العبد الهادي : التجريح أصبح هو الغالب في الحياة البرلمانية الكويتية
محليات وبرلمانإبريل 30, 2009, منتصف الليل 907 مشاهدات 0
نورية السداني افتتحت مقر المرشح ناجي العبد الهادي, وأدلت بكلمتها للحضور الحديث عن مشروع الطبقة الوسطى .. ثم تحدث المرشح عن البرنامج والأخطاء التي حصلت في الحياة البرلمانية الماضيه ، محذرا من أسلوب التجريح الذي أصبح الغالب كما أسرة الأسرة الحاكمة التي أصبحت ماشيت للصحف التي تنقل خلافاتهم معتبرا أن الحكومه هي الطرف الأكثر تقصيرا ، ومبينا أن بالمجلس ومن الأعضاء أيضا تقصير ، وأصبحت لغة الحوار بين بعضهم البعض متدنية ولا ترقى بمجتمع كمجتمع الكويت.
في البداية قالت الناشطة السياسية في حقوق المرآة نوريه السداني كلمة بعنوان عصر الواقعية الذي تحتاجه الكويت أن الطبقة الوسطى في مجتمعنا اليوم تمر بفترة اقتصادية واجتماعية غير مريحة وقد نبهت لخطورة سقوط الطبقة الوسطى في مجتمعنا إذ أنها الكيان الذي يزود المجتمع بالعاملين من المهندسين والأطباء والمعلمين والموظفين وعليها يستند الوطن في مساره المنتج لافته إلى أن اليوم الطبقة الوسطى تعاني من تراجع الخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية وهو المثلث المهم لحياتها واستقرارها النفسي هذا التراجع ليس بسبب نقص الإمكانيات المادية فقد سخر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله المال اللازم لمثل هذه الثلاثية إلا أن العقدة تكمن في قاعدة العمل في هذه المؤسسات من هنا ومن واجبنا كأبناء للطبقة الوسطى الاتجاه لإصلاح هذه القاعدة التي لم ينجح في إصلاحها مجلس الأمة أو مجلس الوزراء طوال السنوات الماضية حتى التيارات انشغلت بالعمل السياسي ونست العمل الإصلاحي لهذا المثلث المهم في حياة كل منا غني أو فقير.
وأضافت السداني أن النقطة الأخرى للطبقة الوسطى وهي في حالة الانحدار للطبقة الفيرة تعاني من نقص في الموارد المالية مما جعلها تبيع مدخراتها البسيطة وتصرف معاشاتها التقاعدية على متطلبات الأبناء الذين كبروا وكبرت احتياجاتهم المعيشية كتسديد أقساط الجامعات الخاصة أو تسديد اقساط سيارات الأبناء لتوفير المواصلات لهم أو تسديد أقساط المساكن مشيرا إلى أن في هكذا حال لابد وأن نتكاتف ونعيد معا ترشيد الدخل النفطي الهائل للكويت لصالح دعم الطبقة الوسطى بحيث نؤمن مستقبلها خاصة بعد النفط وذلك بخلق قطاع استثماري في الخارج والداخل لكل أسرة كويتية مع حملة توعية بأهمية البعد عن المظاهر وترشيد الاتفاق والتوجه نحو الادخار ، ولا بد لنا من التوجه لإنشاء الجامعات الخاصة التي تستقبل سنوي ألاف بأقساط بسيطة تستطيع الأسر توفيرها للأبناء وتساهم بتأسيسها الطبقة الوسطى ذلك أن المدارس الثانوية ستخرج ألاف الطلبة والطالبات هذا العام والأعوام اللاحقة وستزداد معاناة الطبقة الوسطى في إدخال أبنائها للجامعات من هنا علينا التحرك من اجل وقف معاناة الطبقة الوسطى.
