نواب الرابعة والخامسة 'سوبر ستار'

محليات وبرلمان

أصحاب مواقف، يمررون المعاملات، يواصلون الناس، ويعارضون الحكومة!!

1835 مشاهدات 0

(صورة أرشيفية)

يقوم المرشحون هذه الأيام بجولات مكوكية على دوانيات المناطق التي تتبع لدوائرهم، بغية الحصول على أصوات مؤيدة من هنا أو هناك، والعديد منهم يطرحون أفكارهم وبرامجهم الانتخابية علها تقنع رواد الدوانية، وبالتالي يكسب ودهم ورضاهم وأصواتهم، وفي كثير من الأحيان يتعرض المرشح لهجوم قاس خاصة ان كان نائبا سابقا، فهذا يلومه على عدم طرحه قضية معينة، وآخر يوجه له لوما لاذعا على سكوته عن قضايا أخرى، ولابد للمرشح أن يستقبل جميع الآراء بصدر رحب سواء المرضية أو غير المرضية، لأن عامل الوقت مهم وليس من المقبول أو المعقول الدخول في نزاعات مع أحد الأطراف مهما كانت الأسباب.
ونظرا لزيادة أعداد الدواوين في الدائرتين الرابعة والخامسة في الخريطة الانتخابية، فقد يعاني المرشح الأمرين لإرضاء أكبر عدد من الناخبين في هاتين الدائرتين، وعلى الرغم من تجول المرشح بين 20 الى 25 دوانية باليوم الواحد، ناهيك عن واجب تادية واجب العزاء والمشاركة بالأفراح، يجد نفسه آخر اليوم أمام كم آخر من الدوانيات وكأنه لم يزر أحدا، والمضحك في الأمر أن المرشح يدعا لحفل غداء أو عشاء بأكثر من دوانية في اليوم الواحد، وليس بإمكانه عدم تلبية أحد الناخبين خوفا من فورة غضبه، فتجده يتناول طعام الغداء أو العشاء عدة مرات في اليوم عند كل واحد منهم، فتخيل حجم المعاناة التي يشعر بها المرشح، لاسيما وأن الولائم في هذه الدوانيات عادة ماتكون (مفاطيح) أي خروف بأكمله، ولايستطيع المرشح الجلوس على المائدة أقل من عشرة دقائق لأن العادات والتقاليد والسلوم عند غالبية القبائل، تنص على أن جميع الضيوف لايقومون من الوليمة إلا بعد قيام المحتفى به، والذي لابد منه مراعاة الوقت بالجلوس لوقت كاف لكي يتمكن الضيوف من تناول العشاء أو الغداء على راحتهم.
أضف الى ذلك الكم الهائل من المعاملات التي يبتز بها المرشح من الناخب نظير الأصوات، خصوصا خلال هذه الفترة الحساسة من الزمن، فالكثير يجدون أنها الفرصة المواتية لإنهاء معاملاتهم قبل أن يحالف الحظ المرشح والذي غالبا لاتراه الا ماندر بعد وصوله الى قبة البرلمان، ناهيك عن كثرة أعداد الناخبين الذي يرتادون ديوانه بعد نجاحه، حيث يتلقى النائب عادة مابين 1000 الى 1500 من المعاملات شهريا، موزعة على جميع وزارات ومؤسسات الدولة الخاصة منها والعامة.
الوضع في الدائرتين الرابعة والخامسة صعب جدا، فالناخبين يريدون من النائب أن يكون سوبر ستار، معارض وينجز المعاملات ويتواصل مع الناس ويشرع القوانين ويراقب الأداء الحكومي، ومن المستحيل أن تتوافر هذه المواصفات بالنائب الا ماندر، لذلك تجد أن التغيير كان سمة من سمات هذه الدوائر منذ ان كانت موزعة على 25 دائرة، وهاهي الآن قد لاحت بوادر التغيير بعدما انتهت جميع الفرعيات، والتي أسفرت عن سقوط بعض النواب، ووصلت نسبة التغيير في الدائرتين الى 50 % قبل موعد انتخابات مجلس الامة 2009 في السادس عشر من مايو المقبل.
ويبقى السؤال الذي يبادر الأهان، هل تتم نسبة التغيير على وضعها الحالي، أم أنها ستزيد؟!
الأيام المقبلة كفيلة على اجابة هذه السؤال وماعلينا سوى الانتظار.  

الآن - تقرير: المحرر البرلماني

تعليقات

اكتب تعليقك