الناصر في حديث صريح: الحكومة ضعيفة متخبطة تتخذ قراراً اليوم وتلغيه في اليوم التالي
محليات وبرلمانليس عندنا ولا اعتقد ان هناك ولاءات خارجية عند أي مواطن كويتي مرتبط بوطنه وبلده واسرته
إبريل 26, 2009, منتصف الليل 2593 مشاهدات 0
بالتزامن مع 'الشرق' القطرية و'النهار' الكويتية، تنشر لقاءا صحفيا لوزير الاعلام ووزير النفط الأسق الشيخ سعود الناصر الصباح أجراه الزميل جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، وفيما يلي نص الحوار:-
● في البداية كيف ترى المشهد السياسي والديموقراطي في الكويت حيث اننا نلاحظ كثيرا من الضبابية فإلى اين تتجه الكويت سواء بين السلطتين الحكومة والبرلمان؟
■ بداية دعني اؤكد لك ان الصورة واضحة جدا ولا يوجد لدينا أي ضبابية في الموضوع كدولة وكنظام وكشعب يبقى قضية مايجري الان فهو جزء من النظام السياسي والديموقراطي ومن الطبيعي أن تكون هناك خلافات مابين الحكومة وما بين مجلس الامة ولكن يجب ألا تعطى اكثر مما تستحقه من تصعيد، فأي مرشح او نائب في مجلس الامة اتى لهذا الكرسي أو لهذا المنصب من اجل أن يؤدي واجبا عليه وهو التشريع والرقابة فاذا كل نائب يتم انتقاده أو يسلط عليه الضوء لانه يمارس حقه في الرقابة والتشريع اذن فقدنا اسسا اساسية وضعها لنا الدستور، يجب ألا تكون هناك حساسية بهذا الموضوع، نحن مررنا بفترات سياسية ونحن مازلنا نفتش عن هويتنا السياسية في الكويت، صحيح نحن من سنة 1962 وضعنا الدستور وسبقنا دولا كثيرة في هذا الموضوع ومارسناها وما زلنا حتى الان نمر بتجارب منذ دستور 62 وانا شخصيا اهتم بالامور هذه أجد بعض الملاحظات على بعض مواد الدستور التي وضعت عام 1962 وكانت تتناسب في ذلك الوقت مع الوضع الاجتماعي في الكويت، أما الان فالوضع تغير منذ العام 62 وبعد كل هذه السنوات يجب علينا اعادة النظر في بعض مواد الدستور حتى تتواكب مع المجتمع السياسي والمجتمع الموجود في الكويت بكل طوائفه لكن مشكلتنا الاساسية في الكويت ان الكلام عن تنقيح الدستور وطبعا التنقيح قانونيا يكون للافضل لكن ما أن ينطلق هذا الكلام حتى تسمع اصواتاً معارضة وكأنك تريد ان تنسف الدستور ولكن القصد من ذلك انه اذا توافرت النوايا الحسنة مابين النظام الذي هو الحكومة وبين مجلس الامة لمعالجة العيوب الموجودة في الدستور والقائمة منذ عام 62 ونحن الان في 2009 فلابد من التفاهم حول آلية واضحة لتعديل الدستور لكن النوايا الحسنة يجب أن تتوافر.
● لكن هناك مخاوف من انه اذا تم القبول بمبدأ التنقيح أو التعديل ان تكون هناك انتكاسة أو تراجع للخلف ؟
■ اذكر لي أي دستور في أي دولة في العالم لم يتعرض لعملية تنقيح أو تعديل؟ خذها من اعرق الديموقراطيات الى أحدثها لابد أن يأتوا بعد فترة ويجدوا بعض الملاحظات على بعض المواد تحتاج الى تعديل الآن عندنا مشكلة اساسية في المذكرة التفسيرية للدستور هناك بعض المواد نختلف على معناها لكن حتى المذكرة التفسيرية وكل من كتب عنها في السابق غير مقنعة للبعض حاليا فعندما توجد خلافات في تفسير وجهات النظر حول هذه المواد أو على الكلمة أو على الجملة هذه أو تلك فإن المسألة تحتاج الى توضيح اكثر حتى نبعد عنها كل الشبهات الموجودة عندنا في مجلس الامة.
المجلس لم يقصر!
● لكن هل ما يجري داخل مجلس الامة هو لمصلحة البلد أم أن هناك شخصانية؟
■ اقولها للمرة المليون التقصير ليس من المجلس وإن كان فيه مشاكسون الان أو نواب تأزيم سم ما شئت عددهم 5 أو 10 أعضاء في المجلس لكن عندنا 50 عضوا فهل كلهم مشاكسون وكلهم نواب تأزيم ؟.. لا، واذا كان عندنا 5 أو 10 فما ذنب الاربعين الباقين المسالمين الذين يعملون لمصلحة البلد ويتعاونون مع الحكومة ومع النظام؟ فأنت تبني رأيا ضد مجلس الامة بناء على أن بعض النواب لايعدون على اصابع اليد الواحدة اصواتهم عالية ويسمونهم نواب تأزيم فالمشكلة ليست في مجلس الامة المشكلة في الحكومة واذا كنت تلقي باللوم نسبة وتناسباً فان 70 في المئة تقصير من الحكومة و30 في المئة على المجلس، ولذلك الحكومة الآن مَن منعها من تنفيذ برامج تنمية في البلد..؟ لا أحد، وللاسف نخرج من مطب الى مطب وهذا كله بسبب الاستجوابات والمادة 100 من الدستور تعطي للنائب الحق في ان يستجوب رئيس الوزراء والوزراء فما العيب في ذلك؟.. والمادة عندما يجيىء النائب ليمارسها بغض النظر عن موضوع الاستجواب أو فحواه إن كان تافها أو استجوابا فعليا يبقى استجوابا نحن كنا نتكلم سابقا عن افكار لتنقيح بعض مواد الدستور واللائحة الداخلية لمجلس الامة فيجب أن تتم مراجعتها فهذه البهرجة واعمال السيرك التي تحدث في الاستجوابات اعطيت اكثر من حجمها وكنا اقترحنا ان تكون الاستجوابات لأي وزير أو لرئيس الوزراء ضمن اللجان المتخصصة فاذا كان لديك مشكلة مع وزير المالية أو الداخلية أو زير الدفاع أو غيره يطلب من الوزير هذا توضيح سياسته داخل اللجنة المختصة وهذا معمول به في كثير من برلمانات العالم حتى في الكونغرس الاميركي حيث يوضح الوزير سياسته أمام اللجنة واللجنة ترفع تقريرها الى مجلس الامة وهذه الامور تقضي على البهرجة والتصعيد في الاستجوابات الموجودة وهذا أحد المقترحات التي يجب ان ينظر اليه بصورة جدية وهذا قانون اللائحة الداخلية ولا يحتاج الى تعديل الدستور.