وأشارت إلى الحالة الصحية في البلاد التي انتشرت الأمراض الخطيرة فمثلاً مرض السرطان في أوروبا كل مستشفى به قسم خاص بعلاج هذا المرض الخطير فلماذا في الكويت يوجد مستشفى واحد وقد أصبحنا نسمع كل يوم سقوط الكثير من أبناء هذا الوطن ضحايا لهذا المرض الذي أصبح ظاهرة في مجتمعنا اليوم وعلينا توفير الأماكن والعلاج واستقدام أفضل الأطباء من أمريكا وأوروبا وهذا ليس بالكثير على الكويت وأهلها ، كذلك علينا الارتقاء بالخدمات الصحية والشروع في انجاز المستشفيات الجديدة وهذه مسئولية نتشارك بها جميعا حكومة ومجلس أمه ومجتمع.
وأعربت السداني عن حزنها على التعليم الذي قالت أنه يحتاج لنقلة نوعية بحيث يتوجه لعلم الفضاء الخارجي وعلم التكنولوجيا وان نستغني عن تعليم القرن العشرين السائد والذي يجعل كل بيت كويتي لا يستغني عن المدرس الخصوصي والتعليم اليوم بحاجة لقيادات قادرة على رؤية المستقبل لا متوقفة عند الماضي ، قيادات ذات قدرات علمية متواكبة مع العصر بحيث إذا ما توقف النفط فإن أحفادنا سيجدون لهم مكان في قاعدة العمل الدولية لا ان يعودوا لعصر أجدادهم بحارة في السفن او غواصون او عاملون في المهن البسيطة في الخارج قائله أن التاريخ لا يعيد نفسه مع الأقوياء لأنهم هم صناع التاريخ وهكذا نريد ان نكون اليوم صناع لمستقبل أبنائنا وأحفادنا ، صناع أقوياء نخرج من الحاضر للمستقبل وان تكون دولة الكويت عزيزة على الدوام رافة الرأس بشموخ وكبرياء هي وأهلها ولا تمد يدها للمساعدات ولا نحتاج إليها في ظل شعب قمنا بتأهيله وتعليمه لمواجهة اقتصاد المستقبل.
بدورة أكد مرشح الدائرة الانتخابية الثالثة المهندس ناجي عبد الله العبد الهادي في ندوة ألقاها في افتتاح مقرة مساء أمس الأول في منطقة السلام ، أن الكويت تستحق منا جميعا أن نطوي صفحة الماضي ، ونتجاوز الحاضر ، لنفكر بشكل المستقبل الذي نريد ، ومن هنا أتى شعارنا هذا العام ليكون 'اختيارك يحدد مستقبلك' ، فالمستقبل هو الأمل ، والأمم الحية لا تتقدم إلا إذا مضت إلى الأمام ، وطوت صفحة الماضي بآلامه ، والحاضر بما يحتويه من قلق, لتفتح أبوابها أمام المستقبل مؤكدا ان الطبقة الوسطى في الكويت مكون رئيسي للمجتمع ، وتشكل أغلبية في الكويت ، وقضاياها يجب أن تكون نصب أعين الجميع من وزراء ونواب ، وهو ما دعانا إلى تبينها وتضمينها برنامجنا الانتخابي ، خاصة وأنها المعنية بتردي سوء الخدمات العامة ، من صحة وتعليم وكهرباء.
