عندما نتعثَّر بسوء قراراتنا الحكومية - تكتب د. موضي الحمود
زاوية الكتابكتب د. موضي الحمود نوفمبر 10, 2018, 12:34 ص 917 مشاهدات 0
القبس:
قلنا، وتساءَلنا، وسنكرر دائماً: مَن يحاسب مَن عمّا وصلنا إليه؟ سواء عن مأساة «الطفحة» الأخيرة بمياه الأمطار، أو غيرها من مشاكل نتجت وستنتج مستقبلا بسبب سوء التنفيذ في كثير من مشاريعنا الحكومية، أو عن تقادم البنية التحتية في البلاد من دون تجديد وصيانة، أو عن تفاقم معدلات الفساد التي أصبحت ترافق معظم شؤون الحكومة وأعمالها تحت سمعنا وبصرنا؟.. فهل يجرؤ فعلاً مجلس الأمة على محاسبة الحكومة حين يكون بعض أعضائه أو أعضاء المجالس السابقة أو الكثيرون منهم طرفاً، كشركاء في مثلث الفساد الذي يتكون من نائب يضغط طلباً لمصلحة مالية أو انتخابية، ومسؤول يستكين وينفّذ، ومتخذ قرار يتغافل أو يسكت شراءً لود النائب أو اتقاءً لشرِّه؟!
يا سادة، يعلم الجميع أن ما وصلنا إليه من مشاكل وقت انهمار المطر أو عند اشتداد حرارة الصيف أو تقصير وقت بدء الدراسة أو غيرها لن يحلها إعفاء مسؤول أو تنحية اثنين، قد يكون هو أو من معه ضحايا لامتداد شبكة الفساد الناتجة عن سوء قراراتنا الحكومية التي سبّبت تعثّر مسؤوليها عند حدوث أي أزمة..
مرة ثانية، وثالثة، أتوجّه إلى الحكومة.. بأن الإصلاح يبدأ من عندك؛ بأن تتوقّف أي مساومة مهما كانت، فلا تعيين ولا تنفيع ولا تسامح مع أي تقصير من مسؤول، ولا مقاول، ولا متنفّذ، مهما كَبُرَتْ واسطته، أو علت نبرة حنجرته، أو هدَّد وزراءك بالاستجواب، فكلنا نعرف أن هذا الأسلوب أصبح مفتاح التنفيع وارتفاع حصة التعيينات واختلال ميزان تكافؤ الفرص لمصلحة المُهَدِّد وجماعته.. ونحن على يقين بأن من استطاع أن يُضَبِّط المجلس لتفادي الاستجوابات الأخيرة قادر على صد موجات الفساد التي سبَّبت تآكل رصيد التفاؤل في هذا البلد الطيب.. والله المستعان.
مفارقة مستحقّة:
تعرّضنا في رحلتنا الحالية إلى الديار الأميركية وعاصمتها إلى عواصف وأمطار لم نرَ لها مثيلاً خلال ثلاثة أيام، وكانت المياه تهدر في الشوارع ومن فوق أسطح البنايات… ولكنها، يا سبحان الله! تختفي في مناهيل صرف الأمطار خلال دقائق.. ومحطات التلفزيون تتابع وتحذّر الأهالي وتبيّن أماكن تجمّع المياه، والأعمال سائرة كالمعتاد؛ فلا أزمة ولا يحزنون..!! بل على العكس رغم انهمار المطر زادت غزارة الإقبال على مراكز الاقتراع للانتخابات النصفية لمجلسي النواب والشيوخ. إنها يا سادة قمّةُ الإحساس بالمسؤولية من قبل المسؤول والمواطن، ومثالٌ متميز لحسن الإدارة والتنفيذ والالتزام لدى الجميع أثناء العمل والاقتراع..
و«الفال» إن شاء الله لنا في القادم.
تعليقات