الحكومة وتعطيل التنمية
● اذن فان تعطيل التنمية والتطور الاقتصادي في الكويت سببه الخلافات السياسية.
■ نعم، والحكومة طرف اساسي في التعطيل وأنا عملت في الحكومة منذ عام 92 وأعلم أن هناك مشاكل ودخلنا في السنوات الثلاث التي مضت في مشاكل، والوزير اذا دافع عن نفسه وواجه الحجة بالحجة فهذا حقه والنائب اذا قدم استجوابا على شيء غير صحيح وإن كان تافها فهو يمارس حقه بموجب الدستور فليتم تعديل اللائحة الداخلية بالا يتم قبول الاستجواب من نائب واحد.
● ألا يعد ذلك انتكاسة للديموقراطية ؟
■ أي حديث في هذا الموضوع هو هروب الى الوراء .
● لكن حل مجلس الامة في مدة لاتتجاوز سنة ألا يعكس أزمة ؟
■ بالعكس هذا حراك سياسي وعجلة الاقتصاد تدور
● لكن هذه أمور لاتحدث بأي دولة اخرى.
■ الكويت عليها تركيز اكثر من الدول الاخرى خصوصا من قبل اخواننا في دول الخليج الاخرى لكن هناك دولاً كثيرة تقع فيها مثل هذه الامور ويسمونها انتخابات مبكرة ونحن مررنا بظروف سياسية صعبة وهناك حكومات تتغير في العالم ورؤساء حكومات يتغيرون ولا أرى في الموضوع أي عيب اذا بني على أسس صحيحة بدون تصعيد وشخصانية، المشكلة والعلة ليست في المجلس وانا كنت اتمنى الا يتم حل مجلس الامة الحالي فالحكومة قدمت استقالتها، كان من الأفضل ان يتم تكليف شخص آخر بتشكيل حكومة جديدة ويبقى المجلس، وطبعا الامور أولا وأخيرا بيد سمو أمير البلاد بحل المجلس واجراء انتخابات اخرى.. وانا اعرف نتائج الانتخابات واوضاع المعيشة غير طبيعية خلال السنتين او الثلاث الماضية ولكن مشكلتنا الاساسية هي حكومة لاتستطيع ان تدير امور البلد.
لا نصدر ولا نستورد
● هل تؤيدون تصدير ديموقراطية الكويت بوضعها الحالي الى دول الجوار ؟
■ نحن لانصدر ولا نستورد.
● لكن دول الخليج تعتبر التجربة الكويتية نموذجا لكنها تتخوف الآن من الاقدام على أي خطوة ديموقراطية في ظل ماتشاهده في الكويت.
■ انا اعرف طبيعة دول الخليج وكلهم اخوة ولكن لماذا يتخوفون فليدعوا الكلام يخرج في المجلس أو الصحف أو الدواوين أحسن مما يقال في غرف مغلقة وسراديب.. واذا استقالت حكومة تشكل حكومة اخرى او مجلس رأى صاحب السمو الامير ان يحله وتجرى انتخابات مبكرة فلتصير انتخابات، ووجهة نظري ان هذه ليست مشكلة لكن لدينا عيوب في الدستور وفي اللائحة الداخلية وفي قانون الانتخابات يجب ان يعاد النظر فيها حتى تستقر الامور، نحن بدأنا بعشر دوائر ثم انتقلنا الى 25 دائرة ثم عدنا الى 5 دوائر وهناك مطالبات بان تكون دائرة واحدة وجئنا لموضوع الحديث عن الاحزاب وجئنا على موضوع مكافحة وتجريم الفرعيات وهذه اشياء تخبط في تخبط ويجب أن يجلس العقلاء ويضعوا يدهم على العيوب وندرسها ونصل للاصلح وانا اقترحت اجراء الانتخابات وفق نظام دائرة واحدة فعدد الناخبين قليل ولننته وندع المختصين يقررون كم عدد المرشحين الذين يحق للناخب أن ينتخبهم فالكويت تركيبتها وانتماءاتها من القبائل والطوائف والاسر الكويتية ومهما حاولت ان تنكر هذا الشيء أو تستبعده لن تنجح.
● لكن هناك مسؤولين خليجيين اعلنوها مباشرة لانريد ديموقراطية على شاكلة الكويت.
■ رجائي ثم رجائي لاتدخلني مع اخواننا في الخليج انا تربطني علاقات قديمة وحميمة معهم ونحن لانصدر ولا نستورد انتم ابحثوا عما يصلح لكم والذي ترون انه يناسبكم خذوه وما لايناسبكم اتركوه.
