محمد العطوان يكتب: هذيان تحت المطر!

زاوية الكتاب

كتب محمد العطوان 870 مشاهدات 0


الراي:

ما أثقلَ المطر الأخير...على أكتاف المقاولين والمسؤولين في وزارة الأشغال!
إنه فساد الأرض الذي كشفته السماء، حيث يقول المثل: «تفاحة واحدة تبعدك عن الطبيب طوال الأسبوع، وبَصلة واحدة تبعد عنك زوجتك طوال الليل، وسحابة ممطرة تعطّل دولة بمؤسساتها طوال النهار»... ويا له من نهار!
وبعيداً عن جدل، هل هو سوء أحوال جوية تتعرض له كل البلاد في العالم، أم أنه سوء بنية تحتية ومصارف مياه يصرف عليها الملايين، ونتعرض له نحن فقط، أم أنه تغير مناخي آتٍ لم نكن مستعدين له من دون لوم أحد...
بعيداً عن ذلك... نريد أن نطرح بعض التساؤلات من دون أن نغضب أحداً، واحترامنا للجميع، فقط نشير من أجل المصلحة الوطنية العامة...
كما جاء في جريدة «الراي»، فإن ‏عمليات «الداخلية» تعاملت مع أكثر من 1429 بلاغا فعلياً، عن حالات مرضية وحرائق وسقوط أشجار ومظلات على المركبات، ودخول مياه إلى منازل، وانتشال وإنقاذ.
وخلت الشوارع من كل شيء إلّا من رجال «الداخلية» والإطفاء والإسعاف والحرس الوطني، وجهود فردية تطوعية من جيران وأفراد كعادة الكويت دائماً.
وتساؤلاتي هي:
ربما تمتلك الكويت أكبر عدد من الفرق التطوعية بالنسبة لعدد السكان، فأين الفرق التطوعية الإغاثية في الكويت؟ وهل يوجد فِرق تطوعية مدرّبة على التعامل مع حالات كهذه أم أن مقاربة الفرق التطوعية الإغاثية هي فقط للإغاثة الغذائية وتوفير احتياجات المساكن والبطاطين واحتياجات رمضان؟
أين الكشافة أو الجوالة في هذا اليوم؟ ولماذا لا نعزّز مشاركتهم في حالات كهذه، كما في سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية عندما تتعرضان لحالات مشابهة؟
أليس من المفترض أن يكون في وزارة الدولة لشؤون الشباب أو الهيئة العامة للشباب، قطاع متخصص للتطوع مع بيانات الفرق وطرق استدعائها حسب تخصصاتها في حالات مشابهة لما حدث الثلاثاء الماضي؟
 أين دور مراكز الشباب في حالات مثل هذه؟ وهل من الممكن أن تُساهم في تقليل التكاليف، وتُعين «الداخلية» والإطفاء والإسعاف في يوم مثل هذا؟
هل فرق التدخل السريع في المدارس الحكومية تواجدت صباحاً في المدارس، من أجل التأكد أن المدارس خالية على عروشها من أي طالب أو طالبة نامت مبكراً وجاءت إلى المدرسة من دون أن تعلم أن مجلس الوزراء أطلقَ مع المطر عطلة وزارية على مستوى الدولة، ولا يتركون هذه المهمة لحارس المدرسة فقط؟
نحمد الله أن الخسائر مادية فقط، ولا خسائر في الأرواح أو الأطفال، وهذا بركة من الله للكويت، ثم جهد المؤسسات الحكومية المسؤولة عن التدخل السريع التي تستحق الثناء، ولكن أيضا علينا أن نكون مستعدين أكثر على مستويات مختلفة لمواجهة أمطار ربما تتعدى الـ57 سنتيمترا التي أغرقت الطرق.
فوضع طبيعي في دول الخليج ألّا تكون مهيأة سابقاً لحالات مُناخية وتغيرات مثل هذه، لكن من المعيب أن تبقى غير مستعدة في المرات المقبلة، أحاول أن أقول أيضاً إنه حسب ما جاء في صحيح الإمام مسلم بسنده عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم: «لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً»... وهذا يحتاج استعدادا وإعادة ترتيب أولويات بما فيها الزراعة واستغلال مياه الأمطار.
وأريد أن أتاكد من عدم وجود سوء فهم بيني وبينك عزيزي القارئ، لذلك أكرر أن هذه التساؤلات ليس هدفها التقليل من العمل الشبابي التطوعي في مجالات التوعية والتنمية والأدوار السياسية، ولكنها تشير إلى أهمية تواجدهم الإغاثي المحلي تحت إشراف وتدريب الهيئات الحكومية.
ولا أقصد المبالغة في الحدث، ولكني أقصد الاستعداد المحلي للـ80 سنتيمترا من الأمطار المقبلة.
وليس هدف المقال المطالبة بإقالة وزير أو محاسبة وكيل، فاللقاء الأخير لرئيس مجلس الوزراء مع القيادات الوسطى توعّد الفساد والمهملين، وإجراءات الإحالة للتقاعد كانت خطوة للأمام... لذلك فلن نزايد على الحكومة حتى الآن على الأقل.

تعليقات

اكتب تعليقك