ذعار الرشيدي يكتب: المحاسبة الفورية.. ومبروك وتستاهل
زاوية الكتابكتب ذعار الرشيدي نوفمبر 8, 2018, 10:48 م 920 مشاهدات 0
الأنباء:
لأول مرة تطبق الحكومة في تاريخها نظام المحاسبة الفورية لمسؤولين ممن يثبت او يعتقد أنهم قصروا في أداء عملهم، كانت وزارة التربية في قضية المكيفات، ثم بعدها وزارة الأشغال وهيئة الطرق في قضية الأمطار التي هطلت على البلاد الثلاثاء الماضي، مبدأ المحاسبة الفورية الذي انتهى إما بإقالات أو وقف عن العمل أو إحالة للتحقيق عما يظهر انه خطأ مبدأ جديد لم يكن أبدا على أي من أجندات الحكومة، واليوم يصبح حاضرا.
***
طبعا الإجراء لا يعني أبدا أن هناك شبهة حول المسؤول، بل إن عملا ما لم يتم كما أوكل للمسؤولين، وعليه تمت المحاسبة، وهذه هي المعادلة العملية للمحاسبة الفورية باختصار، فالمسألة ليست طعنا في ذمم أي من المسؤولين الذين تعرضوا للمحاسبة الفورية ،ولا جرحا بأحد أيا كانت النتيجة التي أدت إليها المحاسبة، ولكن هذه طبيعة نتيجة حتمية ومخاطر محتملة لعملك كمسؤول او قيادي في الدولة، فالمحاسبة التي قد تتعرض لها جزء من مخاطر عملك الذي قبلت بتولي منصبه.
***
أعتقد ان المحاسبة الفورية في حال ثبوت أي خطأ ستستمر، وستبقى خطا واضحا خلال القادم من الأيام، بل وأعتقد أنها لن تكون محاسبة فقط في حال حدوث او انكشاف أمر كمكيفات المدارس أو الأمطار، بل اعتقد يقينا أن المحاسبة مستمرة سواء حدث أمر طارئ يكشف خللا أو لم يحدث، وسنرى قياديين يرحلون طوعا قبل انقضاء مدتهم أو يقالون ويحالون للتقاعد لأسباب تعتمد على ما ورد في تقارير ديوان المحاسبة، وما ترحيب الحكومة بجهاز ديوان المحاسبة لحضور جلسات مجلس الوزراء سوى باب لتطبيق المحاسبة الفورية على عدد من القياديين الذي سيكونون او انهم فعلا تحت المجهر الرقابي.
***
هنا الحكومة تحاسب نفسها أو كما نقول بالكويتي «تقص الحق من نفسها»، وتحاسب قيادييها وهي سنة ظاهرها حميد واما بواطنها فلا نعلمها بعد بانتظار ما ستكشفه الأيام، ولكن ليس لنا إلا الظاهر الآن، وهو ما سنحكم عليه ووفق ما يأتي عنه، وهو ان الحكومة بدأت فعليا مبدأ المحاسبة الفورية لمسؤوليها، طبعا على الجانب الآخر لا يجب أن تقوم المحاسبة الفورية على الإقالة او التحقيق بل يجب ان تكون المحاسبة نظاما متكاملا ينتهي إلى القضاء.
***
تنقصنا طبعا ثقافة تحمل المسؤولية، وهي ثقافة نادرة لدى المسؤولين الحكوميين، ولكن اعتقد ان بسياسة الحكومة الجديدة ستظهر هذه الثقافة وتنشأ.
***
ثقافة الشعب أيضا لا تزال قاصرة عن فهم حقيقة المنصب القيادي في الدولة، فإذا تولى أحد منصب قيادي سارعنا اليه بجملة «مبروك وتستاهل»، ونحن للأسف نخلق في أذهاننا وفي ذهنه أن هذا المنصب مكافأة له يتوجب علينا توجيه المباركة له لنيلها وسعيه للحصول عليه، والحقيقة انه عندما يتولى شخص منصب فيتوجب ان نبادره بكلمة «الله يعينك».
تعليقات