يبدو أن شهية "ترامب" مفتوحة لتوسيع نطاق العقوبات الاقتصادية على دول أخرى لتشمل أوروبا..برأي ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب ناصر المطيري 3511 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- العقوبات الأميركية جدواها وتأثيرها على الأنظمة الحاكمة

ناصر المطيري


قائمة الدول الواقعة تحت العقوبات الأميركية طويلة تتمدد في قارات العالم، أقدمها العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية منذ سنة 1950 ثم كوبا 1962، وإيران 1979، وسورية 1986، والصين منذ 1989، والسودان 1997، ثم روسيا وقعت تحت العقوبات الأميركية في 2012 وتم تشديدها خلال الأزمة الأوكرانية في 2014، وآخرها العقوبات على تركيا، وتستمر العقوبات الأميركية على هذه الدول بين تخفيف وتشديد وهي تمثل أداة سياسية أميركية لإجبار الدول المستهدفة على مسار محدد أو ثنيها عن سلوك سياسي معين يتعارض مع المصالح الأميركية في مناطق العالم..

وعلى الرغم من اللجوء المتكرر للعقوبات الأميركية فإن فاعليتها ما تزال مثار شكوك على نجاعتها في تحقيق الأهداف التي شُرعت لأجلها بتكرار اللجوء إليها عقب نهاية الحرب الباردة، خاصةً فيما يتعلق بتعديل سلوك الأنظمة الشمولية أو تغييرها. لم تنجح العقوبات الأميركية عبر التاريخ في تغيير النظام الحاكم في أي من الدول المستهدفة ما لم تكن تلك العقوبات مفروضة بقرار دولي مع استخدام عسكري مباشر كما حدث في العراق في عام 2003.

ومن الواضح أن التأثير في سلوك الدول المستهدفة من العقوبات الأميركية قليل ومحدود، فاستمرار العقوبات على هذ الدول لسنوات طويلة يكشف عن العناد والصمود من جانب الدول الواقعة تحت عصا العقوبات الدولية واستمرار حالة التأزم والعداء بمواجهة الإدارة الأميركية، بل غالبا ما يكون للعقوبات الأميركية مردود عكسي من شأنه تقوية النظام الحاكم في الدولة المستهدفة، فتحصل حالة من الالتفاف والتضامن الشعبي مع النظام الحاكم الذي يسعى اعلامه إلى استغلال ذلك في حشد الرأي العام حول قضيته.

ويبدو أن شهية الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفتوحة لتوسيع نطاق العقوبات الاقتصادية على دول أخرى لتشمل أوروبا أيضا، وهذا ربما يضع واشنطن في مواجهة مع العالم مستقبلا، وربما تنفجر العقوبات الاقتصادية للتحول إلى مواجهة وصراع مسلح.

تعليقات

اكتب تعليقك