الأحزاب موجودة
● أشرتم الى قضية الاحزاب فهل انتم مع وجودها في الكويت بشكلها المعروف في الدول الاخرى ؟
■ نحن عندنا احزاب موجودة تحت مسميات اخرى والدستور لايجيز ولا يحرم الاحزاب ويبقى الموضوع هل وصلت الى مرحلة الان لكي تشهر احزاباً لان اشهار الاحزاب معناه انك دخلت مرحلة اخرى من مراحل الديموقراطية بتشكيل حكومات وفق الاكثرية وفي اعتقادي الشخصي ان هذه الخطوة مبكرة لان هناك امورا اجرائية أهم منها ومن ثم تنتقل فيما بعد الى هذه الخطوة التي هي عاجلا او آجلا ستأتي لانها جزء من النظام الديموقراطي المعمول به لكن نحن اخترنا هذا النظام الذي يتلاءم مع مجتمعنا السياسي وقد يصدر قانون في المستقبل ولكن الظروف الحالية وظروف المنطقة ككل لا تؤهل لاتخاذ هذه الخطوة الان ونحن في الكويت لايمكن ان نكون في مجتمع منعزل عن محيطنا الاقليمي فنحن محاطون بدول كبرى وبمشاكل سياسية كبيرة وكما تم اتهام صحف لانها تعمل للخارج فالخوف من الاحزاب ان تكون لها ميول او تعمل مع تيارات او انظمة قد تختلف معها في المنطقة وهذا في الوقت الحاضر امر صعب ويجب ان نتأنى فيه حتى تستقر المنطقة ونعرف الى أين نحن ذاهبون لكن عندنا اموراً ملحة أكثر من مسألة الأحزاب نحتاج الى تنقيحها وتنظيمها داخليا.
● ماحقيقة الاتهامات بوجود ولاءات خارجية عند بعض التيارات؟
■ ليس عندنا ولا اعتقد ان هناك ولاءات خارجية عند أي مواطن كويتي مرتبط بوطنه وبلده واسرته قد تكون هناك ميول او تعاطف ولن نستطيع منعها، لكن ولاءات لا، فقد مررنا بفترات محن في الكويت وكانت اكثرها وأعنفها فترة الغزو والحمد لله كل الشعب الكويتي بكل طوائفه وعوائله وقف كقلب رجل واحد ولم تكن هناك أي ولاءات أو أي أمور اخرى قد يكون هناك تعاطف مع نظام ديني معين في دول مجاورة، هذه حرية شخصية لكن لااعتقد ان هناك ارتباطا لان هذه خيانة عظمى.
نعم.. الكويت مختطفة
● لكنك قلت ان الكويت مختطفة من قبل قوى داخلية ؟
■ داخلية نعم.. لأنه بعد التحرير اصبح هناك نفوذ لبعض التيارات داخل الكويت طغى كثيرا على مصالح الكويت الداخلية وبرامج التنمية الكويتية والحريات واصبحت الاسرة الكويتية مسيّرة وليست مخيرة في حياتها اليومية، ومرت بنا مرحلة شهدت نفوذا لهذه الجماعات، الان تقلص كثيرا لأنه اصبح هناك وعي وأصبح هناك اظهار لواقع هذه التيارات الموجودة ولتوجهاتها وخططها تجاه تقليص الحريات في الكويت وبالمناسبة فان الصحافة تلعب دورا في تضخيم هذه التيارات فالنائب هذا او غيره لو ما وجد أن الصحف ستضع له المانشيتات لنسي الموضوع والآن الشعب الكويتي اصبح اكثر وعيا ولاحظ نتائج الانتخابات السابقة وكيف تقلص حضورهم ودورهم وعددهم في المجلس وستلاحظ في الانتخابات القادمة المزيد من تقلص وجودهم لان الاكثرية وعت الموضوع بعدما كانت مغيبة وشاهدنا قبل أيام الأوبريت الذي قدمته وزارة التربية أخيراً، وتذكرنا أيام الستينيات والحريات فلم تكن البلد تسير على نهج احد، نحن الآن في العام 1430 هجرية ومازلنا نناقش مفهوم الشريعة ودستورنا وضع قبل أكثر من 40 سنة ومازلنا نناقش مواده، لذلك نحن نحتاج الى حوار جدي نفهم بالضبط الامر بعد ان اصبح كل واحد طوله شبر وضع له لحية ودشداشة وصار يفتي واصبحت فوضى ولذلك انا قلت انني احمل الحكومة المسؤولية لأنها تركت الحبل على الغارب فكثر المشايخ والمفتون.
