جابر المبارك..كما يجب أن نعرفه - يكتب ذعار الرشيدي

زاوية الكتاب

كتب ذعار الرشيدي 933 مشاهدات 0


الأنباء: 

المرة الوحيدة التي التقيت فيها رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك كانت قبل ٦ سنوات، في حادثة طريفة - بالنسبة لي على الأقل - عندما أردت إهداءه كتابي الأول، وأتذكر أنني عندما أرسلت نسخة الإهداء الأولى له كانت موجهة إليه بصفته «النائب الأول ووزير الدفاع»، ثم بعدما أرسلت النسخة إلى مكتبه كأول كتاب أقوم بتأليفه صدر مرسوم بتعيينه رئيسا لمجلس الوزراء، فاضطررت بعدها إلى تغيير الإهداء الفاخر من موجه إلى «وزير الدفاع» إلى نسخة فاخرة بمنصب «رئيس مجلس الوزراء»، ولم يمض يومان إلا وتم منحه لقب «سمو»، فاضطررت لسحب النسخة الفاخرة الثانية، وعمل نسخة فاخرة ثالثة لتناسب المنصب والمسمى الجديدين كـ «سمو» و«رئيس مجلس وزراء».

***

وبعد هذه التعديلات الثلاثة في النسخ الموجهة لسمو الشيخ جابر المبارك، تم «تطنيشي» تماما من قبل ديوان سموه، فكتبت مقالة موجهة لسموه أتندر فيها على إعادة طباعتي للنسخ الفاخرة الموجهة لسموه بتعديلات مناصبه ولقبه التي تعدلت ثلاث مرات في اقل من أسبوعين وان أحدأ لم يرد علي من ديوانه لتحديد موعد أو لقاء لإهدائه تلك النسخة، وفي اليوم التالي لنشر مقالي ذلك الذي أتندر فيه على «إعادة طباعة النسخ» اتصل بي مسؤولو ديوان سموه وحددوا لي موعدا معه.

***

ليس من موقف آخر مع سمو الشيخ جابر المبارك، وكنت حتى بعد اللقاء مستمرا في نقد أداء حكوماته المتعاقبة، ولكن ورغم ان الرجل يتعرض الى هجوم شخصي بشكل مستمر لم يقم برفع قضية واحدة على كاتب أو مغرد أو مدون، أيا كان مستوى أو حجم النقد الموجه له أو ضده.

***

وحتى بعد اللقاء بعد «أزمة كتابي الأول» لم امتدحه شخصيا، ولكن وللأمانة الأوضاع السياسية المتعاقبة التي أدت إلى تشكيل اكثر من 6 حكومات رأسها خلال الفترة السابقة، أرى انه لم يأخذ حقه في إبراز الدور الذي يقوم به كرئيس لمجلس الوزراء، وربما الأمر عائد إلى قلة ظهوره الإعلامي بشخصه، ولكن من خلال حديثه الأخير في الملتقى الحكومي الأول لتعزيز النزاهة الذي عقد الشهر الماضي، يتضح أن الرجل صرح بعدما نفذ ما يصرح به، بمعنى انه نفذ أجندة للإصلاح الحكومي من خلال عدد من الإجراءات أهمها وأبرزها أي مسؤول يثبت تورطه بالفساد، ومن ثم خرج في الملتقى الحكومي ليطرح رؤيته لمحاربة الفساد، وأعتقد أن ما فعله هو انه «نفذ» أولا ما يدعو إليه ثم «صرح» لاحقا، على عكس ما نعرفه من الحكومة من أنها تصرح أولا ثم تنفذ لاحقا وقد لا تنفذ.

***

ربما تكون الأشهر الثلاثة الأخيرة وما قبلها بقليل هي اختزال تطبيق رؤية سمو الشيخ جابر المبارك لمحاربة الفساد، وكلمته في الملتقى حددت برنامجا حكوميا غير معلن لمحاربة الفساد ونتمنى أن تستمر، وأن يعجبك ما قاله أو لم يعجبك فالرجل «نفذ» قبل أن يصرح وتلك حالة نادرة لمسؤول حكومي، فحربه ضد الفساد بدأت قبل خروجه للتصريح بفترة طويلة.

***

توضيح الواضح: عندما يخطئ رئيس الحكومة فمن واجبك انتقاده، وعدلا، عندما يصيب فمن العدل امتداح ما فعل وليس في الأمر.. تطبيلا.

***

توضيح الأوضح: تكفل سمو الشيخ جابر المبارك بطباعة 100 ألف نسخة من الموسوعة الإملائية لمؤلفها الأستاذ حمزة الخياط، وهذا أمر يستوجب الشكر لسموه ولمؤلف الموسوعة.

تعليقات

اكتب تعليقك