الثورة السورية في طور كتابة مشهدها الأخير .. هكذا يرى زايد الزيد

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 3518 مشاهدات 0

زايد الزيد

النهار

الخلاصة- إدلب.. المشهد الأخير

زايد الزيد


عاشت المنطقة، في الأيام الأخيرة - ولا تزال - لحظات عصيبة للاجتماع المرتقب 7 الحالي بين طهران وموسكو وأنقرة، وهو الاجتماع الذي سيبحث الشأن السوري وتحديدا المشهد في مدينة ادلب السورية، وهي مدينة تقع على مقربة من تركيا من جهة، ومن جهة أخرى بالقرب من قاعدة روسية عسكرية متمركزة في اراضي سورية، وتكتسب هذه المدينة اهمية بالغة تتمثل في كونها المدينة الأخيرة تقريباً خارج سيطرة النظام السوري الذي أعاد سيطرته على العديد من المدن المهمة ومنها الاستراتيجية بدعم واسع من الروس، فكيف سيكون المشهد في ادلب؟

ابتداءً، المشهد تضمن تحذير الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا رئيس النظام بشار الأسد قبل أيام من أنها لن تتسامح مع استخدامه لأسلحة كيميائية في ادلب، وقابل ذلك رد من روسيا بعدم التدخل، وهذا الأمر يشكل مشهداً تصادمياً بين الطرفين (الغرب والروس)، وهما طرفان لطالما ابتعدا عن التصادم على ارض سورية مراعاة لمصالحهما المشتركة، ولكن اليوم يبدو المشهد اكثر تصادمياً، فادلب بلا شك تمثل ممر عبور آمناً للأميركان للتنقل في شمال سورية، علاوة على ان ذلك يمثل لها طريقا لتدريب الفصائل الكردية في مناطق متعددة وهي فصائل تطالب بحكم ذاتي، ومؤخراً فتحت باب المفاوضات مع النظام السوري بشأن ذلك، وأما تركيا فتبدو في وضع صعب وحرج للغاية ما بين رفض التدخل الروسي لدعم النظام بمساعدة ميليشيات مسلحة وانتهاكها لأبسط قواعد الانسانية، وما بين محاربتها للارهاب الذي طالما عانت منه.

وأمام هذه المعطيات والوقائع، بات بشكل جلي ان الثورة السورية مع دخول عامها الثامن مطلع العام المقبل، تكون في طور كتابة مشهدها الأخير، وهي الثورة النقية التي قامت ضد الظلم والطغيان، ثم ما لبثت ان دخلت المصالح الدولية وتقاطعاتها لتبعثر هذه الثورة وتُعين النظام على جرائمه بشكل أو بآخر، حتى لا يكتب التاريخ ان هناك ثورة مدنية في منطقة الشرق الأوسط قامت ونجحت فعلياً، ولكن بلا شك التاريخ لن يرحم كل من عاون النظام في جرائمه، وكل من أدلج هذه الثورة لمصالح آنية لصالح طرف على حساب آخر، ولا عزاء للشعب السوري المنكوب.

تعليقات

اكتب تعليقك