علي البغلي يسأل المصوتين للحربش والطبطبائي " كيف ستنامون الليل ؟ "

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 1309 مشاهدات 0


القبس 

ما جرى من أحداث مخجلة في مجلس الأمة منذ أيام، وأولها اللجنة التشريعية والملقبة «بمطبخ المجلس»، بمعنى أن من تضمه هم من نخبة النخب من أعضاء المجلس الضليعين بالدستور والقانون والفقه والسوابق القضائية، وهم من ينتقي ويزيل الشوائب «أي يفلتر» المقترحات بمشاريع قوانين التي يقدمها الأعضاء العاديون غير الملمين بالأمور القانونية..

وإذا باللجنة التشريعية لهذا المجلس تسير عكس السير، وتعاكس بأغلبية أعضائها الآراء القانونية والدستورية التي خطها لها مكتبها الفني ومستشاروها القانونيون والدستوريون.. ذلك أن كثيرا من هؤلاء الأعضاء الذين يفهمون بالقانون، مثلما أفهم أنا بعلم الذرة، أتى ورشح نفسه لهذه اللجنة، ربما لغرض في نفس يعقوب، وهو تمرير القرارات او اقتراحات القوانين على شاكلة ما تم بالجلسة الأخيرة للقانون في الدوس ببطن المادة 82 من الدستور، وهي من أهم أعمدة الدستور ـ اذ انها تعدد الصفات الواجب توافرها بعضو مجلس الأمة.. وهو الأمر غير المتوافر قولاً واحداً بمن أكدت اللجنة على صحة عضويتهم واستمرارها من نواب اقتحام المجلس، والإخلال بالأمن والمساس بهيبة الدولة!

وقد مسكت نفسي عن الكتابة بموضوع جلسة اللجنة التشريعية، على أمل أن يطيح المجلس برأيها.. وإذا بالمجلس يؤيد رأي اللجنة بفارق صوتين فقط، والمشكلة المحيرة أن أصحاب «اللا» صوتان (الفضالة والعدساني) – أي الأعضاء الذين لم يصوتوا – لهم رأي معاكس للرأي اللادستوري للمجلس، وهذا ما يزيدنا حيرة وأسى وغضبا مهما كانت المبررات!

***

ما يثلج الصدر ويريحنا أن أعضاء الحكومة صوتوا ضد رأي اللجنة ـ لأن الدستور بنصه على صفة العضوية الخالية من شائبة أي حكم في جناية، هو أعلى من المادة 16 من اللائحة الداخلية التي تنص على عرض مواضيع اسقاط العضوية على المجلس.. وسؤالنا لمن داس من أعضاء المجلس ببطن أهم مواد الدستور: كيف ستنامون الليل اذا ما تمتع هؤلاء الأعضاء المدانون بجرم مشهود بعضويتهم؟ أما باقي من اشترك معهم بذلك الجرم، ومنهم أعضاء سابقون، فستلاحقهم تلك العقوبة للأبد! وأين مبدأ المساواة أمام القانون؟

وكلمة أخيرة أود أن أسلط بها الضوء على أن من يجر مجتمعنا المتآلف المتراحم المحترم للقانون، هم من تقودهم غرائزهم الحزبية لاتخاذ قراراتهم.. ونظرة واحدة لأغلب أسماء من صوت لمصلحة استمرار عضوية الأعضاء المدانين بجناية مشهودة وبحكم نهائي، وستفهمون ما أقصده، فمتى نشفى من أمراض العصبية البغيضة تلك؟!

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

هامش:
أحد القراء الأعزاء من الجنسية الباكستانية، كتب يقول انه من مواليد الكويت، ويحن لزيارتها فقط ليتذكر طفولته وشبابه، ولكنه عجز عن نيل فيزا دخول للجنة الكويتية لأنه باكستاني. السيد جميل البلوشي يقول انه يسكن البحرين ومتزوج من سيدة بحرينية ويعمل بالبحرين، وسعيد بالعيش فيها مع عائلته، وما يتمناه هو زيارة للكويت ولو لعطلة نهاية الاسبوع. ومنا لمعالي وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح الصباح ووكيلها النشط الفريق عصام النهام، طالبين منهما اتخاذ قرار انساني لتحقيق مطلب انساني في حب بلدنا الحبيب الكويت..

تعليقات

اكتب تعليقك