إلى أين سيصل الحال مع مكافحة الفساد في الدولة؟ - يتساءل جاسم الحمر

زاوية الكتاب

كتب جاسم الحمر 955 مشاهدات 0


الأنباء:

في أكثر من مناسبة عبر سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك عن استيائه من الفساد، وقد ظهر ذلك بوضوح بعد تراجع الكويت في مؤشر مكافحة الفساد الأخير، وجدد سموه رفضه التام لوجود الفساد واستمراره في مفاصل الحكومة بوزارتها وأجهزتها رغم كل ما يتم اتخاذه من وسائل وعقوبات رادعه للقضاء على الفساد.

لقد استمعت جيدا لكلمة سمو رئيس الوزراء أثناء مداخلته في الملتقى الحكومي الأول «تعزيز النزاهة»، كما أن هذا الملتقى ليس اجتماعا أسبوعيا لرئيس الوزراء مع وزراء حكومته بل اجتمع فيه قيادات كثر في وزارات الدولة المختلفة وكانت الرسالة لهم مباشرة، حديث سموه كان متزنا وواضحا بالأخص حين قال إنه مع المسؤولين والوزراء في محاربة الفساد وهو في نفس الوقت خصمهم في حين ثبت تقصيرهم في محاسبة المتجاوزين والفاسدين.

في السابق، كان الأمر أشبه بتحديد المشكلة ووضع الحلول لحلها أما الآن فالحديث انتقل للمحاسبة بشكل أكبر دون مجاملة بل كما أشار سمو رئيس الوزراء من لم يستطع محاربة الفساد فعليه أن يطلب إعفاءه من منصبه! الأمر في غاية الوضوح فإذا لم يضع المسؤولون آليات لاجتثاث جذور الفساد في وزاراتهم فإن رئيس الوزراء كما قال يحملهم المسؤولية.

هذا الحديث يأتي قبل بداية دور الانعقاد العادي الثالث للفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة، ويجب أن نتذكر أن هناك العديد من النواب أعلنوا أو قد ينوون على الأقل استجواب رئيس الوزراء أو وزير في هذه الحكومة وهذا بحد ذاته يوتر الوضع السياسي في البلد وربما نحتاج إلى الكثير من الاستقرار والموازنة بين الحكومة والمجلس عن أي وقت مضى في ظل ظروف عالمية وإقليمية استثنائية ملتهبة.

هذا لا يعني إهمال المساءلة السياسية بل ربما تتخذ الحكومة مواقف من الوزراء غير المتعاونين ودفعهم للاستقالة أو الإقالة في أي استجواب قادم وحتى رئيس الوزراء يعي أن شرف التكليف بتشكيل الحكومة ربما لن يتكرر وهو محل قرار صاحب السمو، حفظه الله.

إلى أين سيصل الحال مع مكافحة الفساد في الدولة ففي كل فترة وأخرى تظهر لنا قضية وملف أكثر سخونة حول الفساد، ولكن بالمحاسبة والتشدد من الحكومة ومجلس الأمة يمكن أن نقلل من نسبة تفشي الفساد في الدولة.. فهل هذا هو الإنذار الأخير للفاسدين والمفسدين؟

سمو الشيخ جابر المبارك انتم المسؤولون عن السلطة التنفيذية وانتم من يحدد من يشغل المناصب القيادية في الدولة فلا تسمحوا بالواسطة وشجعوا عنصر الشباب في قراراتكم والا يكون التكليف مطلقا بعدد السنوات بل على الأداء وليعلم كل مسؤول أن هذا الكرسي والمنصب رهين الإنجاز والعمل والاجتهاد.

ولقد أسعدني حديثكم وأتمنى أن يتكرر كثيرا فهو يغير الصورة التي يحاول الفاسدون إيصالها للمواطنين ليسهل عليهم استمرارهم، وكلنا أمل باستمراركم بمثل هذه الخطابات المباشرة والواضحة، وأتمنى لكم وافر الصحة والعافية في خدمة بلدنا العزيز الكويت.

تعليقات

اكتب تعليقك