من يتذكر هؤلاء؟.. يتسائل إبراهيم بهبهاني عن تكريم شهداء الكويت

زاوية الكتاب

كتب د.إبراهيم بهبهاني 1319 مشاهدات 0

د. إبراهيم بهبهاني

باب هاني- من يتذكر هؤلاء؟

د. إبراهيم بهبهاني


أثبتت وسائل التواصل الاجتماعي أن لديها القدرة على سرعة نشر الخبر، والإعلام الالكتروني الجديد كما يسمونه أصبح حاضراً وفاعلاً، وهو كما حال أي وسيلة سلاح ذو حدين.. المهم كيف تستخدم هذا السلاح، ومن النادر أن تمر لحظات في حياتك من دون أن تنقل لك تلك الوسائل حدثاً أو قضية وفي أي مكان بالعالم.. غاية الامر أنك تفاجأ احيانا بأن ما تقوله في حوار موسع مع إحدى القنوات التلفزيونية يتم اقتطاع فكرة أو جملة من الحوار لتسري بين الناس كالنار في الهشيم، وباستطاعة انستغرام أو غيره أن يصل إلى ملايين البشر وهو ما لا تقدر عليه محطة التلفزيون أو حتى صحيفة.

وصل إليّ مشهد عبر الواتس اب اظهر فيه بلحظة حزن وبكاء لم أتمالك نفسي عندما سألني مقدم البرنامج عن الشهيدة سميرة معرفي وأعمالها البطولية… توقفت أمام صاحب حساب انستغرام واستعرضت محتوياته، وإذ بي أمام مجموعات من الصور والأحداث التاريخية المرتبطة بالغزو، وهي عبارة عن توثيق قصص شهداء الكويت وذكريات الغزو الغاشم وبطولاتهم والمقاومة الكويتية، وفعلا وقعت عيناي على صور نادرة احببت أن أشرك القرّاء بها: q8war-1990… كتب احدهم تعليقا على المشهد «إن اللقاء التلفزيوني مع الدكتور الصامد يبدو متأثرا بذكرى البطلة التي شاركته الكفاح الوطني أثناء الغزو».

والأسيرة الشهيدة البطلة سميرة معرفي قامت بجهد بمساعدة أفراد المقاومة والجرحى منهم مع المواطنة سميرة الشراح، ومشاركتي في تصوير الجثث للمواطنين الذين تم تعذيبهم في مستشفى مبارك ونقل الأسلحة والقنابل إلى أن تم اعتقالها وتعذيبها ونقلها الى المعتقلات، ومن ثم إلى سجون العراق، فغيبتها الأقدار عن وطنها.

حقاً كانت وستبقى رمزاً من رموز الفداء والفخر لنا جميعا، ولكن ما آلمني حقاً هي التعليقات المصاحبة وفيها حسرة على ما نعيشه وما تتعرض إليه البطلات اللواتي قدمن أغلى ما يملك المرء للوطن، والسؤال على ألسنة هؤلاء لماذا هذا الاهمال والتهاون في علاجهم في حين أن اصحاب الواسطات يسفرونهم سياحة على حساب وزارة الصحة هم وأهلهم؟

قرأت كلمات ذات حس وطني صاف، تقول إحدى المشاركات بالحوار المسجل «دكتور إبراهيم ونعم الرجال هو وزوجته بنت عبدالسلام، المهم ما كان فيه شيعة ولا سنة، وهذا اللي خلانا نتّحد. أما الحين، فلا ترى غير الحسد والحقد، وصار الصيت حق الفاشنسات، خربوا الدنيا والقيم والأخلاق ويودونهم من ديرة إلى ديرة. أما من ضحى حتى علاج لم يعالجوها»… حقا لم يكن عند أهل الكويت التفرقة التي دخلت علينا لتعبث بتعايشنا.

ما أودّ أن أقوله: إن الذين ضحوا بأعمارهم يتم تجاهلهم وما ظل عوير ولا زوير إلا ورزوه؟.. لقد سبق أن تناولت موضوع من يستحق التكريم ولكن لا حياة لمن تنادي، أليس عيباً ألا يقلد هؤلاء بأوسمة تقديراً لتضحياتهم؟.. أليس عيباً ألا يتم الالتفات إلى أوضاعهم وتركهم للقدر؟

رحم اللَّه شهداء الكويت واسكنهم فسيح جناته، وأعان اللَّه من ضحى وأعطى ولم يلق التقدير من حكومته.

تعليقات

اكتب تعليقك