بعض الاستجوابات عبث سياسي - كما يرى فيحان العازمي

زاوية الكتاب

كتب فيحان العازمي 3253 مشاهدات 0


النهار:

من المفترض في أي مجلس ينتخبه الشعب أن يكون هدفه تحقيق طموحات وأحلام من انتخبه وأن يسعى إلى النهوض بالوطن إلا عندنا فأكثر النواب هدفهم مصلحتهم الشخصية ويستخدمون الاستجوابات لتحقيق أغراض خاصة بهم مع أن الاستجوابات ظاهرة صحية، ومبدأ برلماني أصيل تناقله الأولون وتبعه اللاحقون إيمانا بقيمة هذه الأداة الدستورية وقدرتها على معالجة الخلل ومكامنه.
ومنذ ميلاد المؤسسة التشريعية في ستينيات القرن الماضي وطوال أكثر من أربعة عقود ظل هذا المبدأ ثابتا محافظا على مكانته وقدسيته النيابية حتى بداية الألفية الجديدة، التي حملت معها نهجا برلمانيا أغرق الأداة الرقابية الأقوى في دوامة من الممارسات المشبوهة وصلت إلى حد إهانة أداة الاستجواب وزعزعة مكانتها وقوتها.
ومع أصحاب هذا النهج دخلت الاستجوابات في نفق مظلم من الممارسات الشخصانية والصبيانية غير المسؤولة؛ تاهت وتاهت معها هموم الشعب في حروب الوكالة والحسابات الانتخابية.
فنجد أن بعض النواب يترك قضايانا الجوهرية، من تعليم يعاني الأمرين ووضع صحي مريض واقتصاد يواجه تحديات خطيرة، وفساد ما تشيله البعارين، ترك كل تلك الملفات المصيرية وغيرها ويصوب وجهته نحو استجواب تفوح منه الشخصانية والصراعات الانتخابية!
فعلى مدار عمر التجربة النيابية لم تشهد الكويت سابقة برلمانية مشينة كتلك التي سجلها أحد النواب أثناء تقديمه استجوابه الثاني لأحد الوزراء بإعلانه عزمه إعادة استجواب شخص الوزير حتى لو حصل على ثقة مجلس الأمة متحديا بذلك إرادة الأمة ومنتهكا دستورها؛ ألهذا الحد وصل الاستهتار بقرارات بيت الأمة!
أدرك تماما أن العقلاء في مجلس الأمة غير راضين عن نهج بعض النواب «غير السوي» ويظهر ذلك جليا في غياب أي دعم حتى اللحظة لاستجواباتهم
لكن لا يجب أن يقف الأمر عند هذا الحد؛ الوضع في غاية الخطورة مع هذا النهج المسيء للارث البرلماني والديموقراطية الكويتية وللمعارضة وتاريخها، لابد من وقفة جامعة توقف هذه الممارسات غير المسؤولة.
هل السبب في بعض الاستجوابات هو أن هناك من النواب من يعلم أنه لن تتم إعادة ترشيحه مرة أخرى حتى لو كان في الدائرة بمفرده ولذلك فإنه يفتعل الأزمات من أجل هدم المعبد كما يقولون أو تحقيقاً للشو الإعلامي.
الشعب ينتظر الانعقاد الجديد لتشريع حلول لقضاياه العالقة والآمال على ازدهار ورفعة الكويت.. وليس إرهاق البلد بقضاياكم الشخصية.. الى متى الاستمرار بخذلان من أنابوكم لتمثيلهم.

تعليقات

اكتب تعليقك