استهتار بأرواح البشر.. يعقب ضاري الشريدة عن هروب أسد من أحد الجواخير

زاوية الكتاب

كتب ضاري الشريدة 645 مشاهدات 0

ضاري الشريدة

الراي

حديث القلم- استهتار بأرواح البشر

ضاري الشريدة


حادثة هروب الأسد من أحد جواخير منطقة كبد، كانت قبل فترة مثاراً للسخرية والضحك لغرابة منظر الأسد في شوارع الكويت. وقبل ذلك حدث الكثير من الحوادث المماثلة، كوجود حيوانات مفترسة بشكل مفاجئ بين الجواخير أو المزارع وحتى المناطق السكنية، أسود ونمور وفهود وثعابين وتماسيح لدى البعض، فما هو الهدف وما هي الرسالة يا ترى؟

قد يكون الأمر تأثراً ببعض الشخصيات المشهورة باستئناس وتربية مثل هذه الحيوانات الخطرة، ولكن هذه الشخصيات في الواقع تتمتع بظروف بيئية واجتماعية مختلفة تماما، وقد يكون الأمر مجرد شعور باكتساب القوة تماما كحمل السلاح، وفي النهاية مهما كانت الدوافع والظروف، هي هواية يكتنفها الكثير من الاستهتار بالنفس وأرواح الغير، لأنها تمارس من غير أصول أو أي تهيئة لازمة.

فقد منحت الدولة الجواخير والمزارع لغرض محدد ومعلن، لتربية الماشية والوصول إلى حد سد الحاجة المحلية، إلا أن الأمر خرج عن السيطرة وبعلم الحكومة نفسها وسكوتها حيال ما حدث في كبد وغير كبد، بيع وشراء بأسعار مجنونة، ولا وجود للحيوانات التي تخدم وتشبع السوق المحلي إلا ما ندر، كل ما هنالك أصبح عبارة عن سمر ومتنفس للشباب والعائلات، وفقد السبب الذي من أجله تم توزيع هذه الجواخير، والآن وصلنا إلى حد الاستهتار والاستهانة بأرواح البشر، وأحدهم قام بعمل بحيرة صناعية في مزرعته المملوكة للدولة، ليملأ البحيرة بالتماسيح الكبيرة والقاتلة!

لا أريد الخوض في مشكلات المزارع والجواخير، بل أردت الحديث عن دور الجهات الرقابية والتشريعية حيال مربي الحيوانات الخطرة، ولكن الموضوعين ارتبطا ببعضهما البعض، ولا بد من وجود إجراءات عقابية لمن تثبت تربيته لحيوانات خطرة أو سامة، على أن تبدأ تلك الإجراءات بمنع استيراد تلك الحيوانات وعدم السماح بدخولها للبلاد، وإخضاع من يحاول إدخالها للمساءلة والمحاسبة القانونية.

في النهاية، أتمنى أن يكون هناك تحرك نيابي أو حكومي جاد، من أجل الحد من انتشار هذه الظاهرة السخيفة التي تحولت إلى خطر داهم يهدد أرواح الأهالي والناس، في المناطق السكنية والزراعية وغيرها، وتكفينا مصيبة الكلاب الضالة التي تنتشر بقوة في معظم المناطق وحتى الآن لم نر أي حلول لها.

وخزة القلم:

فاسد يدافع عن شريف، وشريف يدافع عن فاسد، شريف يهان ويحاسب، وفاسد يبرز ويكافأ... ولم نعد نفرق بين هذا وذاك!

تعليقات

اكتب تعليقك