حول واقع التعليم العالي المتردي.. يتحدث بدر خالد البحر

زاوية الكتاب

كتب بدر خالد البحر 751 مشاهدات 0

بدر خالد البحر

القبس

زاوية حادة- سنشطح بالخيال العلمي قليلاً

بدر خالد البحر



في مثل يوم غد، الأول من أكتوبر 1891، أي قبل مئة وسبعة وعشرين عاماً، أسس جين وليلاند واحدة من أرقى الجامعات في العالم لتنشر الرفاه للإنسانية والحضارة، صنفتها إحدى مؤسسات التصنيف الثالثة على العالم. هذه الجامعة التي تمتلك أكبر حرم جامعي في أميركا، تحتوي على أشهر كليات الطب والهندسة والطاقة والعلوم الاجتماعية، وهي القلب النابض لما يسمى وادي السيلكون المشهور بصناعة التكنولوجيا، فأسست من التابعين لها ومن خريجيها شركات مسؤولة عن تحقيق إيرادات سنوية تصل إلى 2.7 تريليون، أشهرها غوغل وأتش بي ونايك ونتفلكس وانستغرام وسن مايكروسيسيتم، وشركات عملاقة أخرى. إنها جامعة ستانفورد دولة التكنولوجيا، علم وأبحاث واخترعات لا تتحقق إلا بتوافر الذكاء والخلق وحصانة الفكر، وبالأخص لا ابحاث مسروقة ولا شهادات مضروبة.

كيف نعود ونبدأ بواقعنا؟! بوزارة تعليم عالٍ أصدرت رسمياً شهادات مزورة وقائمة جامعات واهية وتدكس آلاف الطلبة فيها، ثم يصير الشخص وزيراً؟ أو بأساتذة أدينوا بتزوير الدكتوراه فأعيدوا ليدرسوا بالماجستير؟ أم دكاترة يسرقون كتبهم من الانترنت، وتتم إدانتهم ثم يتهمون لجنة فحص الكتب بتزوير كتبهم المسروقة؟! أم دكاترة لا يحضرون المحاضرات بمخصصات مالية كاملة؟ أم أبحاث مسروقة؟ أم تزوير جداول دراسية؟ أم هدر المال العام بتفرغ علمي من غير أبحاث برواتب مضاعفة وإجازات لسنوات؟!

نحن سنرجئ الحديث عن التطبيقي، فضرب هذا الميت حلال في مقال آخر، لكن ألا نستحي بأن لدينا جامعة تأسست منذ أكثر من نصف قرن ولم تحصل حتى تاريخه على اعتماد أكاديمي مؤسسي لتتربع قاع قوائم التصنيف؟! ألا نخجل إذا ما تم اختيار مدير في رحلة طائرة خلال حديث مضحك من غير لجان الاختيار؟ هل يجب أن نستحي إذا وجدت ابحاث مسروقة وترقيات مشبوهة؟ هل لنا أن نستحي لجلوس الوافدين على العمادة ونائبها والأقسام العلمية مع توافر كفاءات كويتية يهمشون عمداً؟! هل لنا أن نخجل إذا ترأس وافدون لجان الترقيات والتعيين؟! هل يجب أن نستحي إذا استغنينا عنهم وأنهينا عقودهم ثم يعينون بمناصب أعلى في كليات وإدارات أخرى، بينما أبناؤنا وبناتنا المتخرجون من أفضل جامعات بالعالم كهارفارد لا يعينون أو لا يمنحون البعثات لإكمال الدكتوراه؟! هل لنا أن نخجل إذا حبك تجديد عقود الدكاترة تلقائياً بعد فوات فترة الإنذار لبعض الوافدين؟ هل من الممكن أن نخجل من انفسنا مثلاً اذا ما استولى أحدهم على مخصصات الابحاث ويرحل للعمل في قطر؟ هل يعقل تكديس أعضاء هيئة التدريس من الوافدين وبعض الفصول، طلبتها يعدون على أصابع اليد الواحدة؟!

***

قصة قصيرة من العصفورة: وافدٌ أدين في لجنتي التقصي والتحقيق بأبحاث مسروقة وبتوصية لإحالته إلى النيابة، ولم يُحَل حتى تاريخه، بل صار رئيس قسم وترقى لبروفيسور. وعليه إذا لم يحل إلى النيابة خلال اسبوع من الآن، فهناك جمعية مرخصة من الدولة لمحاربة الشهادات الوهمية المزورة والابحاث المسروقة ستتخذ إجراءاتها. غشت العصفورة.

***

نحذر مدير الجامعة بصفته

***

إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

تعليقات

اكتب تعليقك