«اكتشف أميركا».. هكذا يكون نشاط السفارات - يكتب محمد الخالدي
زاوية الكتابكتب محمد الخالدي نوفمبر 8, 2018, 10:27 م 781 مشاهدات 0
الأنباء:
أشارك منذ سنوات في التغطية الصحافية لأنشطة السفارات الأجنبية في الكويت، ويعجبني حقا همة ونشاط كثير من السفراء وحرصهم على إبراز الجوانب الحضارية والثقافية لبلدانهم، وأتساءل: هل يقوم سفراء الكويت في الخارج بمثل هذه الأنشطة؟ هل يقولون لشعوب الدول التي يتواجدون فيها أي بلد هو الكويت، أي دور تلعبه في نشر السلام، وماذا يقدم شعبها الطيب للعالم؟
أذكر أنني شاهدت في التلفزيون مع بداية الألفية الثانية فرقة التلفزيون الكويتية وهي تؤدي عروضا فنية فائقة الروعة في العاصمة البريطانية لندن، كان الناس يحتشدون بالآلاف، بريطانيين وكويتيين وجاليات عربية وسواح من مختلف بلدان العالم، كانوا فرحين جدا بما قدمته الفرقة من فنون كويتية شعبية، بأزيائهم ورقصاتهم وأغانيهم الجميلة.. وكانت أعلام الكويت ترفرف حول المكان.
لا أعلم إذا حصل أم لا، لكن كم كان سيكون رائعا لو تم توزيع منشورات تتضمن معلومات عن الكويت بمسيرتها الديموقراطية الرائدة في المنطقة، وبدورها النشط في دعم السلام وإغاثة المنكوبين.
***
إلى كل مسؤول، في وزارة الخارجية ووزارة الاعلام تحديدا، وإلى كل سفير كويتي، الكويت يا سادة تم تسميتها مركزا للعمل الإنساني، وأميرنا منحه الأمين العام للأمم المتحدة في عام 2014 لقب «قائد العمل الإنساني»، الكويت أصبحت مدرسة بانتهاجها الديبلوماسية الخيرة والداعمة للسلام، في وقت تتفجر فيه الحروب والصراعات من حولنا بكل وحشية، وهذا يضع عليكم مسؤولية كبيرة في إبراز هذا الدور وهذه الحقيقة.
عندما تعرضت الكويت للاحتلال العراقي عام 1990، وقف العالم معنا، شعوبا وحكومات لأنهم كانوا يعرفون أن الكويت بلد ديموقراطي وشعبه مسالم ومحب للخير، وهذا ما يجب التركيز عليه وتعريف الآخرين به.
وفي الكويت ثقافة جميلة، لدينا فنون جميلة وأبطال في الرياضة ونجوم في المسرح وحركة ثقافية رائدة، لدينا مؤسسات ثقافية عريقة ولها نشاط فكري وأدبي وصل أصقاع الأرض، لدينا الكثير مما يمكن أن نقدمه للعالم بكل فخر واعتزاز، لكن الأمر يحتاج عملا مخلصا ينتهي بتقديم «أسبوع الكويت الثقافي» في كل سفارة من سفارات الكويت في الخارج كل عام، يتضمن برامج وأنشطة تبرز دور الكويت وثقافتها، وترسخ ما أسمعه دائما من معظم السفراء الأجانب هنا.. الكويت دولة صغيرة وشعبها قليل، لكنها كبيرة بما تقدمه للعالم من جهود وأعمال إنسانية خيرة.
***
مهرجان «اكتشف أميركا» الذي تقيمه سفارة الولايات المتحدة الأميركية كل عام ينبغي أن يعطينا دافعا لعمل «أسبوع الكويت الثقافي» في الخارج، والحق يقال، فإن دور السفير الأميركي لورانس سيلفرمان يثير الإعجاب والتقدير، فعلى مدى أسبوعين يتواجد الرجل ويشارك بنفسه يوميا في كل الأنشطة تقريبا، ويحرص على تقديم أجمل ما في بلاده من حضارة وثقافة، ويستغل كل فرصة لتوسيع دائرة التعاون ودعوة الجمهور لزيارة أميركا والاستفادة مما فيها من سياحة ودراسة وعلاج.
سفير كهذا يمثل حقا نموذجا يجب أن يحتذي به كل سفير محب لوطنه ويهمه مصلحته وسمعة شعبه.
تعليقات