عصام عبداللطيف الفليج يتحدث عن أهمية تخريج أول دفعة من رواد الرعاية الاجتماعية

زاوية الكتاب

كتب عصام الفليج 1034 مشاهدات 0


الأنباء

كم هو جميل أن ترى نتائج العمل تنعكس إلى واقع، وتضفي الابتسامة والرضا في قلوب الآخرين. وهذا ما رأيته بالأمس عند تخريج أول دفعة من رواد الرعاية الاجتماعية في وزارة الشؤون، وحصولهم على شهادات تؤهلهم إلى سوق العمل، وتساهم في اندماجهم في المجتمع.

بدأت الفكرة منذ عامين عندما تقدمت م.عواطف السلمان باقتراح لجمعية المنابر القرآنية لاحتواء معهد البناء البشري كمؤسسة غير ربحية، وتقديم دورات لفئات خاصة في المجتمع، تؤهلها وتساعدها لدخول سوق العمل، ولاقت تلك الفكرة القبول لدى مجلس الإدارة، وذلك إيمانا منه بأهمية المسؤولية المجتمعية، والحرص على تفعيل أهداف خطة التنمية الوطنية، وتحقيق الشراكة المجتمعية.

وانطلقت أولى دورات هذا المعهد في العام 2017-2018م لفئة رواد دار الرعاية الاجتماعية، بعد توقيع اتفاقية تعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ودعم غير محدود من الوزيرة هند الصبيح.

وتم افتتاح مركز التدريب في مبنى الرعاية الاجتماعية.

وتم اعتماد مناهج المعهد من الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، واعتماد شهاداته من ديوان الخدمة المدنية، وإعطاء خريجي الدورات أولوية في التعيين.

وكان أول برنامج في تخصص العلوم الإدارية والتجارية، مدته تسعة أشهر (36 أسبوعا)، شارك فيه 29 شابا، و13 فتاة، في برنامجين منفصلين.

وشمل البرنامج دورات في الحاسب الآلي، واللغة الإنجليزية، والإدارة الحديثة للمكاتب، وإدارة خدمة العملاء، وإدارة المشروعات الصغيرة.

ولم يفت على المشرفين إضفاء بعض القيم التربوية، بما يحقق لتلك الفئات التوازن الفكري والنفسي والديني والاجتماعي.

ثم تم ترتيب برنامج تأهيلي للمشروعات الصغيرة في هذا الشهر، متضمنا 3 دورات تدريبية هي: استكشاف ريادة الأعمال، وإعداد خطط ودراسات الجدوى، والخطة التسويقية.

وذلك بعد التنسيق مع بعض الشركات لاستيعابهم، والتعاون مع الصندوق الوطني لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لإدخال تلك المشاريع حيز التنفيذ.

وتقدم جميع تلك البرامج التدريبية والدورات التخصصية بشكل مجاني لهذه الفئة، بدعم من أهل الخير، وبعض المؤسسات العلمية والتجارية.

ولم تتوقف جمعية المنابر القرآنية عند هذا البرنامج، الذي سيطرح كل عام لمجموعات جديدة، إنما قدمت برامج تدريبية أخرى لفئة «البدون» لتعينهم على العمل بالتنسيق مع جمعيات نفع عام أخرى، وبرامج خاصة لأصحاب الهمم بالتنسيق مع الهيئة العامة لشؤون الإعاقة، دون أن يدفع أحد دينارا واحدا، سوى أهل الخير.

إن هذه المبادرات المجتمعية لتمثل الدور المنوط بمؤسسات المجتمع المدني، ولن يتحقق لها النجاح دون تنسيق وتعاون بين مختلف الجهات، متجاوزين الاختلافات الفكرية، لأن الهدف أسمى وأعلى، والابتسامة التي رأيتها بالأمس على وجوه 42 شابا وشابة، هي الدافع لمزيد من العطاء لأجل هذا الوطن، والكويت تجمعنا.

شكرا لكل من ساهم في تخريج 42 شابا وشابة ليكونوا إضافة للمجتمع، وهذا هو حقيقة البناء البشري، إنه بناء الإنسان.

تعليقات

اكتب تعليقك