وائل الحساوي يكتب " الكتب الممنوعة موتى يجب دفنها رضي من رضي وفضب من غضب "
زاوية الكتابالراي
فكرة جميلة أن تنشأ مقبرة خاصة بالكتب الممنوعة في معرض الكتاب - كما فعل ذلك الثائر - الذي وضع شواهد قبور على مساحة من الأرض مُقابل معرض الكتاب الأخير وعليها أسماء الكتب الممنوعة من الإعلام للعرض في أرض المعرض!
نحن ندرك بأن صاحب فكرة الشواهد قصد الاحتجاج على منع تلك الكتب، والضغط على وزارة الإعلام الكويتية، ولكن لا بد من الاعتراف بأن تلك الكتب الممنوعة هي موتى - يجب دفنها - رضي مَن رضي وغضب مَن غضب!
ومع أن وزارة الإعلام قد أعلنت بأنها لم تمنع إلا أقل من 2 في المئة من أعداد الكتب التي طلب ناشروها بيعها، وذلك المنع تم بموجب إرشادات واضحة من الحكومة، تضمن ألا يتم منع أي كتاب إلا إذا تبيّن بأن فيه مواد مضرة بالعقيدة والأخلاق والذوق العام!
وفي الحقيقة ان هذه الكتب الممنوعة تمثّل الحد الأدنى لما يجب أن يُمنع، حيث يشاهد المتفرج على المعرض بأن هنالك الآلاف من الكتب التي ينطبق عليها المنع، ولكن البعض لا يرضى إلا أن يتم كسر جميع حواجز الرقابة، وترويج جميع الكتب بحجة الحرية المزعومة، التي لا يحدّها دين ولا شرع ولا أخلاق، وكثير من هؤلاء - كما ذكرت سابقاً - هم من أرباب المكتبات ودور النشر، الذين لا يهمهم أن يهلك الناس ما داموا يروّجون بضاعتهم!
بموجب هذه النظرية المزعومة فان الواجب هو إباحة جميع الممنوعات، مثل المخدرات والخمور والأفلام الإباحية ومشاهد العنف، بحجة أن الناس قادرون على تمييز الخير من الشر، ويجب عدم فرض الوصاية عليهم من الحكومة، وهذا شيء جميل ولكن صاحبه يسمى بالأحمق.
وذلك لا ينطبق على القضايا الاخلاقية والدينية فقط، ولكن على الاقتصاد عن طريق تعويم العملات وإسقاط الفوائد!
وينطبق كذلك على الحدود بين الدول وضرورة إلغائها، وترك الناس ينتقلون بحرية بين البلدان، كما ينطبق على حرية الناس فيما يلبسون ويأكلون...! لقد كانت الشيوعية هي أكبر دعوة للإباحية في العالم، ثم سقطت ولم يبك عليها أحد!
هاروت وماروت
ضرب الله تعالى لنا مثلاً في القرآن عن الملكين هاروت وماروت، اللذين أرسلهما الله تعالى إلى الأرض وأنزل عليهما السحر للفساد في الأرض، ونشره بين الناس باسم سليمان عليه السلام، فقال الله تعالى عنهما: «واتبعوا ما تتلواْ الشياطين على مُلك سليمان، وما كفرَ سليمانُ ولكنّ الشياطين كفروا، يعلّمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابلَ هاروت وماروت» وقال سبحانه: «فيتعلّمون منهما ما يفرّقون به بين المرء وزوجه».
لا شك أن السحر هو نشر محض ولا يأتي بخير، فهل يُطالب عاقل بالسماح بتعلم السحر ونشره بين الناس بحجة أنه حرية شخصية؟!
إن هؤلاء الذين يطبّلون اليوم بنشر الكتب وبيعها من دون رقابة، إنما يجنون على أنفسهم وعلى أبنائهم وعلى دينهم، ولن نتبعهم مهما استخدموا من وسائل لتضليلنا!
تعليقات