زايد الزيد يطرح الأسباب والحلول لقضايا الفساد المنتشرة بالبلاد
زاوية الكتابكتب زايد الزيد أكتوبر 3, 2018, 12:56 ص 2905 مشاهدات 0
النهار
كل يوم تتفجر في وجوهنا قضية فساد جديدة، ومع كل قضية يتم الكشف عنها أو تقديم المتهمين فيها للعدالة، نطرح السؤال الأهم وهو: لماذا ينتشر الفساد لدينا؟ وهل من سبيل لمحاربته والقضاء عليه؟
في اعتقادي، فإن سبب انتشار الفساد يعود إلى رؤية الكثير من المسؤولين للمنصب على أنه أداة للحصول على الوجاهة الاجتماعية والثراء السريع، فيبدأ هذا المسؤول باستغلال المنصب للتنفع وشراء الولاءات، وهو ما يستنزف موارد الدولة من جهة، ويفرط في حقوق الكثير من المستحقين بسبب عدم وجود فرص عمل لهم في الإدارات التي يديرها هؤلاء المسؤولون من جهة أخرى.
كما أن التساهل والتراخي في التعاطي مع الفاسدين من قبل الجهات الرقابية، وضعف المحاسبة وعدم الإمساك بـ«الهوامير» الهاربين بأموال الدولة في الخارج والذين يتفنن أبناؤهم وبناتهم بتبذير الأموال التي اختلسها آباؤهم من خلال شراء الشقق والفلل الفارهة في أحياء لندن ولوس أنجلوس، هو ما شجّع صغار المسؤولين على التمادي في الفساد واستغلال مناصبهم.
أما سبيل محاربته، فإن الحكومة والمجتمع عليهما أن يتحملا هذه المهمة، صفاً بصف، فالحكومة ينبغي لها أن تشدد الرقابة على الفاسدين وتحث هيئة مكافحة الفساد على المزيد من العمل، كما يجب عليها أن تلاحق من هرب، خصوصاً في لندن، وتعيده ليكون عبرة لمن يعتبر، والمجتمع يحمل الوزر الآخر المتمثل في نبذ الفاسدين وعدم مجاملتهم، والتأكيد على أن من اغتنى بأموال الشعب ليس له حق الحديث باسمه أبداً في أي نشاط سياسي أو اجتماعي.
وإن أكثر ما يخيف أي شخص، أن تتحول الإدارات الحكومية عندنا -بسبب السكوت عن الفساد والتغاضي عنه- إلى شبكات ضخمة من الفساد المالي المتخم بالبيروقراطية والعجز الإداري كما حصل مع دول عربية مثل مصر وسورية قبل الثورة، وهذا الفساد هو ما أدى إلى تدمير هذه البلدان واندلاع الثورات فيها.
[email protected]
تعليقات