وأضاف العبد الهادي أن حينما قرر الكويتيون وضع دستور للبلد عام 1962 بمباركة من الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم ، اختاروا من بينهم رجالا حملوهم أمانة التمثيل ، فكان أن اختاروا شخصيات وطنية مستقلة لا تنتمي إلا للكويت ، وجاء من بين ثنايا هذه الوثيقه الراقية تنظيم للعلاقة بين السلطتين ، فكان أن طورت الكويت حينما عملت بالدستور ، وتراجعت حينما ابتعدت عنه ، قائلا أن ما يؤسفنا في هذه الأيام أن تتحول الأسرة الحاكمة إلى شماعة تعلق عليها مشاكل البلد ، حتى أصبحت خلافاتها عناوين للصحف ، ومحل شد وجذب بين أفراد المجتمع ، مع العلم بأنها أسرة كويتية ، مثل جميع اسرنا ، لكن من يتحمل مسؤولية الكويت ، هي الحكومة وليست الأسرة الحاكمة ، لكن وسط ما نعيشه يوميا ، نشاهد بألم كيف أصبح التجريح هو الغالب ، وهو ما لم نألفه من قبل ، وتعودنا للأسف على الأستماع لمساس الشخصيات العامة خارج إطار العمل العام ، وهو أمر نرفضه تماما ، لأنه ليس من سمة أهل الكويت.
وحمل العبد الهادي الحكومة الذنب الأكبر ، والمسؤولية التي لم تكن على قدها ، وجعلت أبناء البلد يعانون من تردي ، فهي من جهة كرست مبدأ المحاصصة ، وتحول الوزراء فيها إلى ممثلي لكتل ومجاميع سياسية وطائفية ، وأبتعدنا عن اختيار الأفضل والأكفأ مهنيا ، مقابل اختيار الأكثر نفوذا وتحزبا ، فتحول هاجس الحكومة إلى حماية الوزراء من الاستجواب ، أكثر منه تقديم خطة تنموية تعالج مشاكل البلد مشيرا إلى أن اللوم لا يقع على الحكومة بمفردها بل أيضا نواب مجلس الأمة ، فالبعض منهم قفز على صلاحيات الوزراء ، والبعض الأخر ممن تنصل من مسؤولياته الوطنية ، ولم يوقف المتعدين عند حدهم ، أو يبين لهم خطيئة ما يقومون به ، فانحرفت الممارسة البرلمانية عن أهدافها ، وطغت الشخصانية على الوطنية ، وتحولت قاعة عبدالله السالم إلى ساحة حرب ، يبحث فيها الجميع عن غنائم ، ومكاسب ، وهنا حدث الخلل حينما غابت لغة الحوار وتزايدت نبرة الصراخ وتحولت الحوادث والأخطاء إلى قضايا يتبناها النواب لتسجيل مواقف ترضي ناخبيهم أكثر من إثارتها بغرض حلها ومعالجتها فأخذت تلك الحوادث والأخطاء وقت القضايا الأساسية المطروحة على جدول أعمال المجلس ولجانه.
وقال أن حينما تغيب الأولويات تحدث الفوضى وإذا لم نتفق على برنامج عمل يحقق أهدافنا سنراوح مكاننا لن نتقدم بل على العكس سيكون هاجسنا أن نوقف حالة التدهور التي نعاني منها، وهذه مسؤولية الجميع، نواب ووزراء ومواطنين ومؤسسات المجتمع المدني، فالكويت لنا جميعا، وليست حكرا على تجمع أو فئة أو طائفة أو تيار.
لهذا نحن نطالب بضرورة الاتفاق على رؤية وبرنامج عمل، لتفادي الفوضى السياسية التي نعانيها، وهذا يحتاج أيضا إلى إعادة النظر في نظامنا الانتخابي، فتعديل الدوائر لم يكن حلا كاملا لمعالجة سلبيات الانتخابات ومخرجاتها، بل جاء ناقصا، ونحن نطالب اليوم بتعديل قانون الانتخاب، من خلال إدخال تعديلات عليه، أبرزها إجراء الانتخابات على مرحلتين، تكون الأولى تمهيدية، تعطي فرصا متساوية للجميع، والثانية تفرز الأكثر حصولا على الأصوات، وتدخلهم مجددا في دائرة المنافسة فيما بينهم.
