كنا أصحاب حق وجعلونا أصحاب سوابق كنا نريد بناء وطن فهجرونا - محمد البليهيس يكتب عن قضية دخول المجلس

زاوية الكتاب

كتب محمد البليهيس 3686 مشاهدات 0


يقول جوروج أورويل ان كان هناك أي معنى للحرية ، فهو ان تملك الحق في اخبار الناس ما لا يريدون سماعه.
قبل شهر تحديداً بعد مضي شهر على حكم قضية دخول المجلس كتبت مقال بعنوان أما بعد وادهشتني كمية التفاعل مع ماطرحته في المقال مما دفعني أن اعيد الكتابة بهذا السياق
ان طبيعة النفس البشرية عندما تستبد بها الأهواء حتى يصل بها الحد إلى اقتراف الجرم ان تتذرع بصحة فعلها متعللة بأي سبب تراه أمامها وان لم يكن مقنعاً حتى بالنسبة لها ولكنها سيكولوجية المخطأ الدفاعية وهذا ما مارسته السلطة إزائنا في قضية المجلس لتسبغ على رذائلها لباس الفضيلة
الله يعلم والناس تعلم والكل يعلم بأن الظلم الذي مورس علينا في هذه القضية فاق أي ظلم
كنا أصحاب حق وجعلونا أصحاب سوابق كنا نريد بناء وطن فهجرونا.
لن أتحدث عن نفسي لكي لاتكون بمثابة تزكية للنفس ولكني أجد نفسي مجبر من باب انزال الرجال في منازلها أن أتحدث عن صحبي في المهجر
ان هوؤلاء المهجرون من أنبل وأشجع من في الكويت وكل واحد منهم كان أمامه بالتأكيد العديد من الخيارات في الحياة أفضل بكثير من السجن. المتقدمون في السن كان بامكانهم قضاء حياة هادئة سعيدة بعيدا عن المشاكل بل ماهو أكثر من ذلك كان من الممكن أن يتقلدوا أعلى من المناصب ولم يكن مطلوبا منهم سوى أن يصمتوا والشباب كان بامكانهم الاهتمام بمستقبلهم الشخصي وتكوين أسر هانئة كأي شاب وينصرفون لشؤونهم الخاصة ولن يلومهم أحد على ذلك في ظل المقاومة الوحشية التي مورست عليهم. لكنهم جميعا اختاروا الدفاع عن الحق والركون للعدل. كانوا يعلمون صعوبة الطريق الذي اختاروه والثمن الباهظ الذي سيدفعونه لمواقفهم لكنهم لم يترددوا وضحوا بحريتهم إيماناً منهم بضرورة مواجهة كل من مس هذا الوطن بسوء
فلذلك سيذكر التاريخ جملة واحدة فقط أنهم #أبطال_لامجرمون رغم أنف المضللين
اذا التقيت بأي شخص في الكويت هذه الأيام بأي مكان فانه غالبا ما يشكو إليك سوء الحالة التي تعشيها الدولة على كل الأصعدة ثم يوجه نقدا شديدا للحكومة لكنه عندما يرى شباب نبيل و شجاع وشخصيات مرموقة محترمة يتم القاؤهم في السجون او يهجرون قصراً لأنهم يدافعون عن حقوقه ستجده يلزم الصمت ولا يتضامن معهم
فتزداد الأمور سوءاً بدلاً من أن تحل
ان التضامن مع معتقلي الرأي هو الذي يحمينا من بطش السلطة وهو المخرج لكل هذه الآلام فلا يضام مجتمع دافع عن من دافع عنه
قبل فترة التقيت بأحد الأصدقاء فبادر بشكل عفوي ناصحاً بأن (اعتذروا وخلوا الأمور تنحل) فأجبته بسؤال
نعتذر لمن ؟وعلى ماذا نعتذر؟
أأعتذر لأني خرجت محتجاً على القبيضة؟
أأتاسف على اعتراضي على الراشي والمرتشي؟
إن ميزان الحق واضح وان اختلت موازين القوى
وان حاولت الحكومة عبر بروباغنداتها الإعلامية تغييب قضيتنا عبر اثارتها لتوافه الأمور لتوجيه الرأي العام إلا أنها ستكون القضية الأهم وكل القضايا تتضاءل بل تتلاشى أمامها فعند حريات الشعب تسقط كل القضايا وستكون مسطرتنا الوحيدة بالتعامل مع كل الأطراف بالمستقبل في تعاطيهم مع هذه القضية.
استعرضوا اسماء من تم الحكم عليهم وهّجروا استعرضوا مواقفهم أنتم تعرفونهم جيداً فهل تستحق هذه الوجوه ما يحدث لها !

أما ما أود قوله لمن يهمه الأمر:

لاتطمعوا ان تهينونا ونكرمكم
وان نكف عنكم الأذى فتؤذونا

تعليقات

اكتب تعليقك