لا حل غير دستوري
● تردد كلام حول حل غير دستوري هل نتوقع اشياء اخرى ؟
■ انتهينا من هذا الموضوع بعد تدخل سمو الامير بحل دستوري وبدعوة الى انتخابات الشهر القادم وحكومة جديدة وسوف نتجاوز هذه المرحلة، وانا شخصيا لا أرى ان هناك شيئا اسمه حل غير دستوري، فالمادة 107 وضعت الالية لكيفية حل مجلس الامة ويأتي حل مجلس الامة بمرسوم من الامير ولكن نأمل ان تستقر الامور واعتقد ان ماحدث في العام 1986 كانت ظروف سياسية اقليمية ايام الحرب العراقية الايرانية، وكان الوضع يتطلب وجود استقرار بدون مزايدات حتى نبتعد عن التجريح في ايران او العراق وأن نبتعد بالمجلس عن الصراعات السياسية واعتقد ان أهم صمام امان للمؤسسات الدستورية الكويتية هو الدستور الذي اعطى ايضا صلاحيات واضحة لسمو الامير وللسلطة القضائية واعود لأقول انه بحاجة الى تنقيح وهناك مواد اساسية لاتستطيع ان تمسها لكن هناك لائحة داخلية وقانون الانتخابات يحتاج الى تعديل عدا عن ذلك ليس عندنا أي اشكال ولنرجع لنظام الخمس دوائر ولنرى ماذا سيحدث فواحدة من الدوائر بها مئة الف ناخب ودائرة بها 40 الف ناخب لاتوجد عدالة ان تعطي الاول 10 نواب وتعطي الثاني 10 نواب فهناك نظام يتغير فيه توزيع الدوائر حسب الكثافة السكانية ونحن لايوجد لدينا هذا النظام، وهناك توجه لانشاء هيئة مستقلة للانتخابات تضع الاسس بناء على تعداد السكان في كل منطقة بعيدا عن كل المهاترات الطائفية او القبلية على اساس ان يكون هناك توازن وعدالة في المناطق، ان كانت تحتاج زيادة اعضاء مجلس الامة، في عام 1962 كان تعداد الشعب الكويتي 300 الف يمثلهم خمسون نائبا، الان نحن نزيد على المليون ولا نزال خمسون نائبا ايضا، نحن نحتاج الى اعادة نظر في هذا الموضوع .. اعادة نظر في عدد النواب واعادة نظر في عدد الدوائر حتى يكون هناك عدالة، اما اليوم فنحن نقول انه لا توجد عدالة، طالبوا بان تكون 5 دوائر وصارت بالفعل خمس، لكنهم وزعوا 25 على خمس، لذلك لم يعد هناك عدالة.
لا انقسامات داخل الأسرة
● ماذا عن موضوع الانقسام داخل الاسرة. هل هذا موجود بالفعل؟
■ لا توجد انقسامات، عندما تجتمع مع أبنائك او مع اخوانك يكون هناك تباين في وجهات النظر، قد نختلف في الاراء كاخوان أو كأب وابناء عندما تجتمع الاسرة ونحن لا نتعدى 20 شخصا في الاجتماع يكون لكل رأيه نحترم الاراء الموجودة، لكن يبقى القرار الاخير لدى صاحب السمو، سموه يستمع للاراء المطروحة والقرار النهائي له، فيتخذ القرار الذي يراه لصالح البلد، وهذه خطوة مهمة جدا، الاسرة تجتمع لتدرس وترى ما فيه صالح البلد، قد يكون هناك تفاوت في وجهات النظر وخصوصا في الأمور السياسية، صاحب السمو يجتمع بالكل ويستمع للاراء ثم يتخذ القرار .
● حسب الدستور رئيس مجلس الوزراء ليس شرطا ان يكون من الاسرة الحاكمة وما يجري هو عرف، هل ترون ان هناك تغيرات قد تطرأ ويأتي شخص بعيد عن الاسرة الحاكمة لرئاسة مجلس الوزراء؟
■ الدستور لم ينص على ذلك، وفي المادة الخاصة بذلك في الدستور الامير يكلف رئيس الوزراء ولم ينص على الجهة التي يأتي منها رئيس الوزراء، وترك هذا الموضوع لصاحب السمو أن يقرر سواء من داخل الاسرة أو من خارجها، هذا قرار يرجع لصاحب السمو حسب ما يراه من كفاءة بأي شخص، وهو ما لم ينص عليه الدستور الا انه كما قلتم انه عرف وعندما يوجد نص يبطل العرف ويبطل الاجتهاد، هذا نص واضح في الدستور، ولم ينص على ان يكون رئيس مجلس الوزراء من الاسرة الحاكمة، والمادة الوحيدة في الدستور هي المادة الرابعة التي تتناول توارث الامارة من الاسرة الحاكمة، اما غيرها .. ابدا، يعين رئيس مجلس الوزراء ويعفى دون أي اشارة الى كونه من الاسرة الحاكمة، الا ان الحديث عن ان العرف اصبح باقيا ودائما غير صحيح فهو ليس دائما ولا مستمرا، وقد يرى أي أمير حالي او مستقبلي ان يرشح أي شخص من الاشخاص الكفء، الا توجد كفاءات كويتية ؟!.. دهناك شيء مهم جدا يجب ان نعرفه هو ان التفاف الشعب الكويتي حول النظام وحول الاسرة ايام الغزو وايام التشريد ومبايعة الاسرة في مؤتمر جدة الشعبي مؤشر واضح على ان هذا الشعب يؤمن بها، واذا كان هذا الشعب قد اعطى الاسرة تلك المبايعة المتكررة في التاريخ، اذا لا يوجد شعب في التاريخ قال لاسرة حاكمة نريدكم ان تحكموا فالشعوب تقول لا نريد هذا الحكم لحكامها الذين يفرضون انفسهم عليهم غصبا، كم مبايعة صارت واعتقد ان الاسرة يجب ان يكون عندها قناعة في الثقة الكاملة دون تحفظ في وفاء شعبها الذي بايعها لمدة ثلاثمائة سنة، واذا لم اثق بهم واصبحت ثقتي محصورة فقط في الاسرة فلن يكون ذلك صحيحا، ثقة الأمير يجب ألا تكون فقط في الأسرة يجب ان تكون في الشعب كما هي في الاسرة الحاكمة.
