‏أنت محظوظ إذا عرفت والدك في مراهقته وشبابه وشيخوخته - يكتب ذعار الرشيدي‬⁩

زاوية الكتاب

كتب ذعار الرشيدي 910 مشاهدات 0


الأنباء: 

من أرقى علامات الحظ على الإنسان من واقع تجربتي الشخصية هو ان يكون صديقك يشبه أباك في الطباع والأخلاق والاسلوب وحتى نهج الحياة وأحيانا حتى في طريقة تعامله معك، انا احد من نال شرف هذا الحظ فصديقي يشبه والدي كثيرا من حيث الطباع والحكم على تفاصيل الأشياء، وانا هنا لا اعني صديقا من عرض الأصدقاء بل أعني صديق العمر، هو ذلك الذي قدر لي ان يكون شبيها لأبي فيما ذكرت، حتى عندما أسافر معه اشعر أنني أسافر مع والدي، بالاصح، اشعر اكثر انني أسافر مع والدي الشاب الذي يقربني في العمر، وربما لم اعرف ابي شابا يافعا ولكنني اعتقد انتي حظيت بفرصة رائعة لان اعرف ابي وأصاحبه في شكل صديقي على مدار اكثر من ربع قرن، سافرنا معاً وعشنا مغامرات المراهقة والشباب معا، فكأنما بطريقة ما عرفت ابي لهذا السبب مراهقا وشابا.

عندما أرى أبي فكأنني أرى صديقي وهو في عمر السبعين، وعندما انظر الى صديقي ارى ابي كما لو كان في الأربعين وما قبلها.

أذكر أنني بدأت ألاحظ الشبه الكبير بينهما خلال السفر فالتصرفات والدفع بالاستعجال لتخليص الامور والاهتمام بأدق تفاصيل الأشياء والحدة في الحديث والجدية الزائدة عن الحد، وإعادة التدقيق على جوازات السفر والتذاكر مرة ومرتين وثلاثة قبل الصعود الى الطائرة وتكرار سؤال: «ها جوازك وتذكرتك معاك لا تنسى شيء».

اعتقد انتي كنت محظوظا جدا، لأنني وبسبب الشبه بينهما في الطباع ورؤية الأشياء والاحكام الصحيحة على الناس، كنت ارى تكرار ابي في صديقي، وللأمانة، عندما اجلس في مقهى المطعم أو حتى مناسبة مع صديقي نايف فكأنني أجلس مع ابي.... شابا، «قفشاتهما» متطابقة وتعليقاتهما متشابهة، بل حتى طريقة بناء التعليق الساخر على امر غاية في الجدية.

رغم انني أشبه والدي وأخذت كثيرا من صفاته الخِلْقية والخُلُقية، الا ان صديقي نايف يشبهه اكثر في الطباع خاصة في الحدة الأنيقة في تناول أطراف الحديث اثناء المناقشة، ورؤيتها للعالم تكاد تكون سيامية الى درجة انني اكره مشاهدة نشرات الاخيار مع اي منهما.

محظوظ جدا ان حظيت بوالد كوالدي، ومحظوظ أيضا بأن الصديق الأقرب يشبه والدي في الطباع، الاول رباني والثاني ربيت معه.

ليس للمقالة من هدف سوى ان كان صديق طفولتك أو صديقك الخاص أو صديقك المقرب ترى أو تجد فيه شبهاً بأطباع والدك فاعرف انك شخص محظوظ للغاية، فسترى ما لم ولن يره غيرك.

الأصدقاء عملة نادرة كما يقولون، وأما الأصدقاء من النوعية التي اتحدث عنها فهم الندرة نفسها.

توضيح الواضح: صديقي نايف معيبر الظفيري....شكرا، واعذرني فأكثر من 27 عاما لا يمكن أن أختزلها بمقال.

تعليقات

اكتب تعليقك