الأبعاد السياسية للقضية الأحوازية.. بقلم ناصر المطيري

النهار

حياد إيجابي- الأبعاد السياسية للقضية الأحوازية

ناصر المطيري

الهجوم الأخيرعلى العرض العسكري للجيش الإيراني في الأحواز والذي تبنته حركة المقاومة الأحوازية وضع القضية الأحوازية على الواجهة السياسية للأحداث في إيران والمنطقة بأبعادها التاريخية والسياسية.

فمنذ انتصار المسلمين على الفرس في القادسية وإقليم الأحواز تحت حكم الخلافة الإسلامية ويتبع لولاية البصرة إلى أيام الغزو المغولي ومن بعد نشأت الدولة المشعشعية العربية واعترفت بها الدولة الصفوية والخلافة العثمانية كدولة مستقلة إلى أن نشأت الدولة الكعبية (1724-1925م) وحافظت على استقلالها حتى سقوطها على يد الشاه بهلوي، ففي عام 1920م اتفقت بريطانيا مع إيران على إقصاء أَمير الأحواز(عربستان) وضم الإقليم إلى إيران حيث منح البريطانيون الإمارة الغنية بالنفط إلى إيران بعد اعتقال الشيخ خزغل الكعبي وبعدها أصبحت الأحواز محل نزاع إقليمي بين العراق وإيران. 

وتتفاعل القضية الأحوازية مع محيطها العربي والإقليمي وتتأثر به وتؤثر فيه باعتبارها جزءاً منه. كما أنها تتفاعل مع أحداث إيران الداخلية وسياساتها وتتأثر بها وتؤثر فيها بحكم واقع الجغرافيا والسياسة المفروضة على الشعب العربي الأحوازي. 

وإنّ عملية استحصال الأحوازيين تحقيق الاستقلال بحكم ذاتي أو فيدرالي ، تترك جملة من الآثار السلبية والمدمِّرة في الدولة الإيرانية. وتدرك السلطات في طهران خطورة استقلال أي من الشعوب والقوميات فيها.

لذلك فإن أي صيغة استقلالية لإقليم الأحواز عن طهران تشكل خسارة إيرانية للضفة الشرقية للخليج العربي، وتحوّل إيران إلى دولة غير جارة لدول مجلس التعاون الخليجية، وبالتالي سنشهد تراجعاً كبيراً في قدرتها على تهديد هذه الدول، كما يشكل ذلك خسارة جزء مهم من الحدود مع جنوب العراق وقطع طرق التواصل مع مناطق نفوذ إيران في العراق وسورية ولبنان.

إذن الهجوم الأخيرعلى العرض العسكري للجيش الإيراني في الأحواز والذي تبنته حركة المقاومة الأحوازية يمكن اعتباره تدشينا لقيام حراك أحوازي سياسي مرشح للاتساع والتطور النوعي بالاعتماد على الاحتجاج المسلح وبموازاة المظاهرات والإضرابات خاصّة في حال توفّر دعم وتبني خارجي للقضية الأحوازية بما يحقق مصالح استراتيجية تهدف إلى إضعاف ايران من الداخل لتحقيق الأمن الإقليمي في منطقة الخليج.