باختصار الوضع في البلد صاير «خلطبيطة» - يكتب د. سليمان ابراهيم الخضاري
زاوية الكتابكتب سليمان إبراهيم الخضاري نوفمبر 6, 2018, 11:14 م 881 مشاهدات 0
الراي:
نعم صديقي القارئ، لم تقرأ العنوان بشكل غير صحيح، وهو مكتوب بهذه الطريقة عن سابق قصد وتعمد، ففي السابق، قال الأولون إن «من تحدث في غير فنه، أتى بالعجائب»، قاصدين كما هو واضح أن من تحدث في مجال لا يفقه فيه أو هو غير متخصص فيه، سيتحفك بالآراء الغريبة والشاذة والخاطئة... والمضحكة أحيانا!
إلا أن المتابع للساحة المحلية وما ينشر في الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي هذه الأيام، سيجد أن المقولة السابقة ما عادت تميز كثيراً في مصداقيتها بين من يتحدث في فنه، أي مجاله، أو من لا يتحدث في فنه، فالكل في إبداعهم سواء، مع خطورة ملحوظة لعجائب أولئك المتخصصين عندما يدلون بتلك الآراء الغريبة!
سأبدأ بإناء مهنتي - حتى لا يتهمني البعض بالتحيز لها - فما أراه من آراء يبثها بعض الأطباء حول الكثير من الأمراض وعلاجاتها والأدوية الجديدة والطرق الجراحية المبتكرة، هي آراء مشبوهة وعليها الكثير من اللغط وبعضها يقترب من درجة الخطأ الصريح، وما ذلك إلا لزيادة أرباح عياداتهم وانتفاخ جيوبهم، غير عابئين بتأثير عملهم السيئ هذا على صحة الناس وثقتهم بالمؤسسات العلاجية وبمهنة الطب ذاتها!
أما أكثر من يتحفنا بآرائه العجائبية هذه الأيام فهم السياسيون، وأخص بالذكر القانونيين منهم، فإبداعهم قد جاوز السماء في استخدام نصوص القانون، التي نعلم مدى «مطاطيتها» أحيانا في تبرير الأشياء ونقائضها، وأكبر دليل على ما حدث هو تلك الفوضى «غير الخلاقة» حول إسقاط عضوية النائبين الحربش والطبطبائي، وسامح الله المادة 16 من اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، التي وضعت ضمانا للمجلس واستقلاليته وعدم تبعيته للسلطات الأخرى، فتم استخدامها لـ«الدوس» ببطن الدستور وضرب أحكام القانون الباتة بالتمييز في قضايا جنايات واضحة، بينما كان حريا مع المجلس لو كان صادقا في احترام مرامي الدستور لأوجد نصا واضحا لسقوط فوري للعضوية وفق شروط معينة دون الحاجة للتصويت!
بعض القانونيين من السياسيين أخطر على العملية السياسية من منتسبي مجالات كثيرة أخرى، فهم الأقدر على صياغة خطاب سياسي مغلف بالتعابير القانونية، مع «شوية» انتقائية في اختيار بعض أحكام تمييز تنتصر لشيء من آرائهم، أو حتى إيهام الناس بذلك، ولا ينسو دائما أن يمسكو بالأوراق، التي توهم من يستمع لهم بصدق ومنطقية كلامهم، وقد تكون أحيانا... مجرد أوراق بيضاء!
الوضع في البلد باختصار صاير «خلطبيطة»... وما عدت ألوم الكثير من المتحدثين فيما لا يفقهونه... فأصحاب التخصصات «ما قصروا» في جعل علومهم في خدمة أجنداتهم... الشخصية غالبا!
تعليقات