الحكومة ضعيفة
● ما رأيكم بالقرارات التي تتخذ ويتم التراجع عنها ألا يضر ذلك بسمعة الدولة وهيبتها ؟
■ كما قلت لك الحكومة تتحمل مسؤوليتها، التخبط في اتخاذ القرارات يبين ضعف الحكومة، فهي تتخذ قراراً اليوم وتلغيه في اليوم التالي، ثم تتخذ قراراً آخر وتلغيه ايضا لاسباب ترجع الى الخوف او الضغوط التي يمارسها مجلس الامة، اذا كان هناك قرار اتخذ بقناعة يجب ان تدافع عنه الى ابعد الحدود، فلماذا التردد ولماذا التراجع؟
التراجع في اتخاذ القرارات ترك مجالا لنواب في مجلس الامة لاثارة أي قضية يريدونها لانها أصبحت سوابق، لذلك كررت واكرر ان القضية ليست مشكلة المجلس ولكن مشكلة الحكومة وهذا ما أدى الى المشاكل التي نواجهها الآن.
● يوجد في الوطن العربي تجربتان ديموقراطيتان في الكويت ولبنان والى الآن قائمتان.. لكن للأسف شاهدنا نتائجهما في ضوء مخاوف من تنامي الطائفية؟
■ وهل تعتقد ان مشاكل لبنان تنحصر في الطائفية فقط في الداخل، لبنان منذ الحرب الاهلية في عام 1975 تعاني من التدخلات الخارجية، حتى انه لا يوجد دولة عربية لم تضع يدها في لبنان بسبب الحريات الموجودة هناك أصبحت ساحة للصراعات العربية على ارض لبنانية، لا توجد دولة عربية لم تمول وتعطي وتساعد الاحزاب والطوائف في لبنان وأشعلت النار، والوجود المكثف في ذلك الوقت للفلسطينيين في لبنان والذي لعب دورا كبيرا في قضية لبنان. لبنان لو ترك وحده سيتفاهم اللبنانيون ويتفقون لا خوف عليهم، لكن التدخلات الخارجية على الساحة اللبنانية هي سبب مشاكل لبنان من دول مجاورة لها ومن دول بعيدة عنها تدعم ناس بالمال الذي يلعب دورا كبيرا في الخلافات السياسية، ومع الأسف لبنان منذ الحرب الاهلية في 1975 الى 1990 في صراع الا انهم الآن بدأوا في حل بعض المشاكل وبدأت تنتظم أحواله دون خلافات حتى بعد حرب 2006 مع اسرائيل، ويرجع ذلك الى ان الضغط الخارجي قد خف عليهم كما خف النفوذ الخارجي عليهم للدول العربية التي استخدمت لبنان كساحة معركة لها، اما هذا الوضع فهو غير موجود عندنا والحمد لله، فنحن لا يوجد عندنا تدخل خارجي، قد نختلف قبليا ولكن بالنهاية نتفق.
الزميل جابر الحرمي محاورا الشيخ سعود الناصر الصباح
مشاكلنا مع العراق لم تنته
● لكن عدم استقرار دولة كبيرة بجواركم كالعراق هل يؤثر عليكم؟
■ صحيح ان الدول الكبيرة المجاورة لنا بها قلاقل ومشاكل ما يجعلنا لا نستطيع ان نعيش باطمئنان سواء العراق او ايران ولكن ماذا نفعل؟! ومع ذلك ليس شرطا ان عدم الديموقراطية يجلب الاستقرار، الآن هل تعتقد ان مشاكلنا مع العراق انتهت؟ من يعتقد ذلك يكون مخطئا.
لم تنته مشاكلنا مع العراق وسنواجه مشاكل مع العراق، الله أعلم متى، لكن سنواجه مشاكل ولازلنا نواجه مشاكل. وايران، وكل ما حصل تجاه البحرين من ايران في السبعينيات تأتي اليوم لتعيد نفس الكلام، نحن دول صغيرة في المنطقة، هناك طمع فينا من كل الدول المجاورة.
● وما الحل من وجهة نظرك؟
■ الحل وحدة خليجية وقلت ذلك مليون مرة، وقلت ذلك يوم ان كلفنا بصياغة مجلس التعاون الخليجي، وكانت التعليمات آنذاك من الشيخ جابر - رحمه الله - ان ينشأ مجلس الوحدة الخليجي وقد وضعنا الوثيقة لمجلس الوحدة الخليجي لان النوايا في ذلك الوقت ان يكون هناك وحدة خليجية متكاملة، لاننا لا نستطيع ان نعيش للابد كدول صغيرة في المنطقة سواء الكويت، البحرين، قطر، يجب ان يكون هناك وحدة خليجية لحفظ مستقبلنا. ومع الأسف وضعت الوثيقة وعندما عرضت على الزعماء قالوا لا، نعتقد انه سابق لأوانه فاسموه مجلس التعاون بدلا من الوحدة، الا ان مجلس التعاون سار بخطوات بطيئة ومتواضعة ومترددة، وكان لدينا في الكويت طموحات وكان لدى الشيخ جابر بعد نظر للبدء في توحيد شركات الطيران وبخطوات اقتصادية اولا كدمج العملة وفتح الحدود لتكون شبيهة بالنظام الاوروبي، لكن عندما اجتمعنا مع الاخوان كلجنة وجدنا ان هناك تحفظات في ذلك الوقت على الانفتاح الذي كنا في الكويت ندفع نحوه، وقد مرت سنوات عديدة قربت خلالها تجربة الغزو دول الخليج لأبعد الحدود.. شعرت دول الخليج انها مهددة ككل وليس الكويت فقط، الكل مهدد فوقوفها مع بعضها على قلب واحد وتوحيد مواقفها خطوة ايجابية تعتبر رغم كل مساوئ الغزو واحدة من المزايا التي حدثت علينا ان نبني عليها. الآن نختلف حول توحيد العملة وعلى مقر البنك المركزي، وانا أعرف انها ستكون موضع خلاف وهذه أزمة يجب ان تحسم من القيادات وهي أزمة بسيطة جدا، كذلك موضوع الطيران، هناك أمور بسيطة جدا استطيع ان أدخل قطر بالبطاقة المدنية اما السعودية فلا استطيع اذ لابد من جواز سفر، وهذه مشكلتنا لماذا نخاف من الانفتاح. ومم نخاف، لقد انكشفت كل المخاوف السابقة ولابد من الانفتاح والاندماج. ثم ماذا عن قوة درع الجزيرة، قبل الغزو قالوا نحرك قوات «درع الجزيرة» على اساس نوع من الردع للعراق النظام الاساسي لانشاء قوة «درع الجزيرة» يتطلب الاجماع ولا يمكن ان تتحرك القوة الا باجماع الدول الست، واحدة من الدول اعترضت ما استطعنا تحريك القوات وبقيت في حفر الباطن. لذا على الرغم من الحديث عن الحريات والديموقراطيات الا انه لا يهاب أحد الا القوي، اذا كان لدينا الامكانيات البشرية والمادية والعمق الجغرافي بالسعودية وغيرها لا يوجد مبرر انه لا يوجد لديك قوة رادعة تواجه أي مخاطر، لذا لابد ان يكون هناك قوة رادعة خليجية، لماذا نشتري طائرات من الخارج والمملكة تشتري والبحرين فلتكون هناك قوة واحدة مشتركة.
