أين الحقيقة بوضع المطار؟.. يتسائل إبراهيم بهبهاني

زاوية الكتاب

كتب د.إبراهيم بهبهاني 963 مشاهدات 0

د. إبراهيم بهبهاني

القبس

باب هاني- أين الحقيقة بوضع المطار؟

د. إبراهيم بهبهاني


استبشرنا خيراً يوم تدشين مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت، (يوليو 2018) وقيل في حينه انها نقلة نوعية في التنمية، وان التوسعة سيتبعها تطور جديد يلحظ استقبال 25 مليون مسافر بحلول عام 2022.. والأهم أن القائمين على المشروع زفّوا لنا الخبر السعيد، وهو أن التشغيل سيتم يوم 8 أغسطس 2018.

وبالفعل، أقلعت طائرة «الخطوط الجوية الكويتية» من مبنى T4، كما يسمونه يوم 8 أغسطس إلى البحرين، إيذانا ببدء التشغيل، وفي احتفالية إعلامية تم فيها جمع من رجالات الكويت في إطار الترويج والتسويق.. وقلنا لا بأس بذلك، المهم النتيجة.. يومها نسب كلام إلى رئيس مجلس إدارة «الكويتية»، وأيضا يبشّر بأنه ابتداء من 15 أغسطس، أي بعد أسبوع من الافتتاح سيتم تشغيل أربع رحلات تجارية يحدّد وجهتها للعملاء.. وستتم زيادتها تدريجيا حتى تبلغ 92 رحلة يوميا من هذا المبنى، إضافة إلى أخبار كلها تدعو الى التفاؤل وطي صفحة مؤلمة من تاريخ الطيران والتي سنودعها وإلى الأبد، وفق ما أعلنوه على الملأ.

لكن، هل ما سمعناه تحقّق على أرض الواقع فعليا؟.. بعد أسبوع نشر كلام في الصحافة يقول ان هناك مشكلة في مرفق تزويد الطائرات بالوقود في المبنى الجديد.. وما زال العمل جاريا على إصلاح الوضع!.. ونسب في حينه أيضاً تصريح لعضو مجلس الأمة النائب محمد مطير يتهم فيه الحكومة بعرقلة عمل الشركة المنفّذة لمبنى المطار، يتمثّل في عدم إصدار تأشيرات لموظفي الشركة الكورية التي فازت بالعقد.

بعد ذلك، سمعنا ردّاً على تلك المعلومات، وبين «حانا ومانا» ضعنا ولم نعرف الحقيقة كما هي؛ هل تم التشغيل التدريجي لمبنى الركاب الجديد، وهل استقبال كَمْ طائرة للحجاج أثناء عودتهم يعني أن الأمور تجري على ما يرام؟ وما العراقيل والصعوبات التي تحول دون ذلك؟.. وهل فعلاً ان المبنى مجهّز وبالكامل ومستعد لاستقبال المغادرين والقادمين؟.. وما صحة ما يُثار حول عدم القدرة على التشغيل الفعلي وفق ما تم الإعلان عنه؟

لقد أثارت القبس المعاناة التي تواجه المسافرين في المطار، ونشرت تحقيقات ودراسات جيدة، سلّطت الضوء على ذلك المرفق الحيوي والمهم للدولة، وكشفت عن سوء إدارة وتخطيط بسبب افتتاح مبنى المطار الجديد والاحتفال بالافتتاح من دون تشغيله فعليا، ما تسبّب في غضب ورد فعل سلبي تجاه المؤسسات المعنية.

لقد كان الصيف حافلاً بالازدحام والمعاناة بالمطار، وهذا الأمر تحوّل إلى ظاهرة باتت ملازمة لتلك الأشهر والمناسبات؛ تأخير الحقائب لساعات، انتظار طويل ومزعج يجعل الناس ينتقدون ويزداد تذمّرهم من اللامبالاة التي تظهر أمام أعينهم!.. معظم التقارير الصحافية أشارت إلى الفوضى وعدم التنظيم، ونقلوا صوراً حية من داخل المطار، وكذلك معلومات حول اختلافات بتجهيز المبنى الجديد؟

من الصعب تجاهل الحالة التي وصلنا إليها من تردٍّ بالخدمات ومن إهمال بالمراقبة، ومن تعثّر مخيف بالانتاجية واللحاق بركب ما وصل إليه جيراننا، فنحن بتنا بمؤخرة تلك الدول، ومغيّبين عن المنافسة التي تزداد حدة تجعلنا نتحسر ونتألم من الأوضاع التي نحن فيها.

سؤالي كما غيري من المواطنين: لماذا لا يتفضل كبار المسؤولين والشخصيات التي اعتادت على استخدام قاعة التشريفات أن يتواضعوا ويدخلوا المطار ويخرجوا منه كسائر المسافرين، لعل ذلك فيه إفادة حقيقية للوقوف على ما يواجهه هؤلاء الركاب مهما كانت جنسياتهم من مشاكل ومعوّقات وتأخير وبلاوي زرقاء؟ هذا أولاً.. أما ثانياً: فلماذا سياسة التكتّم على المشاكل التي يعاني منها المطار بكل أوجههه والابتعاد عن مصارحة المواطنين والرأي العام؟.. وهل تنفع بعد ذلك تلك السياسة، وفي ظل انكشاف السماوات والفضاء الإلكتروني، وإيصال أي حركة تحدث بواسطة «السوشيال ميديا» من دون حواجز أو موافقات مسبقة؟

مضى شهر أغسطس، ودخل منتصف سبتمبر، والحال لم تتغيّر، وفي كل مناسبة نسمع كلاماً مرسلاً بأن الوضع سيتحسّن، وأننا نسير وفق الخطط الموضوعة، وعندما نقارن هذا الكلام بالواقع نكتشف كم نحن مبتلون بطريقة التفكير هذه.. والله المستعان!


تعليقات

اكتب تعليقك