عبدالعزيز الفضلي يكتب: غزّة... وصهاينة العرب
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الفضلي نوفمبر 13, 2018, 11:40 م 740 مشاهدات 0
الراي:
لا تزال غزّة وستبقى - بإذن الله تعالى - عصِيّة على كل معتد غاشم، فشعبها جبار في الثبات والصمود وعدم الانكسار.
تحمّل الحصار الجائر المستمر لأكثر من 10 سنوات، صمد أمام الحروب المتتالية التي يشنها الكيان الصهيوني على القطاع بين فترة وأخرى.
ثابت على مواقفه برغم النقص الحاد في الماء والغذاء والدواء والكهرباء.
تُغلق المعابر في وجهه، وتُغرق بالمياه الأنفاق التي تجلب الحاجات الضرورية لمعيشته، تهدّم مستشفياته، يُحرم الموظفون من رواتبهم ويطاردون في أرزاقهم، ومع ذلك تراهم صامدين ولقضيتهم مخلصون، وفي طريق الجهاد ماضون «لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم».
ليل الأحد - الإثنين، قام الصهاينة الغادرون بعملية استخباراتية عسكرية، استهدفت أحد قيادات «القسام» وأفراد مجموعته، وتشير بعض المعطيات أنها كانت عملية اختطاف، لكن يقظة المجاهدين - من بعد توفيق من الله - أفشلت تلك الخطة ، فهي وإن أدّت إلى استشهاد القائد القسامي نور الدين بركة وبعض من أفراد مجموعته، إلا أنه في المقابل تمكن المجاهدون من قتل ضابط كبير من قوة «غولاني الخاصة» وقد تكتّمت إسرائيل عن ذكر اسمه، أو المهام الموكلة إليه، مما يشير إلى خطورة العملية التي خططوا لتنفيذها.
أعقب هذه العملية تبادل القصف الصاروخي بين حركات المقاومة في غزة مع قوات الاحتلال، وسقط العديد من الشهداء في مقابل مقتل بعض الصهاينة، وتدمير بعض منازلهم الواقعة في غلاف غزة.
انقسم الناس تجاه أحداث غزة إلى ثلاث فئات:
الأولى هم الذين انتصروا لإخوانهم في العروبة والإسلام، واستشعروا حقيقة أن المسلمين كالجسد الواحد «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
وفئة التزمت الصمت - لأسباب أكثرها واهٍ وغير منطقي - ويُخشى على هؤلاء أن يخذلهم الله تعالى في مواطن أخرى، كما خذلوا إخوانهم في هذا الموطن.
والفئة الثالثة هم المتصهينون العرب، والذين تحمّسوا للعدوان الإسرائيلي على غزة أكثر من الصهاينة أنفسهم!
أولئك الذين يحمّلون «حماس» دائما مسؤولية توتر الأوضاع، ويتناسون ويغمضون أعينهم - كما في هذه المرة - عن حقيقة أن الذي غدر وبدأ بالعدوان هم الصهاينة من خلال عمليتهم الفاشلة.
أولئك الذين يفرحون لخبر اغتيال قادة المقاومة، في حين يحزنون لمقتل صهيوني، أو إصابة صواريخ المقاومة لمواقع مهمة للاحتلال!
أولئك الذين يحْملون صفات المنافقين ومنها: «إن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا».
هؤلاء المتصهينون مصيرهم إما إلى مزبلة التاريخ، أو أن يسجل التاريخ أسماءهم ولكن بمياه الصرف الصحي .
ستبقى غزة رمزاً للعزة، عصية على كل غادر، صامدة في وجه التحديات والمؤامرات والمخاطر، فشعار أهلها: «إنه لجهاد... نصر أو استشهاد».
فاللّٰهم انصرهم وأنت القائل «وإن جندنا لهم الغالبون».
تعليقات