ماذا نصف بلداً لا يعيّن خريجي أرقى الجامعات ويعيّن آخرين شهاداتهم مضروبة؟.. يتسائل قيس الأسطى
زاوية الكتابكتب قيس الأسطى سبتمبر 21, 2018, 10:46 م 704 مشاهدات 0
القبس
«درب الزلق»
قيس الأسطى
لا يختلف اثنان على أن من توّج الراحل الكبير العم عبدالحسين عبدالرضا على قلوب الخليجيين هو رائعة {درب الزلق}، فهذا المسلسل أعطى خريطة طريق واضحة لكل إنسان كان يعمل ليخرب مستقبله ومستقبل من حوله.
لكن المسلسل وأحداثه لا تنطبق على الأفراد فقط، فهناك بلدان اتخذت من نفس خريطة الطريق منهجاً وأسلوب إدارة سيؤديان حكماً إلى النتيجة نفسها، وهي القفز في الجليب أو الغرق في بحر متلاطم الأمواج.
والآن بالله عليكم ماذا نصف بلداً لا يعيّن خريجي أرقى الجامعات، ويعيّن آخرين شهاداتهم مضروبة في أرقى مناصب الدولة؟ والمضحك أن هذه التعيينات تعدت الإطار الداخلي، ووصلت إلى تصدير المضروبة شهاداتهم إلى خارج البلد! بماذا نسمي بلداً لديه ستون ألف جهة رقابية، تستهلك أموالاً كثيرة في الدولة على شكل مكافآت آخر السنة، وسيارات ومكاتب فارهة ومهام رسمية خارج البلد وغيرها، والمؤسسات العالمية تدفع تسويات لكي لا تحاكم على رشى في نفس البلد ذي الستين ألف جهة رقابية، بل إن مجلس الوزراء في هذا البلد أنشأ إدارات رقابة وتفتيش لكي يزيد الطين بلة، فلا تفتيش نفع ولا الرقابة أتت بنتيجة.
بلد ينخر فيه الفساد حتى في دوائر مسؤوليتها الدفاع عن السيرة النبوية وهيئات معنية بطباعة القرآن! بلد بكل هذه المؤسسات ومبانيه الرئيسية تبنى بأسعار مضاعفة إلى أربع مرات، وطائرات تشترى من دون أي فائدة، وأيضا بأسعار مضاعفة، بلد يجول في دواوينه من استولى على الملايين من المال العام، ويمنع فيه من السفر ويلاحق من عليه 5 دنانير فاتورة هاتف نقال، بلد سُرقت تأميناته الاجتماعية، وسيطرت على بعض قطاعاته النفطية مجموعة تضع لنفسها نهاية خدمة فوق نصف المليون، وكأنهم هم من اكتشفوا النفط وأول من نقبوا عنه! بلد تعليمه بالدرك الأسفل يستهوي القاع، حسب كل المؤسسات التي تتبع الأمم المتحدة، جامعته متفرقة على خمسين مبنى.
المشكلة أن هذا البلد لديه مجلس أمة منتخب، وصلاحيات دستورية واسعة، لا يستطيع أن يحاسب أحداً، ومن خرج من الحكومة فقد خرج ليس بفضل النواب، بل لأسباب أخرى.
مجلس البعض فيه لا يستطيع أن يحاسب قيادات أقرباؤهم من الدرجة الأولى متورطون برشى تملأ ردهات المحاكم والنيابة.
نعم للأفراد سلوك يؤدي إلى درب الزلق، فالفرد ليس لديه أجهزة ومستشارون، لكن ماذا عن الحكومات التي تمتلئ ردهات مبانيها بأرقى العطور لمستشارين هيك وهيك.
ويبقى السؤال: عن أي بلد أتحدث؟
سؤال.. مجرد سؤال.
فهل وصلت الرسالة؟!…
آمل ذلك.
تعليقات