● وما تعليقكم على التسلح في الخليج والصرف المنفرد؟
■ انا أرى ان ذلك خطأ، والصرف المنفرد اذا ما لم يكن ضمن منظومة خليجية واحدة اكبر خطأ، لان كل دولة تختار منظومة مختلفة وعندما تأتي الحاجة الى استخدامها تجدها منظومات مختلفة، كنا نريد من قوة «درع الجزيرة» ان تحمي الدول معا وعندما نتسلح في الكويت بدبابات وطائرات وغيرها من أسلحة من سأحارب وحدي وأي تهديد يأتي لي من العراق او غيرها لن أستطيع صده اذا لم تقف معي المملكة وقطر والبحرين والامارات وعمان.
لذلك نحن نقول يا جماعة: انسوا التسليح الانفرادي ودعونا نضع ميزانية واحدة حتى لو 20 بليونا في منظومة واحدة في دول الخليج ككل تكون منظومة موحدة تكون القاعدة في السعودية ولها فروع في الكويت والبحرين وقطر وعمان وغيرها، ولكن ضمن منظومة واحدة وتحت قيادة واحدة والا نضيع.
إنجازات ملموسة
● بعد مرور أكثر من 28 عاما على انشاء مجلس التعاون الخليجي هل ترى انه يسير بالفعل نحو خطوات اندماجية او وحدة بالفعل أم مجرد تعاون هامشي في بعض الجوانب؟
■ كما قلت ان طموحاتنا كانت اكثر بكثير مما حصل، وعندما تنظر الى انجازاته في الفترة الماضية تجد انها قليلة جدا، لا توجد انجازات ملموسة تحس بها، لا توجد دول في أي منطقة من العالم العربي مشتركة أسريا ونسبا وقبليا مثل دولنا ومن ثم لا يوجد أي مبرر او حاجب او حاجز للاندماج الكلي، وكلما تأخرنا فيه كلما زاد الخطر علينا. وكلما رجعنا للوراء، وعندما نفكر ما الذي حققناه وما الذي انجزناه حتى الآن؟ مختلفين على العملة الواحدة ومختلفين على البنك المركزي وأين يكون، وقوة «درع الجزيرة» متواضعة جدا انا زرت منطقتهم فهي قوة رمزية ليست رادعة ولا تصلح وقت الحاجة، ماذا أنجزنا لا سياسة ولا اقتصاد ولا دفاع.. قد تكون السياسة الخارجية الشيء الوحيد الذي قد يكون موحدا وان كانت لاتزال هناك بعض الخلافات والانشقاقات من هنا وهنا لكنها ليست اساسية، وقد يكون لكل رأيه في قطر او عمان او الامارات الا ان هذه الاشياء جانبية لكنني لا أرى توحدا كاملا.
ولننظر الى الولايات المتحدة والدول الاوروبية كلها أتحدت حتى دول الاسيان اتحدت، على الرغم من ان اللغات مختلفة في تلك الدول المتحدة، اما نحن فيجمعنا اللغة والأسر والنسب والقبائل ومازلنا غير قادرين.
● ما الخلل من وجهة نظرك؟
■ انا لا أفهم أين يوجد الخلل، الدول الاوروبية كل دولة احتفظت بنظامها ورئيسها اذا كانت هذه هي المشكلة فلتحتفظ كل دولة بنظامها ورئيسها او أميرها، لكن البنيات التحتية السياسية والأمنية والاقتصادية يمكن ان تتوحد فكلنا شعب واحد ومستقبلنا ومصيرنا واحد.
