مسيرة ذهبية.. مبارك محمد العنزي يكتب عن عطاء د. سهام الفريح المتواصل

عَلِمَتْ أن الإنسانَ روح وجسد لا يفترقان ، ففي كليهما كرامة يجب أن تُحفظ، وحقوق يجب أن تُعطى، وحياة كريمة يجب أن تُصان ..

حَمَلَتْ راية الإنسانية، وسارت بها في شتى المنابر لتنشر المبادئ السامية التي جُبِلَتْ عليها من دينها وأخلاقها، وحَمَلَتْ همه كأمٍ تحتضن أبناءها  ..أو كوطنٍ يحتضن الجميع دون تمييز ..

تشرفتُ بالعمل معها منذ ١٥ عام حتى هذه اللحظة ، ولم أرها تتوانى للحظة عن نصرة الإنسان وخاصةً فيما يتعلق بالطفل .

رغم انشغالاتها العلمية والعملية والأسرية والاجتماعية العديدة ، إلا أنها تكرس جزءًا كبيراً من وقتها للقضايا الإنسانية ، ولم تنشغل عنها تحت أي ظرف كان ، حتى أثناء سفرها‫ و‬اجتماعاتها وأوقات إجازاتها ..

بعض تلك المسيرة الذهبية التي لازمْتها  منذ ١٥ عام ، وعاصرت معها المناصب التي تقلَّدتها والتي تزهى بها ، منذ إسهاماتها في قضايا حقوق الإنسان في شتى أرجاء الوطن العربي حين تولّت عضوية مجلس الأمناء ونائباً لرئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان ..

واستمرارهامجدداً كي تبسط كفوف الراحة أمام الإنسان لتقف بجانب قضاياه المحلية جنباً إلى جنب مع المرحوم العم جاسم عبدالعزيز القطامي تقبله الله ، حين أسست معه -ومع نخبة متميزة- الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان ..

ولكي يبرز العطاء بوجهٍ مشرق ، أقدمت على تأسيس الجمعية الوطنية لحماية الطفل ورئاسة مجلس إدارته منذ عام ٢٠٠٦ ، ثم استبسلت ليصبح العطاء على أكمل وجه حين انفردت منذ التأسيس لصياغة قانون يحمي الطفل ، بعد أنْ لاحظت أنّ الكثيرين قد خذلوه وتركوا دمعه ينهدر  دون توفير أسباب الابتسامة .. حتى شاء الله أن نرى جميعاً ثمار جهودها المبذولة ، بقانونٍ يلامس حاجة الطفل ويوفر له الحماية من المخاطر والأذى ..

مسيرة ذهبية ، رُصّعَت اليوم بتتويجها نائباً لرئيس الديوان الوطني لحقوق الإنسان ، لتتولى‫ ‬تلك الحقيبة المليئة بالهموم الإنسانية ، وهي أهلٌ لذلك  ..

حفظها الله ‫و‬وفقها لخدمة البلاد والإنسانية ..

بقلم / مبارك محمد العنزي
المدير الإداري للجمعية الوطنية لحماية الطفل