وبين العبد الهادي إن الفوضى الإدارية التي تعاني منها الكويت تسببت بإبعاد الكفاءات عن المساهمة في صنع القرار، وهذا ساهم بشكل مباشر في تردي الأوضاع ومستوى الخدمات، وهو ما يدعنا للمطالبة بإصلاح الحكومة، من خلال اختيار الأفضل، ووضع جدول زمني مع الاتفاق على مبادئ عامة، بعد أدى تسييس العمل العام إلى استشراء الفساد الإداري، والمحاباة في الترقيات ، ونحن حينما نطرح هذه القضية فإننا نقدم لها الحل الذي نراه في إعطاء استقلالية للمحافظات، وإعطاء دور أكبر للمحافظ، بحيث تعمل المحافظة على معالجة المشاكل وتقيّم مستوى الخدمات المقدمة من الدولة في الصحة والتعليم والأشغال، حيث دفع تردي الخدمات بين بعض المحافظات، إلى زحف المواطنين إلى محافظات معينة، وخلق ضغطا على الخدمات، وفي نظام مثل هذا يكون المحافظ هو المسؤول الأول عن أعمال محافظته بمناطقها بما فيها الشكاوى ومتابعها، ومرجعية تكون مباشرة لرئيس مجلس الوزراء.
ولفت العبد الهادي إلى مقدمة حديثه إن لهذة الأشياء فالكويت تستحق منا جميعا طي صفحة الماضي، وأن نتجاوز الحاضر، لنفكر بشكل المستقبل الذي نريد، ومن هنا أتى شعارنا هذا العام ليكون 'اختيارك يحدد مستقبلك'، فالمستقبل هو الأمل، والأمم الحية لا تتقدم إلا إذا مضت إلى الأمام، وطوت صفحة الماضي بآلامه، والحاضر بما يحتويه من قلق وترقب، لتفتح أبوابها أمام المستقبل.
بعد كل هذا، تأتي أهمية الانتباه للمستقبل، فالكويت لا تستحق منا إلا العمل بإخلاص، وأن يعود الكل إلى مواقعهم الحقيقية، لنعمل جميعا على خدمة وطن يستحق أن يعود للريادة على مستوى المنطقة، بما حباه الله من خيرات، وكفاءات بين أبنائه من جميع الفئات والتيارات والطوائف، وديمقراطية تكفل للجميع حقوق والتزامات متساوية، وحريات مسؤولة، توفر مناخا متميزا للحوار، والبحث في الشأن العام والتنافس لخدمة هذا الوطن، الذي لم تزده أزماته إلا صلابة في مواقف أهله والتفافا أكبر حول شرعيته الدستورية، والتي تمثلها أسرة كريمة، تحكم بيننا بالعدل، ودستور يكفل لنا جميعا حياة كريمة، ومؤسسات تعمل على ترجمة كل هذا.
وقال العبد الهادي إن صناعة المستقبل الذي نريد تتطلب منا أن نحسن النوايا، وأن نشارك ونتفاعل مع العملية الانتخابية، متناسين ما نشعر به من إحباط، وإعطاء الحكومة فرصة للعمل، وللنواب مهلة للإنجاز، والاتفاق على الأساسيات والأولويات، وتحديد جدول زمني لتنفيذها، والتسريع في تنفيذ المشاريع التنموية التي تحتاجها الكويت، وهذا لن يكون إلا باعتماد لغة حوار رصينة، وهادئة وجادة، وبعيدة عن التجريح، تربط الوزراء بالنواب، والنواب بناخبيهم، والمواطن بقيادته.
إن علينا اليوم مسؤولية كبيرة، تتمثل بحسن الاختيار، وهو ما طالبنا به سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في خطابه التاريخي الذي أعلن فيه حل مجلس الأمة حلا دستوريا، بعد أن نقل لنا في أكثر من مناسبة، ما يعتصر قلبه من ألم وحسرة على ما وصلت إليه الأمور في الكويت، وناشدنا بخطاب الوالد لأبنائه، أن نعينه على إدارة البلاد، واختيار الأفضل للكويت، بعيدا عن أي انتماء أو توجه.
تعليقات