مَن يغرق مع ترامب.. إذا غرق؟.. يتسائل مبارك فهد الدويلة
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة أغسطس 25, 2018, 10:55 م 4186 مشاهدات 0
القبس
مَن يغرق مع ترامب.. إذا غرق؟
مبارك فهد الدويلة
عاصرت فترة «ووترجيت» بين عامي 1973 ـــــ 1974 عندما كنت أدرس في الولايات المتحدة الاميركية، وهي الفضيحة التي أسقطت الرئيس الاميركي نيكسون عندما تجسّس على الحملة الانتخابية للحزب الديموقراطي!
وما أشبه الْيَوْمَ بالبارحة!
ها هو الرئيس ترامب يواجه اعترافات أقرب مساعديه بالحملة الانتخابية، والتي تكشف فضائح سوء سلوك هذه الحملة وإساءتها للخصم المنافس واستعمال المال السياسي بطرق غير مشروعة، ناهيك عن بعض القضايا اللاأخلاقية المصاحبة لهذه الحملة! ما يجعل محاكمة قضية عزله أمراً حتمياً!
العالم كله يترقّب ما سيحدث في المقبل من الأيام لهذا الرئيس، الذي أشغل العالم وأزعجه بتصريحاته اللامسؤولة، وبقراراته المتضاربة والخالية في كثير منها من الحكمة والموضوعية، ونحن العرب وأمة الاسلام جزء من هذا العالم ونترقّب، كما هم يترقّبون، ليس لأننا ننتظر أن يأتي رئيس يحابينا أو يراعي مصالحنا، أبداً فلن يأتي إلى البيت الأبيض الا من يقدم مصالح اسرائيل على مصالح أميركا نفسها، لكننا نتأمل في أن يكون أقل سوءاً!
اليوم تزداد أهمية تسارع الأحداث في واشنطن عند بعض الذين يربطون مصيرهم ومصير مخططاتهم بوجود ترامب من عدمه!
أوروبا تتمنى زواله بسبب سياسته معها في قضايا الاتفاق النووي مع ايران وفِي حلف شمال الأطلسي، والصين تتمنى اقالته بسبب سياساته الاقتصادية المتهورة ورفع الضرائب على صادراتها لأميركا، وكذلك تركيا التي تحمّل واشنطن مسؤولية محاولة الانقلاب الفاشلة!
أما نحن العرب فننقسم الى قسمين؛ قسم يرى أن ترامب جاء لينهب أموال العرب، وبالذات دول الخليج، وأنه اذا استمر في سياساته المعلنة فسيؤدي الى افلاس بعض دول الخليج النفطية، ولعل أقرب مثال لهذه السياسة مطالبته دول الخليج بتحمّل تكاليف تواجد القوات الاميركية في سوريا وإعادة إعمار ما دمّرته الحرب! وكلنا نعرف أن الدمار الذي نشاهده في المدن السورية نتيجة البراميل المتفجّرة التي تلقيها قوات النظام على المدن والاحياء السكنية، وما يتبقى منها يدمره الطيران الروسي أثناء قصفه المتواصل للمدن! وكان الأولى أن يطالب موسكو بإعادة إعمار هذه المدن! أما القسم الثاني فهو يعتقد أن هذا الـ«ترامب» هو الأنسب له ولمخططاته في المنطقة، وأنه لولا الضوء الأخضر الذي حصل عليه من واشنطن لما تمكن من اعادة المنطقة الى المربع الأول واثارة القلاقل والاضطرابات من جديد للمنطقة، بعد أن هدأت نتيجة سقوط الكثير من أنظمة القمع الدكتاتورية! لذلك، تجد هذا النوع من البشر لا يتمنى غياب شمس ترامب، فغيابه يعني غياب هذه الأنظمة التي عاثت في الارض فساداً، وغرقه مقدمة لغرق هذه الرموز معه، مع انني شخصياً أعتقد أن نائب الرئيس الاميركي الذي سيحكم في حال عزل الرئيس هو يهودي الهوى والميول!
الحمد لله ان ترامب نصراني، وإلا لخرج علينا من أبناء جلدتنا من يعترض على انتقادنا لسياسة العم ترامب بحجة انه ولي أمر مثلاً!
ما أكثر من سيغرق مع ترامب، ويومئذٍ سيُهزم الجمع ويولون الدبر!
تعليقات