يجب أن يمتد الاهتمام بالصحة إلى ما هو أبعد من ذلك.. فمعظم مشاكل الصحة تكون بسبب عوامل لا علاقة للأطباء بها ولا يعيرونها أي اهتمام - برأي هند الشومر

زاوية الكتاب

كتب هند الشومر 732 مشاهدات 0


الأنباء:

يعتقد البعض، وللأسف الشديد قد يكون من بينهم أصحاب قرار، أن الصحة هي مسؤولية وزارة الصحة فقط وهذه رؤية محدودة الأفق ولا تتفق مع تعريف الصحة المتعارف عليه عالميا منذ إنشاء منظمة الصحة العالمية عام 1948، فقد حدد التعريف أن الصحة ليست فقط الخلو من الأمراض والعاهات أي أن المستشفيات والعيادات والأدوية والأجهزة الطبية هي جزء من تحقيق الصحة.

ويجب أن يمتد الاهتمام بالصحة إلى ما هو أبعد من ذلك لأن معظم مشاكل الصحة تكون بسبب عوامل لا علاقة للأطباء بها ولا يعيرونها أي اهتمام مثل تلوث الهواء وتغير المناخ والعنف وضغوط الحياة النفسية وازدحام المرور وما يسببه من حوادث، ثم بعد ذلك الإصابات والكسور.

وهناك العديد من الأمراض والمشاكل الصحية بسبب عدم وجود سياسات للتغذية الصحية أو عدم مواكبة السياسات الصحية على مستوى العالم والمستجدات العالمية مثل اتجاه العالم وتطبيق بعض الدول المتقدمة لسياسات حازمة لوقف الدهون المهدرجة المنتجة صناعيا والمعروفة بالدهون المتحولة لمسؤوليتها عن أمراض القلب.

وقد كان بالكويت سابقا مجلس أعلى للصحة يضع السياسات ويحدد المسارات ولا تتوقف اهتماماته على مستشفيات وأدوية وأجهزة وعلاج بالخارج كما هو حاليا بعد وجود وزارة الصحة، وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية منذ سنوات مبادرة دمج الصحة في جميع السياسات لأن المسؤولية عن الصحة أكبر من قدرات وإمكانيات أي وزارة صحة، وأعتقد أن ما نشهده من ارتفاع في معدلات عوامل الخطورة المؤدية لأمراض القلب والأمراض المزمنة بسبب عوامل خارج مسؤوليات وزارة الصحة، ولذلك فنحن بحاجة إلى مجلس أعلى للصحة وبرئاسة سمو رئيس مجلس الوزراء ويضم في عضويته الوزراء ذوي الصلة بالصحة مثل التربية والإعلام والتخطيط والداخلية والشؤون الاجتماعية والمجتمع المدني وجمعيات النفع العام، وأن يعمل المجلس باستقلالية كاملة عن وزارة الصحة ولا يتدخل في أي إجراءات طبية بل يقوم بالتخطيط والمتابعة والمراقبة لتنفيذ سياسات الصحة للجميع ودمج الصحة في جميع السياسات وانطلاقا من الهدف الثالث بالأهداف العالمية للتنمية المستدامة حتى عام 2030 والتي لم تركز على المستشفيات والأجهزة فقط، بل كانت أشمل من ذلك للوقاية ومنع حدوث الأمراض والاكتشاف المبكر لعوامل الخطورة في المراحل الأولى وقبل أن تستدعي حالة المريض السفر للخارج أو لإجراء عملية جراحية أو قسطرة بالقلب.

ولا بد من رؤية جديدة نستطيع من خلالها تحقيق الصحة للجميع بمفهومها الشامل وطبقا للأهداف العالمية للتنمية المستدامة.

تعليقات

اكتب تعليقك