مجاملات وحب خشوم
● والى أين تتجه مسيرة مجلس التعاون الخليجي حسب رؤيتكم؟
■ لقد حضرت خمس او ست قمم خليجية واقول بامانة انني لم أخرج مرتاحا من أي من هذه القمم التي حضرتها، لان القمم اصبحت زيارات مجاملة وعشاء وغداء وحب خشوم وتبادل الهدايا ومع السلامة هذا هو الواقع لكي نكون صريحين، وأتذكر احد اجتماعات القمة ايام الشيخ جابر رحمه الله حول توحيد التعرفة الجمركية وهي قضية صار لها 15 سنة ونحن نحاول توحيد التعرفة الجمركية، وكان الخلاف كبيرا بين الدول الخليجية فقلنا وحدوها وعوضوا الدول التي تخسر واخيرا توصلنا الى نسبة 5 في المئة موحدة وهي التعرفة الجمركية التي بقيت 15 سنة لنصل الى توحيدها في البحرين كانت 20 في المئة في حين في الامارات كانت 2 في المئة والكويت 4 في المئة هكذا اتفق على تعويض المتضرر وتوحيد التعرفة، وهكذا تكون القمم كلها مجاملات وتضييع للوقت والبيان الختامي مطبوع وخالص وجاهز مثل الجامعة العربية فقط يعرض للموافقة، لاشك ان لقاء الزعماء فيه تقارب جيد لكن الشعوب تتطلع للنتائج الملموسة. المواطن الخليجي يريد ان يرى النتائج الملموسة، مثلا قضية التملك عندما يدخل في اجراءاتها يتعب، نريد ان يعامل المواطن الخليجي في أي بلد خليجي كأنها بلده الأصلي منذ دخوله الى أي دولة خليجية وحتى خروجه منها، في الدخول والخروج والتسوق والامتلاك وغيرها من الخدمات، وان تكون الحدود مفتوحة، الطموحات كبيرة لكن الاعاقات ترجع الى التردد الذي لا نفهم اسبابه.
المستقبل لا يبشر بخير
● التحديات التي تواجه مجلس التعاون تفرض المزيد من التعاون سواء تحديات اقليمية او حتى عالمية؟
■ نتمنى عندما نحضر الاجتماعات الخليجية ان نرى القلوب مفتوحة لكن في النهاية نحن نخرج بلا شيء ولكن لدينا أمل ان تحصل هذه الامور تدريجيا، لا نملك الا ان يكون عندنا أمل، يجب ان نجهز، جهزوا يا جماعة لان المستقبل لا يبشر بخير، المنطقة تغلي والاطماع موجودة والدول ضعيفة، وهذه الدولة الجارة لن تتركك.
● تقصد ايران؟
■ لن تتركك ولن تصد عنك في يوم وهي مستمرة مهما حاولت من تودد وتقارب، يبقى ما في القلوب غير، وتبقى النوايا غير، الدول الكبرى تلعب دورا كبيرا في الساحة الخليجية، نحن لا نعيش في صراع اقليمي فقط بل نعيش في منطقتنا بطريقة أوسع مثلما حصل في لبنان، هناك صراع للدول الكبرى على المنطقة، عندما غزا صدام حسين الكويت هل غزاها بارادته او بقراراه هو؟.. دون ايعاز من أحد ودون دعم من أحد؟ لقد استخدم صدام حسين، غبي ومجرم واستخدم من الاتحاد السوفييتي لغزو الكويت، والآن الاتحاد السوفييتي يلعب نفس اللعبة مع ايران، فالاتحاد السوفييتي وروسيا الحالية يريدون وطأة قدم بالخليج الدافء ويعرفون أين مصالحهم، حاولوا عن طريق العراق وفشلوا والآن يحاولون عن طريق ايران.
عندما نتكلم عن ملف ايران النووي نتساءل من يزودها بالمعلومات والتكنولوجيا النووية، انها روسيا، والحديث يدور حول نوايا سلمية لايران، ما هذا الكلام الفارغ، دولة نفطية هل انتم جادون فعلا في ذلك، الخلافات مع وكالة الطاقة الدولية النووية مستمرة، ايران عليها ان تترك الدول التي لديها شك ان يأتوا بخبرائها ليروا ان كانت النوايا سلمية، يجب فتح الملفات والاوراق جميعا.
النووي الإيراني
● وما حجم الخطر الذي يشكله المشروع النووي الايراني؟
■ ان اصبحت ايران دولة نووية خلال السنتين او الثلاث سنوات القادمة هل نحن في قطر او البحرين او عمان او الكويت او المملكة العربية السعودية او الامارات سيكون لنا قرار سياسي مستقل عن ايران؟! ستملي على الجميع جميع السياسات رغما عنا، وسيزيد نفوذها وتواجدها اذا سميته ولاء، وهذه خطورة بالغة ولكن ماذا نفعل، مصيبة في الحالتين، ان تركنا ايران تصبح دولة نووية فقدنا سيادتنا الكاملة والقرار السياسي وان ضربت ايران اشتعلت المنطقة، دول الخليج بين نارين وهم يتحدثون عن تهديد اسرائيل، اسرائيل تراقب الوضع عن كثب وترى، وعندما تصلها المعلومات الدقيقة والحقيقية بان ايران وصلت الى مراحل نهائية للحصول على أسلحة نووية هل تعتقد انها ستتركهم؟ الولايات المتحدة دخلت في مراحل متقدمة ضد ايران ثم تراجعت، وتم الحشد وكانوا في انتظار الضوء الأخضر ثم تراجعوا لانهم لم يجدوا تأييدا من دول الخليج فأجلوا ولكن هل تسكت اسرائيل؟! واذا ضربت اسرائيل اشتعلت المنطقة.
● وهل يمكن ان يحدث صدام بين ايران واسرائيل؟
■ انا أرى ان الصدام قادم ربما بعد سنتين او ثلاث او خمس، الا انه سيكون هناك تصادم، الحكومة الاسرائيلية الحالية بزعامة نتانياهو وباراك هل تسكت على ايران ونحن نعرفهم من زمن في ضوء تهديد نجاد لاسرائيل، اسرائيل كل شيء عندها ممكن الا الأمن، يمكن العبث بأي شيء الا الامن، ومن ثم لا يمكن ان تقبل اسرائيل، واذا لم تقدم الولايات المتحدة الاميركية على عملية ستقدم عليها اسرائيل وسنتورط كلنا في هذه العملية، لكن هذه ورطة والورطة الثانية اذا لم يعملوا شيئا، وصارت صفقة وراء ظهورنا وصار كل شيء على حسابنا وتورطنا في العملية الا اننا نخشى من صفقة اميركية ايرانية من وراء ظهورنا.
