خالد الطراح يكتب.. الفصل الجنسي في «التربية»!

زاوية الكتاب

كتب خالد الطراح 660 مشاهدات 0

خالد الطراح

القبس

من الذاكرة- الفصل الجنسي في «التربية»!

خالد الطراح



خرجت وزارة التربية من خضم فضيحة اعطال التكييف في المدارس «ببرنامج وطني» خاص فقط بالطلبة الاناث، او بالأحرى كما ورد في نص بيان الوزارة «اطلاق البرنامج في مدارس البنات»! (كونا 2018/9/23).

ذكر البيان الصحافي للوكيل المساعد للتنمية التربوية والأنشطة في وزارة التربية فيصل المقصيد «ان برنامج من اجل السلام يهدف الى تعزيز روح الانتماء والولاء عند الطالبات» ولم يتم تناول اي جانب يتعلّق بالطلبة الذكور!

البيان المقتضب تناول بسطحية قضية في غاية الاهمية، ربما بسبب ان البرنامج يخص البنات، ولا بد من المحافظة على هذه «الخصوصية» التي فرضتها وزارة التربية بهدف ترجمة او دغدغة توجّهات تميل الى توزيع الانتماء وتصنيفه حسب الجنس، حفاظا على عدم اختلاط مضمون البرنامج الخاص بالطالبات وبرنامج ـــ ان وجد ـــ خاص بالطلبة الذكور.

هل «السلام» المنشود لدى «التربية» جاء نتيجة دراسة علمية اكدت غيابه او ضرورته في مدارس البنات وتقديم هذه الاولوية على الطلبة الذكور، ام سيتم صرف النظر كليا لعدم حاجة صفوف الطلبة الذكور لبرنامج «الولاء» او ثمة مؤشرات انتماء اعمق عند الطلبة الذكور بخلاف المستوى عند الاناث؟

وهل البرنامج سيعالج القصور والانتقائية في مناهج وزارة التربية ككل في ما يتعلق بحقبة تاريخية مهمة، وهي الغزو العراقي للكويت، تم تناولهما في مناسبات عديدة من اطراف مختلفة، خصوصا ما يتعلق برواية الاحداث التي سبقت الغزو وما بعده في داخل الكويت وخارجها؟ هل سيتعلم ابناؤنا الطلبة ذكوراً وإناثاً اهمية دورهم المستقبلي في المحافظة على مكتسبات دستورية اذا ما ارتأت الوزارة أهمية هذا الجانب؟!

يا ترى، هل يضم «البرنامج الوطني للسلام» معلومات وافية عن النوادي الثقافية التاريخية، ومن ابرزها نادي الاستقلال؟ ام انها معلومات محظورة!

طالما البرنامج الذي اخذ عنوانا اكبر من حجمه واستهدف بانتقائية الإناث، هل سيركز ايضا على الفصل في التعريف للانتماء والدور الوطني للطالبات، باعتبار ان دورهن فقط «مرشدات وزهرات»؟ على حد ما ورد في نص بيان وزارة الفصل الجنسي، عفوا «التربية»!

ربما مهم ايضا غرس «الولاء والانتماء» حسب المناطق قبليا وطائفيا ايضا حتى يكتمل عرس الوزارة في برنامجها للفصل بين الاناث والذكور!

لعل الخطوة «الوطنية» المقبلة ستتيح لكل مدرسة اجنبية ايضا تبنّي برامج الولاء حسب مفاهيم دينية وعرقية وحفظ السلام الوطني للبلدان الاجنبية، كالأميركي والبريطاني والفرنسي وغير ذلك.

حتى الانتماء بات عرضة للاجتهاد والاجتزاء!

عزاؤنا لأبنائنا الطلبة ضحايا التعليم العام.

تعليقات

اكتب تعليقك