لو تولت جداتنا غير المتعلمات إدارة الحكومة ما كنا تعرضنا لما تعرضنا له بعد أمطار الأيام الفائتة - يكتب محمد الوشيحي

الجريدة:

لو تولت جداتنا، غير المتعلمات، إدارة الحكومة أربع سنوات فقط، ما كنا تعرضنا لما تعرضنا له بعد أمطار الأيام الفائتة، ولا أصيب البلد بالحمى لشدة البرد والبلل. بشرط أن يتم اختيار وزيرات "ظفرات وسنعات"، من جداتنا غير المتعلمات. فقط، نبلغهن عما تحت أيديهن من قدرات وسلطات وأموال، ونتركهن يتصرفن بما تمليه عليهن مسؤولياتهن. جربوا إدارتهن وراقبوا، وأجزم جزماً مشهوداً أن الأمطار ستمر برداً وسلاماً، فلا بيت يغرق، ولا ڤيلا تحترق، ولا شوارع تختنق، ولا هذه ولا تلك.

جداتنا سيسألن الدول الأخرى، ويستفدن من تجاربها، وعندئذ سيقررن تشييد خزانات ضخمة للأمطار، بمبلغ بسيط زهيد، تدفعها مباشرة لمحطات الكهرباء، والفائض سيتجه إلى البحر، وسيحرصن على ترسية عقود البنية التحتية على الأفضل، بذمة وضمير، وسيحاسبن المقصر، أولاً بأول، وكان الله غفوراً رحيماً.

لن يستعنّ بطبّالين يبررون خيباتهن، لأن جهودهن لن تخيب، ولن يستفزعن برجال دين يتربحون من لحاهم، ولن يسعينَ إلى الحصول على دعم "نواب الخيبة"، ولن ولن ولن...

فقط جربوهن. سيبيضن الوجه، واثق أنا من ذلك. لن ينصب تفكيرهن على كيفية امتصاص غضبة الشعب بعد حصول الكوارث، بل سيحرصن على ألا يغضبنه من الأساس. لن يرتدين ملابس رياضية للهياط والترزز أمام الكاميرات، بل ستجلس كل واحدة منهن مع حفيداتها لتداعبهن وتتلقى تحياتهن على ما عملته، هي وبقية الوزيرات الجدات، من جهود سهلة ممتعة، حمت بها الكويت من الكوارث.

جداتنا أكفأ، وأكثر وطنية من كثير ممن يترزز أمام الكاميرات، ويستغل الكوارث لتضخيم ثرواته. جربوهن.