لماذا كل هذا الفساد؟.. يتسائل ضاري الشريدة
زاوية الكتابكتب ضاري الشريدة سبتمبر 27, 2018, 10:47 م 1073 مشاهدات 0
الراي
حديث القلم- لماذا كل هذا الفساد؟
ضاري الشريدة
منذ سنوات ونحن نعلم بوجود فساد ومفسدين، وراشين ومرتشين، ومختلسين، ومتحايلين، ومنتهكين... ولا جديد اليوم سوى أن كم الفاسدين أضحى هائلا، ونسمع أو نقرأ عن إحالتهم للنيابة العامة بشكل متكرر وفي أوقات ليست متباعدة، فهل الأمر يكمن في وسائل الإعلام الحديثة التي أتاحت معرفة كل شيء في كل وقت أم أن عدد الفاسدين فعلا بازدياد؟
قد يكون الإعلام الحديث له دور في انتشار ومعرفة كل ما يدور في البلاد وخارجها، ولكن لا يمكن إنكار زيادة حوادث الفساد بشكل عام، من اختلاس ورشوة وتنفيع وتزوير وخلافه، وبالتالي فإن الأمر بحاجة إلى التأمل والمراجعة، ترى ما الذي يحدث في الكويت، ولماذا أموال الكويت أصبحت تهدر وتسرق جهارا نهارا من دون شعور أو اكتراث!
لا يمكن أن أعمم الوصف والاتهام، ولكن معظم المواقع القيادية والإدارية، تم انتقاؤها لأناس معينين، وفق معايير المنفعة والفائدة والمحسوبية والصداقة والقرابة، ويتم الاختيار لأحد ثلاثة أسباب: التنفيع، أو تمرير بعض الأعمال المراد منه تنفيذها، أو وضعه كتمويه وغطاء لعمليات سلب ونهب منظمة تتم من تحت طاولته، إذاً فالمسؤول الذي جيء به إلى منصبه بالواسطة من دون أن يستحق هذا المنصب بشكل فعلي، من السهل عليه أن ينتهك القوانين، وأن يجمع أمواله بالحرام والباطل، وأن يرشي ويرتشي، ويختلس، ويسرق كل ما يمكن سرقته خلال فترة وجوده في منصبه، لأنه من الأساس بلا شرف وبلا أمانة وبلا أخلاق.
فكلما تم الإعلان عن ضبط تشكيل عصابي أو القبض على قياديين بسبب انتهاكاتهم للأموال العامة واختلاسها، نشعر بالإحباط وخيبة الأمل والحزن على هذا البلد، وهو بلا شك مؤشر لتراجع بعض القيم الأخلاقية والوطنية، وكل ما نريده أن يتم تطبيق القانون بكل قوة وصرامة حتى يرتدع غيرهم من الفاسدين والمفسدين.
وخزة القلم:
الناس صنفان... إما ذو نفس غنية وإما ذو نفس فقيرة ونهمة. الفرق أن غني النفس يبقى غنيا بنفسه شامخا حتى وإن كان وضعه المادي محدودا. أما فقير النفس سيبقى نهما شحاذاً على أبواب المال أين ما كان، لا يفكر في حلال أو حرام، ولايفكر في القانون أو مصالح البلاد، هو يفكر بنفسه فقط ويتفنن في كيفية الفوز بالمنفعة المادية، بل ويقبل الظلم والإهانة وكل أشكال الانحطاط مقابل الدينار.
تعليقات