● الآن هناك كلام عن صفقة أميركية ايرانية بالفعل؟
■ اسرائيل ستخرب أي صفقة اميركية ايرانية، لان اسرائيل لن تقبل ان تكون ايران دولة نووية مهما كلف الأمر.
● ولكننا نشهد الآن حراكا اميركيا ايرانيا وانفتاحا في العلاقات هل سيكون على حساب دول مجلس التعاون الخليجي؟
■ طبعا سيكون على حساب دول المنطقة، لكن أي محاولة انفتاح الآن من اوباما وادارته على ايران ستفسر ليس على انها لغة حوار وانما على انها نوع من الضعف على عكس سياسة بوش تجاههم، ولذلك اميركا لا يديرها اوباما او ادارته ولكن تديرها مؤسسات، ولا يمكن ان يترك قرار بيد شخص او بيد ادارة، هناك مؤسسات ولا يمكن ان تترك بيد شخص هناك كونغرس وجماعات ضغط ولوبيات وهم لن يتركوا الادارة الاميركية لتمنع اسرائيل من ضرب ايران. ولدي قناعة بانه اذا لم تكف ايران عن هذا البرنامج خلال خمس سنوات الضربة قادمة وهذه الضربة ستشعل المنطقة عندنا، فلماذا ايران شعب جائع واقتصاد منهار وتنمية منعدمة شيء غير معقول فقر وتخلف، روسيا تبتزهم وتكاليف باهظة في المفاعل النووي وبرنامجها النووي. ماذا ستفعل ان أصبحت دولة نووية ومع من ستحارب فجارتها باكستان دولة نووية وتمتلك أكثر منك بعشر مرات فمن سيحارب، العراق انتهت خلافاتك معهم واصبحت مراكز لقيادات وقواعد اميركية في المنطقة، فمن ستحارب ايران، هل ستحارب اسرائيل، نحن لا نفهم لماذا يخلقون مشكلة في المنطقة هم في غنى عنها ونحن ايضا في غنى عنها. الآن لدينا خلافات حدودية بيننا وبينهم حول الجرف القاري منذ سنوات نحاول ان نحلها معهم، على كيلومترات لتستمر القضايا معلقة بيننا وبينهم ويريدون الخلافات مستمرة معهم ويرفضون حلها، وكل يوم هناك تصريح من مسؤول ايراني مرة بشأن البحرين ومرة غيرها ثم يقولون رأي شخصي في حين لو احد تكلم عن ايران يقصون لسانه، هذه كلها تحديات اقليمية كبرى لا نعطيها اعتبارا ونركز على الاوضاع الداخلية من انتخابات ومجلس أمة وفوز او فشل هذا او ذاك، هذه المشكلات تشكل تهديدا على وجودنا جميعا كدول خليجية في ظل التغيرات الاقليمية التي صارت والدول التي انشقت والدول التي انضمت، في البداية كان هناك 90 دولة في الامم المتحدة الآن يزيدون على المئتين دولة اندماجات وانشقاقات لدول حضارية فما بالك بدولنا ومستقبلها. ناهيك عن عدم استقرار سعر برميل النفط يوم 40 دولارا ويوم 140 دولارا فهل ستترك دول الخليج تعيش في استقرار وهي تسحب من خزانات الدول الصناعية هذه مشكلة كبيرة. نحن نقول ان وحدة الخليج على رأس الاولويات بالدرجة الاولى في المنطقة أمنيا واقتصاديا وسياسيا، نحن نعيش في زوبعة، انتم في قطر تسيرون بشكل جيد بالنسبة للنمو الاقتصادي والحركة الاقتصادية والانفتاح السياسي والاعلامي فاستمروا في ذلك، لقد كنت في قطر في عام 1999 ولم يكن هناك شيء، بعد ثلاث سنوات اشياء كثيرة جامعة كورنيل رغم كبرها احضرتموها عندكم، وتتفرغون لادارة حركة اقتصادية هائلة ووافر من الغاز الذي رزقكم الله به وحركة تنمية تسير في طريقها الصحيح. وكذلك الامارات تسير جيدا والبحرين ضمن حدودهم وامكانياتهم وعمان التي تركز على التنمية الداخلية دون الانشغال بالقضايا السياسية، الا انه يجب عدم التركيز فقط على البنايات العالية بل ايضا التنمية الفكرية وهو الدور الذي تقوم به الشيخة موزة وقد شاهدتها في برنامج 60 دقيقة وحسب علمي وخبرتي عنهم خلال 12 عاما في اميركا لا أذكر انهم تحدثوا بشكل ايجابي عن شخصية أجنبية مثل ما تحدثوا عن الشيخة موزة، فهو برنامج نقدي شهير وعندما يعملون برنامجا عن دولة يبحثون عن سلبياتها ونقاط ضعفها، وقد أعجبت اعجابا باهرا بمقابلة اجروها مع سمو الأمير واعجبت اعجابا باهرا في مقابلة الشيخة موزة حيث اللغة والرزانة واعطوا تقريرا لو دفع فيه بلايين ما خرج بهذا الشكل من الاشادة، وانا اعرفهم وسألتهم هل سحروكم اهل قطر؟ وقالوا ان ما شاهدناه في قطر لم نتوقع ان نشاهده وخاصة اذا تحدثت الشيخة بهذه اللهجة وبهذا الاسلوب وبهذه اللغة وعادوا من قطر منبهرين.
تعليقات