حرب ترامب الاقتصادية على تركيا يحاول من خلالها تغيير طبيعة التعامل مع أي حليف وثيق لواشنطن .. هكذا يرى زايد الزيد

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 3657 مشاهدات 0

زايد الزيد

النهار

الخلاصة- ماذا تريد أميركا من تركيا؟

زايد الزيد


لا حديث يعلو خلال الأيام الماضية على الحديث عن انهيار الليرة التركية، وما تضمنه من خلافات حادة خرجت الى العلن بين واشنطن وانقرة بعد قرار الرئيس ترامب برفع الرسوم على واردات الصلب والألمنيوم من تركيا، وهي خلافات يتضح انها ليست وليدة الصدفة، بل نتاج تراكمات خلال السنوات الأخيرة في اكثر من موضع، ولكن بلغت هذه الخلافات ذروتها أخيراً بين البلدين بسبب «قس أميركي» تحتجزه تركياً بموجب قرار قضائي بتهمة التجسس، وفي المقابل تطالب تركيا بأحد مواطنيها الموجود في الولايات المتحدة وهو فتح الله غولن بتهمة ادارة المحاولة الانقلابية في تركيا قبل عامين، وامام هذه المعطيات يبدو ان الأمور والتصعيد سيزداد وتيرته خلال الأيام المقبلة.

والناظر لهذه المعطيات، يعي جيداً ان تركيا اليوم أصبحت تتمتع باستقلالية في قراراتها، وهو أمر لم يعجب الادارة الأميركية سواء على مستوى العهد السابق «أوباما» أو العهد الجديد «ترامب»، مع تصاعد الحدة في عهد الرئيس الجديد ترامب، ولو وقفنا على هذه المعطيات لرأينا ان واشنطن حاولت مرارا التلاعب على جهة تركيا، فعلى الرغم من ان تركيا تعتبر حليفاً قديماً لواشنطن، ولدى البلدان تعاون وثيق وواسع على جميع الأصعدة، بدا ان الأمر دبّر بليل، من خلال تحرك واشنطن قبل سنوات بدعم وحدات كردية انفصالية داخل سورية، وهي فصائل تلاحقها الحكومة التركية داخل وعلى الحدود التركية، لذلك قامت تركيا - كرد فعل - بالاتجاه لفتح ابواب التعاون مع الروس بمعزل عن واشنطن، وصولا لقضيتي غولن والقس، لكن الواضح ان الادارة الاميركية في عهد ترامب تريد اخضاع حلفائها - وبشكل مذل - حتى قبل اخضاع خصومها أو أعدائها!

والحقيقة، ان ما يدور اليوم هو بمثابة حرب اقتصادية على تركيا، بطلها ترامب، يحاول من خلالها تغيير طبيعة التعامل مع اي حليف وثيق لواشنطن، وبالمقابل ما زال اردوغان وفي ظل نظامه الرئاسي الجديد ونشوة الفوز بالرئاسة ومقاعد البرلمان وتشكيل الحكومة يحظى بتأييد شعبي، بل وحتى المعارضة ومنافسيه واعدائه السياسيين نددوا بما تقوم به الولايات المتحدة، ولذلك باتت اعادة توزيع خريطة التحالفات لا تخفى على احد في ظل وجود الرئيس ترامب على سدة الرئاسة.

تعليقات

اكتب تعليقك