حول خطة الأوقاف لتوحيد الخطاب الديني .. يتحدث خالد الطراح
زاوية الكتابكتب خالد الطراح سبتمبر 14, 2018, 11:06 م 872 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة- رحلة الأوقاف الجديدة!
خالد الطراح
رفع الستار وزير العدل، وزير الأوقاف، المستشار فهد العفاسي، عن هيكل جديد للأوقاف كما تم الإعلان عنه رسميا، ونشرته صحيفة الانباء (11 سبتمبر 2018)، لكنه لم يتناول قضية في غاية الأهمية، وهي توحيد الخطاب الديني، كما ركز عليه النائب السابق، وزير العدل والأوقاف الأسبق، الأخ يعقوب الصانع، الذي ذكر أن «وزارة الأوقاف تدرس مقترح هيكل تنظيمي لتوحيد الخطاب الديني واستحداث وحدات تنظيمية وفك تشابك بين الإدارات» (1 نوفمبر 2015).
تصريح الوزير الحالي العفاسي ركز على «أن الهيكل الجديد لوزارة الأوقاف جاء لتلبية احتياجات الوزارة في تحقيق رؤية وسياسات خطة التنمية لدولة الكويت، وتنفيذ برنامج عمل الحكومة، وأن الهيكل الجديد تم اعتماده بعد التوسع الكبير في أنشطة الوزارة، وتنوع الخدمات التي تقدمها، وزيادة أعداد المستفيدين منها، ولترجمة رؤية الوزارة ورسالتها وقيمها الواردة في الخطة الاستراتيجية الجديدة».
هناك العديد من الملاحظات التي تستوجب المناقشة، ومن أبرزها توحيد الخطاب الديني والجهة المسؤولة عنه، حيث لم يبين الوزير ضمن تصريحه الصحافي المسهب في تحديد دور كل إدارة ووحدة وقسم، والاختصاصات، بينما لم يتم تناول موضوع توحيد الخطاب الديني، بالرغم من الشكل الموسع للهيكل، وهو ما يتناقض مع خطط تقليص حجم الهياكل الإدارية الوزارية، خصوصا في وزارة يتقاذفها التجاذب الفكري والسياسي على مدى عقود من الزمن.
ويلاحظ شيء من المركزية في الهيكل الجديد، حيث تم تحديد تبعية ثلاث جهات إدراية، كمكتب التفتيش والتدقيق، وإدارة مركز الوسطية، ومكتب التنسيق والدعم الفني، إلى الوزير العفاسي، الذي يتولى أيضا حقيبة العدل، ما قد يضع الوزير تحت الضغط الشديد في متابعة أعمال الإدارات التابعة وشؤون كلتا الوزارتين!
أما التركيز في التوسع في بناء المساجد نتيجة «التوسع العمراني»، كما جاء على لسان وكيل الوزارة ( القبس 11 سبتمبر 2018)، بينما يفترض أن يتم تقليص عدد المساجد، تمشيا مع تعميم وزاري حديث للوزير العفاسي صدر في مطلع أغسطس 2018، عن تشغيل بعض المساجد، وليس كلها لصلاة الجمعة، فضلا عن أن التوسع العمراني في الكويت لا يعني بناء مساجد في كل قطعة من المناطق الجديدة، كما هو الحال حاليا، حيث ينتشر بكثافة لافتة عدد المساجد، وقد تضعف أيضا الرقابة على الخطب والأئمة. كما أن التوسع العمراني في الكويت ليس شاسعا، بحسب مساحة الكويت السكنية والأراضي الفضاء.
رحلة وزارة الأوقاف مع الهيكل الجديد كما بينه الوزير ووكيل الوزارة لم تتناول حجم الاستفادة من «تطبيق معايير النموذج الأوروبي في التميز المؤسسي» كما صرح به وكيل الوزارة في افتتاح ملتقى التميز المؤسسي الثاني الذي عقد في 12 فبراير 2018!
نعود للأهم في الجانب الهيكلي واستراتيجية الوزارة -إن وجدت- لنتساءل عن طبيعة خطط الوزارة وبرامج العمل في توحيد الخطاب الديني وحجم الاستعانة بصناع وصاغة الرأي العام في المجتمع من أدباء وفقهاء وشعراء وإعلاميين وفنانين وجمعيات نفع عام، بخلاف الذي تعمل في المجال الديني والخيري، فقد عانت الكويت وجيرانها من دول الخليج من الغلو والانحراف في الخطاب الديني، وهو تهديد مباشر لأمن وشعوب المنطقة، ما يقتضي الأولوية في العمل الهيكلي والاستراتيجي أيضا، فالشتات الفكري يؤدي إلى تشرذم العمل المؤسسي وبروز التشدد الديني في عقول فتية.
تمنيت أن يتناول الوزير العفاسي بشفافية مقارنة مهنية بين التصورات الهيكلية، بما في ذلك ما تمت مناقشته أثناء تولي الوزير والنائب السابق، الصانع، وما تم إقراره لمعرفة حجم الاختلاف والتطوير!
* * *
على ذمة الراي
نشرت صحيفة الراي، 12 سبتمبر 2018، خبرا مصحوبا بنص تغريدة ضمن تويتر منسوبة للوكيل المساعد للشؤون المالية والإدارية في وزارة الأوقاف م. بدر العتيبي، تحت عنوان «بدر ينفي بدر»، حيث ذكر القيادي في الأوقاف بالنص «بأن الهيكل الجديد للأوقاف وضع ليس لمصلحة الوزارة، وإنما لتصفية الحسابات لولاءات معينة» فيما تم مسح التغريدة بعد 17 دقيقة كما ورد في خبر الراي، ومثل هذا التعليق يحتمل الصواب والخطأ، والأيام القادمة ستبين حقيقة الوضع في رحلة الأوقاف الجديدة.
تعليقات