العراق وتزييف الوعي الوطني الكويتي.. بقلم ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب ناصر المطيري 4887 مشاهدات 1

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- العراق وتزييف الوعي الوطني الكويتي

ناصر المطيري


كما فشل الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت في كسر إرادة ووحدة الكويتيين وتمسكهم بالشرعية قبل ثمان وعشرين سنة خلت، يفشل السياسيون العراقيون اليوم في تزييف الوعي الوطني الكويتي بمحاولة قلب المفاهيم وتشويه الحقيقة التاريخية والقفز على قرارات الشرعية الدولية، وذلك باختزال ما حدث في الثاني من أغسطس بوصفه (غزوا صداميا) يرتبط بشخص لا بدولة، بل هو غزو عراقي بشهادة التاريخ والمجتمع الدولي والدم الكويتي.

توهم بعض المسؤولين والدبلوماسيين العراقيين بأن مرور قرابة ثلاثة عقود من الغزو العراقي الغاشم واحتلال العراق للكويت سنة 1990 قد أنسى الكويتيين الجريمة المعمّدة بالدماء والتضحيات والويلات.. على العراقيين ألا يعتقدوا خطأ أن السلوك الدبلوماسي الكويتي والتعامل الإنساني الراقي لدولة الكويت طوال سنوات مضت مع ما يعانيه الشعب العراقي هو بمثابة نسيان أو طمس لحقيقة الغزو التاريخية عندما اجتاحت القوات العراقية الحدود وابتلعت الوجود، التاريخ لا يمكن تزييفه، حدث الغزو العراقي لا يمكن التنصل منه دوليا باعتباره جزءاً من الذاكرة الوطنية للشعب الكويتي.

كيف ننسى وطوال السنوات التي تلت تحرير دولة الكويت يستمر الكثير من المسؤولين العراقيين بين حين وآخر بالتلميح والتصريح بعبارات التهديد تارة ونكران الحقوق الكويتية تارة أخرى، وجحود مواقف الكويت الإنسانية دائماً؟

لذلك فإن الشعور السائد في الضمير الشعبي الوطني الكويتي أن العراق الذي غزا الكويت واحتلها سنة 1990 لم يتغير فيه سوى شخص رئيسه المقبور صدام حسين، فبقيت الذهنية العدائية العراقية لدولة الكويت كامنة لدى أغلب العراقيين لا تمحوها السنون وتقلب الأيام ولا يكسر عين العداء العراقية مواقف كويتية نبيلة تعمر ما يدمره التناحر بين فئات وطوائف الشعب العراقي.. نعم «العقل العراقي الباطن» مازال يضمر العداء للكويت حتى وإن أظهر المودة بغطاء المصالح والتقية السياسية.

الغزو والاحتلال هو غزو دولة العراق واحتلالها لدولة الكويت.. هذه هي الحقيقة التاريخية المجردة التي لا يمكن تزييفها أو القفز عليها أو التنصل منها مهما كان النظام الذي يحكم العراق، التاريخ ثابت في وجدان الشعوب وحق للأجيال، ولن ننسى..

تعليقات

  1. تعقيبا على مقالة السيد المطيري اود ان اوضح مايلي.... ان السياسات التي اتبعتها الانظمة العميلة طيلة الفترات الماضية ولحد الان سواء على المستوى المحلي او الاقليمي او الدولي بضرورة لاتعبر عن تطلعات الشعب المغلوب على امره اذا ما علمنا انهم بأنهم يتلقون اوامرهم من اسيادهم (اي الساسة) الذين جاؤا بهم لهذه الغاية . تساؤل يطرح نفسه من المستفيد من الحرب العراقيةالايرانية وما هي النتائج التي ترتبت عليها كذلك احتلال دولة الكويت مالذي جناه الشعب العراقي من هذه الحروب العبثية سوى الويلات ... نعم اتفق معك على ان الشعب هو المسؤول الاول والاخير عن السماح بهكذا سياسات وهو الذي يدفع الثمن وهو الي حصل ويحصل لحد الان .الا ان الشعب مغلوبا على امره نظرا لسياسة الحديد والنار التي اتبعها النظام البائد انذاك وانتم تعلمون ذلك جيدا . مع التقدير...

اكتب تعليقك