هشام العوضي يكتب.. مستقبل التعليم مع الإنترنت

زاوية الكتاب

كتب د. هشام العوضي 845 مشاهدات 0

د. هشام العوضي

القبس

مستقبل التعليم مع الإنترنت

هشام العوضي


قبل 37 سنة كتب إيفان إيليش كتابا مثيرا للجدل de-schooling هاجم فيه المدرسة وهاجم فكرة أن يتعلم الناس من خلال المؤسسات التعليمية الرسمية. وقال إن التعليم ممارسة تهدف إلى تنوير الانسان، وأية مؤسسة تعليمية رسمية لن تهدف إلى تحرير الانسان وإنما إلى تطويعه. وفي مقال، تنبأ كاتبه بانتهاء دور المعلّم في المستقبل، لان التعليم سيكون عبر تفاعل الطلبة مع برامج الكمبيوتر التعليمية المتطورة.

ولم تعد المسألة في أوطاننا ما إذا كانت مؤسساتنا التعليمية تحرر الانسان أم تقيّده، وإنما ما الذي ستعلّمه في عصر أصبحت فيه المعلومات متوافرة على الانترنت وبالمجان؟ فلم تعد المدرسة، كما كانت قبل 37 سنة، هي الرافد الوحيد لتكوين ثقافة الفرد، وإنما معها روافد تنافس سلطة الحكومة على بناء عقلية الانسان، مثل الفضائيات ووسائل التواصل، ويوتيوب.

ولا اتفق مع ايليش أو مع من يقولون ان دور المعلم او المدرسة قد انتهى، وهذا بشرط أن يتطور دور المدرسة، فلا يصبح مقتصرا على توفير المعلومات، وإنما تطوير المهارات بحيث يستطيع أن يتعامل الطالب مع المعلومة، ويعرف كيف يوظفها عندما يتخرج، ويتوظف. فلا ينبغي على الجامعة أن تكون مجرد مؤسسة مانحة لـ«شهادة» تشهد أن هذا الانسان قد تعلم، بالمعنى المعلوماتي للكلمة، ولكنه بأنه «ماهر» أو skilled في التعامل مع المعلومات التي تعلّمها.

وهناك أكثر من 60 مهارة حياتية يطلق عليها تسمية soft skills «المهارات الناعمة» اعتقد من الواجب أن تطورها كل مؤسسة تعليمية كي يكون الطالب مواطنا صالحا، وهي: المرونة، والقيادة، والابتكار، والاعتماد على النفس، والاستقامة، والأمانة، والتعاون والعمل مع الفريق، والقدرة على التكيّف، واحترام القوانين، واحترام المواعيد، والتعامل الراقي مع الزملاء، والحد الأدنى من معرفة قواعد الرياضيات والنحو والتعبير، ومهارات الكتابة والمحادثة، ومهارة الاستماع والمظهر اللائق، والالتزام، ومهارات تحفيزية، والرغبة في التعلم، والقدرة على حل المشكلات ومواجهة التحديات، واستخدام القياسات والآلة الحاسبة والحاسوب، ومهارات التفكير الناقد أو المبدع، والمصابرة والبقاء في المهمة إلى حين انتهائها، والاتقان، والمبادرة، والرغبة في الإنجاز.

تعليقات

اكتب تعليقك