نحن في حالة حرب حقيقية مؤجلة بسبب اللعب بالطائفة والسلاح.. برأي مظفر عبد الله
زاوية الكتابكتب أغسطس 18, 2018, 10:48 م 780 مشاهدات 0
الجريدة
مسألة الشعور بالأمان
مظفر عبد الله
أول العمود
ماذا لو اعتمدت مؤسسات الدولة فكرة إهداء كتاب للمتدربين في الدورات لديها بدلا من الدروع التي نعرف مصيرها بعد ساعة أين تكون.
***
إذا اعتبرنا أن عام 1980 هو عام انطلاق الحروب المدمرة في الخليج العربي، والتي دُشنت بحرب عراقية إيرانية دامت 8 سنوات وانتهت عام 1988، وما تلاها من غزو العراق للكويت 1990 وحرب تحريرها عام 1991، وصولا إلى الغزو الأميركي للعراق واحتلاله وسقوط صدام حسين عام 2003 وانتهاء الاحتلال رسميا في 2011 فسنجد المحصلة التالية:
أن منطقة الخليج تتصف بشيئين رئيسين هما: الغنى الكبير بالبترول مقابل ضعف الآليات الإقليمية الضابطة للأمن فيها، ورغم كل الكوارث البشرية التي أنبأت بها نتائج تلك الحروب فإن أي تكتل في المنطقة لم يتخذ رد فعل يساهم في تنمية فرص العيش في سلام بين دوله.
فهذه المنطقة بلغت من خطورة العيش فيها مبلغا ربما لم نعد قادرين على تمييزه بشكل جيد، بسبب الانشغالات الآنية في إطفاء الحرائق الصغيرة بين دوله، أو بسبب التدخلات الدولية فيه.
نحن لم نعِ خطورة موت مليون إنسان في حرب العراق وإيران حتى اليوم، وأكثر من 100 ألف قتيل بسبب غزو الكويت، وأكثر من 150 ألف قتيل في حرب غزو العراق، والتدمير البيئي الذي طال الكائنات وصحة البشر، ومئات مليارات الدولارات التي صرفت على الحروب والأسلحة (مثال 1300 مليار دولار فقط على غزو العراق عام 2003).
ما يجعلنا مخدوعين بالسلم المؤقت هو ضبابية الرؤية لدينا، تماما كما كنا نعتقد أن صدام حسين لا يمكن أن يغامر باحتلال دولة مستقلة، لكن حدث أنه احتل الكويت أمام الملأ وبدم بارد.
السؤال هنا: من يضمن ألا يحدث عندنا ما حدث من كوارث بشرية واقتتال مرة أخرى كما حصل في دول إفريقية، وأوروبية شرقية، وأفغانستان وغيرها من المناطق، ومن يراهن على أن البترول ضامن للأمن؟ وهو لم يكن في يوم كذلك بدليل أن 31 عاما (1980–2011) تخللتها 3 حروب طاحنة كان النفط أحد مسبباتها!
نحن في حالة حرب حقيقية مؤجلة ربما في هذه المنطقة بسبب اللعب بالطائفة والسلاح وتحفيز منصات البغض والكراهية بين شعوب المنطقة، ويوازي ذلك خطورة أن دول المنطقة الثماني لم تقتنع أن ثمة ضرورة لتحفيز السلام فيما بينها، ومن ذلك اعتماد التفاوض الحقيقي ونبذ مسببات الحروب ومعالجة آثار الكوارث الثلاث التي ذكرناها آنفاً، ولا نستثني هنا الأوضاع في اليمن الشقيق أيضا والتي كان لإيران يد طولى في زراعتها ورعايتها حتى اليوم، وما نتمناه أن تتكرر جهود السلام من جميع الأطراف لوقف نزيف إخواننا هناك.
تخيلوا معي أن أي دولة على ضفتي الخليج لا تملك مركزا لدراسات السلام بعد موت كل هؤلاء البشر في الحادي والثلاثين عاما التي حددنا زمنها.
تعليقات