الحكومة في كل سنة تشح على عمالها المساكين وتقوم بتأخير رواتبهم لشهور طويلة.

والناظر لصحفنا الكويتية يجد أن أخبار إضراب عمال النظافة في وزارة من الوزارات بسبب عدم تسلم الرواتب المتأخرة من بعض شركات التنظيف صار أمراً طبيعياً لدرجة أن هذه الشركات باتت تحرج سجل الكويت الإنساني في المحافل الدولية.

ورغم محاولات وزارة الشؤون إقرار حد أدنى من الأجور على الشركات والضغط عليها لتوفير ظروف ملائمة لهؤلاء العمال، فإن بعض الشركات تقوم بالتلاعب وتسليم العمال رواتب معينة في سقف الحد الأدنى للأجور ثم تقوم بتقاضي باقي المبلغ منهم عبر موظفين من نفس جنسية العمال.

ومن وجهة نظري فإن معالجة هذه الأسباب والظروف هي ما يقضي على ظاهرة تسول عمال النظافة، أما الاستمرار بالإمساك بهم في الشوارع وإبعادهم دون محاسبة المتسبب فـ«لاطبنا ولا غدا الشر».