محمد عبدالقادر الجاسم يرى أن هناك تذمرا من الوضع السياسي برمته، وأن اليأس من إحداث تغيير في مسار الدولة يتصاعد، داعيا إلى التغيير الإيجابي

زاوية الكتاب

كتب 596 مشاهدات 0




منطقة خضراء 
الإرادة الجماعية 
 
كتب محمد عبدالقادر الجاسم

من المعروف أن الأجواء الانتخابية لا تسخن إلا مع انطلاق ندوات المرشحين، أما قبل ذلك فعادة ما يتفشى جو الإحباط ويعبر الناس عن مللهم وعن عزوفهم عن التصويت. وأيا كان الاختلاف بين أجواء الملل الحالية وبين تلك الأجواء المعتادة، فإنه من الواضح بالفعل أن هناك تذمرا من الوضع السياسي برمته في مختلف التوجهات، وأن اليأس من إحداث تغيير في مسار الدولة يتصاعد، ومن هنا لابد من القيام بخطوات مهمة لا تكون غايتها رفع نسبة المشاركة في الانتخابات فقط، وإنما السعي إلى منع شيوع اليأس وتحكمه في المزاج العام.
وعلى الرغم من تفهم الأسباب التي يتداولها الناس، فإنه لا يكفي أن الإعلان عن استيائهم من أداء مجلس الأمة.. ولا يكفي التعبير عن رغبتهم في الامتناع عن المشاركة في الانتخابات.. ولا يكفي توجيه الغضب نحو الأعضاء السابقين لمجلس الأمة أو نحو الديمقراطية.. إن التغيير لا يتحقق من دون تحرك جماعي، ولا يمكن أن نصحح مسار الدولة من دون توفر إرادة جماعية تسعى لإحداث التغيير، وبالطبع لا يمكن تحقيق التغيير من دون وجود قيادة شعبية تقود حركة التغيير.
ومن خلال الزيارات التي قمت بها لدواوين الدائرة الثالثة تبين لي أن الشعار الذي ترفعه الدواوين، وعلى نحو أبرز من كل الشعارات المرفوعة من قبل المرشحين، هو شعار التغيير، إلا أن اتجاه التغيير ومساره لم يتحدد بعد، فهناك من يرى أن التغيير لا يتم إلا بإقصاء التيار الإسلامي، وهناك من يرى أن إقصاء نواب «التأزيم» هو مدخل التغيير، وهكذا تتفاوت الآراء في اتجاه التغيير وإن اتفقت على ضرورته. وفي ظني أن التغيير المطلوب لا يتحقق إلا بتغيير المنهج.. فتغيير الأشخاص بحد ذاته لن يجدي مالم يقترن هذا التغيير بتغيير الأسلوب والأفكار والمنهج.
إن مسؤولية الناخب اليوم قيادة «حركة التغيير» الإيجابي.. التغيير الذي يعلن عن إرادة جماعية وعلى مستوى الكويت.. التغيير الذي يتعدى أثره نتائج انتخابات مجلس الأمة ليصل إلى تغيير أسلوب ومنهج الإدارة الحكومية، فما جدوى التغيير في تركيبة مجلس الأمة إن لم يترافق مع تغيير منهج تشكيل الحكومة؟.. وما جدوى التغيير إن كان يمس الشكل ويهمل المضمون؟!
ولكن يبقى السؤال المهم بلا إجابة: كيف ننجح في تشكيل الإرادة الجماعية؟

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك